انتقدت الناشطة السياسية اليمنية الفائزة بجائزة نوبل للسلام توكل كرمان بشدة الاثنين الجامعة العربية وما تمخض عنه اجتماعها الوزاري الاخير من قرارات بشأن سوريا وتجاهله للازمة في اليمن. وقالت كرمان في بيان خصت به وكالة فرنس برس ان "من دواعي أسفنا وحزننا أنه في الوقت الذي كنتم فيه مجتمعين لمناقشة الثورة السورية وقمع نظام حكم بشار الأسد لها دون خشية من الله أو خشية من الناس، كان هناك نظام آخر يقوده علي عبدالله صالح في اليمن يواصل بوحشية حصد أرواح مواطنيه".
واضافت "لن يجد المواطن اليمني سببا أو منطقا يبرر لاجتماعكم مناقشة الوضع في سوريا وتجاهله في اليمن".
واستطردت قائلة "اذا كان حظ اليمن من اجتماعكم التجاهل لا الجهل بحاله والتغافل لا الغفلة عن مأساته فإن ما خلصتم اليه في شأن سوريا مثل خيانة لدماء المواطنين الطامحين الى الحرية وشكل حماية لنظام فقد مبررات وجوده".
والى ذلك استنكرت الحائزة على جائزة نوبل للسلام قرارات المجلس الوزاري العربي بشأن سوريا، مؤكدة ان "قرارتكم بشأن سوريا هي محل استنكار منا وتنديد لأنها صمت آذانها عن صيحة الشعب السوري المطالب بالحرية".
وتابعت كرمان "إنني من موقعي كواحدة من قادة الثورة اليمنية ومن مسؤوليتي كحائزة على جائزة نوبل للسلام هذا العام أعلن إدانتي التامة لموقف الجامعة العربية السلبي مما يجري في بلادي اليمن".
ودعت الناشطة اليمنية الجامعة العربية الى "أن تصغي الى أصوات الشعوب والى صوت العقل والضمير فذلك جدير أن يهديها الى الحق عوض ان تنتهي الى هذا الاضطراب المفاهيمي بين ثورة وثورة وشعب وشعب".
وبلهجة شديدة تساءلت "كيف بالله صح للجامعة أن تطلب تدخل مجلس الأمن لحماية المدنيين الليبيين دون ان ترى في الشعبيين السوري واليمني من يستحق هذه الحماية؟".
وقالت كرمان ان "الجامعة العربية ما عادت تعبر عن نظام عربي واحد ولكنها أصبحت متنازعة بين حالة ثورية هناك من يريد قبرها والقضاء عليها وبين نظام قديم راعه تساقط أعمدته".
واضافت ايضا ان "المحزن في هذا كله أن الجامعة العربية تصمت في وجه القتلة وهي تنظر في عيون الضحايا"، واصفة ذلك ب"المخجل والمشين".
وناشدت في نهاية رسالتها وزراء الخارجية العرب وامين عام جامعة الدول العربية ان "ينضموا الى الشعوب في كل من اليمن وسوريا ويستدركوا موقفكم الخاذل لهم فالتاريخ لا يرحم وأهم من ذلك أن الشعوب قد عزمت وتوكلت فلا رجعة عن ثوراتها حتى يرحل الطغاة".