كم هي الكلمة قاتلة، لذلك نصيحتي لنفسي أولاً، هو ان نكون حريصين جداً قبل نقل اي معلومات، لتكن كلماتنا دقيقة واضحة ومحددة و تعبر عن المعنى دون وضع فراغ لتأويل، باختصار: لتكن كلماتنا صادقة. نحن أحرار في آرائنا، لكن الخطر أن نكون أحرار في نقل المعلومة أو الخبر على عواهنه او بصبغه بمشاعرنا الشخصية.
لذلك حاولوا ان تكونوا مهنيين قدر الإمكان في نقل الحقائق.
صحيح أن الحياد هو أكذوبة الإعلام الكبرى و هو ما عجزت عنه - رغم حرصها عليه - حتى وسائل إعلامية عالمية كبيرة مثل ( بي بي سي ) كما يحدث في تغطيتها للصراع الفلسطيني الاسرائيلي و ( سي ان ان ) كما حدث في تغطيتها للحرب الأمريكية ضد العراق و غير ذلك .... لكن المصداقية و الموضوعية تعدل – نوعاً ما - ما ينحرف فيه من شوكة الميزان.
يؤلمني الاستهتار المتزايد من وسائل إعلامنا المحلية في التحري عن المصداقية و بخوضهم معارك إعلامية و صراعات سياسية تفقد المواطن ثقته بوسائل من المفترض ان تعبر عنه!
وكم أتمنى ان يعيد الجميع تقييمهم لأدائهم الإعلامي وإعادة النظر للكلمة على أنها أمانة و ليست مجرد أداة لصراع ما أو سلاح في حرب !
و ليعودوا للبدء حيث كانت الكلمة، الكلمة وحسب، وليس البدء حيث كانت الكذبة.