ظهر القيادي الأمريكي في تنظيم القاعدة، آدم غدن، في رسالة مصورة السبت، هاجم فيها رجال الدين الذين شاركوا في مؤتمر "ماردين" الذي عقد في تركيا قبل أشهر للرد على فتاوى قديمة يُعتقد أن التنظيمات المتشددة تستخدمها لتبرير عملياتها، ووصف المشاركين ب"دعاة التلفزيون" الراغبين في "تعطيل الجهاد." ودعا غدن، المعروف بلقب "عزام الأمريكي" في الرسالة التي نشرتها مواقع على صلة بتنظيم القاعدة، ولم تتمكن CNN من تأكيد صحتها المسلمين المقيمين في الدول الغربية إلى شن هجمات ضد المصالح الحيوية الموجودة فيها، كما طالب العرب والمسلمين بتحويل مدنهم وعواصمهم إلى ساحات للمعارك عبر اقتحام القواعد والسفارات الأميركية الموجودة فيها.
وتبلغ مدة الفيديو 48 دقيقة، وهو الأول الذي يتحدث فيه غدن بالعربية مع ترجمة إنجليزية، إذ اعتاد أن يتوجه في كلامه للجمهور الغربي وبلغته الإنجليزية.
وتركز القسم الأكبر من رسالة غدن على مهاجمة "مؤتمر ماردين" الذي استضافته مدينة ماردين التركية مؤخراً، وذلك للرد على فتوى قديمة للفقيه ابن تيمية، تحدث فيها عن جواز اعتبار ماردين "ديار مركبة" بمعنى أنها ليست "دار إسلام ولا دار حرب" ما يبيح الخروج عن أوامر الحاكم الذي لا يطبق أحكام الشريعة، وفق بعض التفسيرات.
وقال غدن: "لن أتطرق إلى ما في المؤتمر من طعن بفتاوى ابن تيمية، ولكن أدعو العلماء للتنبيه إلى ما يجب التنبيه عليه، وأتطرق لحقائق جلية يدركها الجميع وأجملها بست نقاط."
واعتبر غدن في نقاطه الست هذه، أن المؤتمر: "لا يخدم إلا مصلحة الحملة الصهيوصليبية، إذ لمصلحة من يجب أن تبقى صورة الإسلام على أنه دين يأمر أتباعه بالتسليم للواقع المخزي بحجة الرضا بالقضاء والقدر،" وتابع بأن التهديد الأكبر والحقيقي للإسلام يتمثل في "الحملة الصهيوصليبية، وليس من يقف بوجه هذه الحملة."
وشدد غدن في سائر النقاط التي أشار إليها إلى أن الذين يقاتلون القوات الأجنبية "لم يستندوا إلى فتوى واحدة بل إجماعات متعددة بوجوب الجهاد،" كما لفت إلى أن بعض القوى المتحالفة مع القاعدة لا تطبق فقه ابن تيمية، مثل حركة طالبان في أفغانستان وباكستان، والتي تتبع مذهب الإمام أبو حنيفة النعمان.
وأقر غدن باحتمال "صدور أخطاء من المجاهدين أو المحسوبين عليهم،" لكنه رأى أن ذلك "لا يبرر التخلي عن الجهاد ومحاربته،" وختم نقاطه الست بالقول إن على كل من "يرغب بالدفاع عن المسلمين اليوم المبادرة والإسراع للقيام بالجهاد ضد أكابر المجرمين، الأمريكيين والصهاينة والأوروبيين، عبر النفير لساحات القتال، أو بضرب المصالح الصهيوصليبة المنتشرة في المنطقة والعالم، وعلى رأسها لاقتصاد الربوي."
ووصف القيادي الأمريكي الذي سبق للولايات المتحدة أن عرضت مكافأة بمليون دولار لمن يقدم معلومات تقود إلى اعتقاله، المشاركين في المؤتمر بأنهم "التيار الاستسلامي المعاصر،" وانتقد اشتراطهم موافقة الدولة لإعلان "الجهاد" واتهم ب"تعطيل فتوى ابن تيمية في دار ماردين بالخروج على أئمة الجور المانعين لدين الله وجهاد الأعداء."
وقال إن بعض رجال الدين "يساندون القرارات ضد الحجاب في أوروبا والمغرب وأخيراً في سوريا،" واعتبر أنهم "لا يمثلون الأمة،" وانتقد مشاركة مفتي البوسنة في المؤتمر ودعوته للتعايش السلمي مع الأعداء، "بينما شعب البوسنة ما زال ينتشل رفات الآباء والأشقاء الذين تعرضوا للإبادة الجماعية على يد الصرب،" وفق تعبيره.
وفي الشق الثاني من رسالته، توجه غدن للعرب، داعياً إياهم إلى "القيام بمسؤولياتهم،" وانتقد من وصفهم ب"دعاة التلفزيون الذين لا يريدون للعرب الجهاد،" لافتاً إلى وجوب ما وصفها ب"جبهات مفتوحة للمجاهدين العرب،" أهمها العراق واليمن ودول المغرب.
وتابع: "وهناك جبهة رابعة، وتتمثل في ما أشرت إليه من ضرب المصالح الصهيوصليبية في المنطقة والعالم، وهي أهداف مشروعة لجهادنا الذي لا يقف على حدود الدول."
وأضاف: "ما المانع أن تشهد مدن العرب وعواصمهم عمليات نوعية وبطولية مثل اقتحام القنصلية الأمريكية في بيشاور، وتفجير السفارة الدنماركية في إسلام أباد، مع وجوب التحرص من إصابة المسلمين، وما المانع أن تشهد القواعد الأمريكية المنتشرة في الجزيرة والخليج وبلاد الشام عمليات بطولية مثل عملية الرائد نضال حسن داخل قاعدة تكساس."
وقال غدن كذلك: "كل مسلم مكلف بالجهاد، على المسلمين المقيمين في دول التحالف الصهيوصليبي، في باريس ولندن وضواحي ديترويت، اعلموا أن الجهاد واجب عليكم ولديكم فرصة ضرب أئمة الكفر في عقر دارهم، ما لم يكن بينكم وبينهم عهد."
يشار إلى أن الرسالة الأخيرة لغدن تعود إلى يونيو/حزيران الماضي، عندما وجه تحذيرات جديدة للرئيس الأمريكي، باراك أوباما، دعاه فيها إلى تطبيق جملة شروط لوقف ما وصفه بال"الحرب الصليبية" على المسلمين، مشيراً إلى أن من يفشل في منع دخول متطفلين إلى البيت الأبيض لن يمنع حصول عمليات في أمريكا.