وصل موكب الرئيس الأميركي باراك أوبام الى توليدو في ولاية أوهايو وكانت حشود في استقباله ترفع يافطات كتب عليها "أوباما 2012" و"اربع سنوات اضافية" و"توليدو صنعت سيارات جيب شكرا السيد الرئيس". وتوليدو تعتبر معقلا لمصانع جنرال موتورز وكرايزلر التي استفاد عمالها من خطة انقاذ قطاع السيارات التي اقرها الرئيس عام 2009 وقيمتها مليارات الدولارات. ويقوم أوباما بجولة تستغرق اربعة ايام اطلق عليها اسم "الطريق الى شارلوت" بولاية كارولاينا الشمالية حيث يعقد مؤتمر الحزب الديموقراطي هذا الاسبوع. والولايات التي تشملها الجولة تعتبر حاسمة في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر لا سيما وان فرصه يهددها بطء الانتعاش الاقتصادي ونسبة بطالة تبلغ 8,3%.
وسبق ان زار ايوا وكولورادو وسيصل الاثنين الى لويزيانا التي ضربها اعصار. واذا فاز أوباما في اوهايو، الولاية الحاسمة حيث تظهر استطلاعات الرأي تقدمه بفارق ضئيل على رومني، فسيكون الاوفر حظا للفوز بولاية ثانية في البيت الابيض.
ولم يفز اي جمهوري بالانتخابات الرئاسية الاميركية بدون الفوز في اوهايو. وسيزور أوباما ايضا ولاية اخرى لم تحسم امرها هي فرجينيا الثلاثاء قبل ان يغادر جوا الى شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية الاربعاء عشية خطابه امام المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي.
وفي كلمته امام مؤيديه في كولورادو الاحد انتقد أوباما ميت رومني بسبب عدم تقديمه اي افكار جديدة حول مستقبل البلاد. وقال الرئيس الاميركي امام حشد ضم 13 الف شخص في كولورادو "انه امر يستحق النظر فيه" في اشارة الى خطاب رومني في اختتام مؤتمر الجمهوريين في تامبا بولاية فلوريدا الخميس الماضي والذي استمر ثلاثة ايام.
وتابع أوباما "رغم كل التحديات التي نواجهها في هذا القرن الجديد، ما قدموه خلال تلك الايام الثلاثة كان برنامج عمل يليق اكثر بالقرن الماضي". وقال "انه اعادة، لقد رأينا ذلك سابقا، قد تكونون شاهدتم ذلك على التلفزيون الاسود والابيض".
ويقول الديموقراطيون ان رومني الذي استفاد من فرصة المؤتمر لمحاولة الحديث عن قصته الشخصية وابراز الجانب الانساني لديه من اجل كسب ود الاميركيين، قد يكون اعطى فرصة لأوباما لانه لم يقدم سوى مواقف باهتة عن سياسته.
كما يركزون على ان أوباما يعتبر مرشح المستقبل مع شعار "الى الامام" ومع التركيز على وضع رومني الاكبر سنا (65 عاما) مقارنة مع أوباما (51 عاما) على انه مرشح الماضي.
وقال أوباما الذي تظهر استطلاعات الرأي تعادله تقريبا مع رومني قبيل الانتخابات المرتقبة في 6 تشرين الثاني/نوفمبر، ان رومني رفض الكشف عن "الوصفة السرية التي ستساعده على خلق الوظائف" مضيفا "لم يقدم ولا اي فكرة جديدة".
وتابع الرئيس الديموقراطي "انه كرر السياسات السابقة التي كنا نسمعها منذ عقود". وانتقد رومني ايضا لانه "لم يكن لديه اي شيء ليقوله" في خطابه في فلوريدا حول الحرب الافغانية لا سيما وان الرئيس المنتهية ولايته وعد بانهائها "بحس من المسؤولية" بالطريقة نفسها التي قرر فيها سحب القوات من العراق.
وقال "سنعيد قواتنا الى البلاد من افغانستان. ولقد حددت جدولا زمنيا وسنسحبهم بحلول 2014. الحاكم رومني ليس لديه جدول زمني، اعتقد انه مخطىء". وكان رومني انتقد تحديد موعد لسحب القوات الاميركية من افغانستان معتبرا ان القيام بذلك قد يساعد اعداء الولاياتالمتحدة. لكنه اعتبر ايضا ان "الموعد الصائب" للانسحاب هو بحلول نهاية 2014، الموعد الذي حدده حلف شمال الاطلسي.
واستغل فريق حملة رومني ايضا هفوة من حاكم ماريلاند مارتن اومايلي والمؤيد لأوباما والذي قال في مقابلة مع تلفزيون سي بي اس ردا على سؤال حول ما اذا كان الاميركيون افضل حالا الان مما كانوا عليه قبل اربع سنوات "لا، لكن ليس هذا محور هذه الانتخابات" محملا الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش مسؤولية التراجع الاقتصادي. وسارع رومني الى استغلال هذا التعليق لكي يهاجم أوباما في الملف الاقتصادي. وقال حاكم ماساتشوستس السابق في بيان "هذا الرئيس يمكنه ان يطلب منا التحلي بالصبر. هذا الرئيس يمكن ان يقول لنا ان الخطأ مصدره شخص اخر. هذا الرئيس يمكن ان يقول لنا انه سيصوب الامور في السنوات الاربع المقبلة".
واضاف "لكن هذا الرئيس لا يمكنه ان يقول لنا ان الاميركيين افضل حالا اليوم مما كانوا عليه قبل ان يتسلم السلطة. لقد كانت اميركا صبورة". وتابع "لقد ساند الاميركيون هذا الرئيس بحسن نية، لكن اليوم آن الاوان لطي الصفحة".