مع اقتراب معسكرات السجن في معتقل جوانتانامو من عامها العاشر، حصلت الأغلبية من النزلاء اليمنيين على ميزة جديدة هي التواصل مع أسرهم عبر "الفيديو كونفرنس" بواسطة رابط جديد أنشأته اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقد أعلنت اللجنة التي يقع مركزها في جنيف عن تدشين هذه الخدمة الأسبوع الفائت، قائلة إنه تم السماح لأربعة من الأسرى اليمنيين باستخدام الاتصال عبر الفيديو "الفيديو كونفرنس" هذا الشهر في محادثات يتم إرسال إشاراتها بين القاعدة البحرية في جنوب شرق كوبا وموطن هؤلاء في شبه الجزيرة العربية.
ويستطيع السجناء وأسرهم التحدث عبر الفيديو لمدة تصل إلى الساعة، بحسب بيان الصليب الأحمر. وقالت لجنة الصليب الأحمر إنه يمكن الآن لبعض المحتجزين وأسرهم رؤية والتحدث إلى بعضهم البعض "للمرة الأولى في ما يقرب من عقد كامل."
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد عملت قبل ذلك كساعي بريد لبين الأسرى وأسرهم من خلال "رسائل الصليب الأحمر." وهذه الرسائل هي التبادلات المختصرة على نماذج رسمية كان البنتاجون قد أجازها مباشرة بعد أن فتح المعسكرات في الحادي عشر من يناير العام 2002، بشرط أن يستطيع الجيش مراجعة كل رسالة قبل توصيلها.
وتحتجز الولاياتالمتحدة حتى الآن 90 يمنيا في جوانتانامو، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ويكوّن هؤلاء أكبر جنسية من بين النزلاء البالغ عددهم 174 في معسكرات السجن. وتم عزل أحد هؤلاء عن الباقين باعتباره مجرم حرب، وهو صانع الفيديو السابق علي حمزة البهلول، 41 عاما، المتهم في أواخر عام 2008 بأنه يقوم بالتجنيد والدعاية لتنظيم القاعدة.
وقال نوران حواس، موفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صنعاء باليمن، في بيان له: "لا يوجد شيء – ولا حتى بث الفيديو الحي المباشر – يمكن أن يحل محل الزيارة وجها لوجه، ولكن المحادثة عبر الفيديو هي أفضل كثيرا من المحادثة عبر الهاتف أو الرسالة المكتوبة."
وليس من شأن الجيش في جوانتانامو أن يقول إن كل الأسرى اليمنيين يمكنهم الحصول على محادثات عبر الفيديو – أو ما إذا كانت هذه المحادثات هي مكافآت في سياق شكاوى معسكرات سجن جوانتانامو.
"أستطيع أن أجزم بأن بعض محتجزينا هم من اليمنيين" كما يقول اللفتنانت كولونيل، دونالد لانجلي، المتحدث باسم السجن، رافضا الحديث عن تفاصيل إعلان لجنة الصليب الأحمر.
وقد أمضى بعض الأسرى اليمنيين عامهم العاشر في عهدة الولاياتالمتحدة، بعد أن تم اختطافهم في أفغانستان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وتم تسليمهم للقوات الأمريكية الغازية.
ورغم أن العديد من عمليات المراجعة على مدى إدارتين أمريكيتين قد قررت إعادة بعض الأسرى اليمنيين إلى أوطانهم، فمازالت الولاياتالمتحدة لم تتوصل بعد إلى اتفاق مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لإعادة تأهيل ومراقبة أي أفراد يتم إرسالهم إلى موطنهم.
ووصفت برقية في مارس العام 2009 من السفارة الأمريكية في صنعاء، تم الكشف عنها مؤخرا في تسريبات ويكيليكس، الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في اجتماع استغرق 40 دقيقة بأنه "رافض" لحل هذا الموضوع مع مسؤول مكافحة الإرهاب في إدارة الرئيس أوباما، نائب مستشار الأمن القومي، جون برينان.
وفي مرحلة معينة، طلب صالح 11 مليون دولار من الولاياتالمتحدة لبناء منشآت إعادة تأهيل في ميناء عدنجنوب اليمن. وفي مرحلة أخرى، اقترح أن تقوم الولاياتالمتحدة بنقل مواطنيه من جوانتانامو إلى سجن فيدرالي في فلورانس بكولومبيا.