أقيم صباح يوم الأربعاء بصنعاء مؤتمر صحفي لأربعة من شباب الثورة الذين افرج عنهم بعد اعتقالهم لعامين على خلفية اتهامهم بالمشاركة في التفجير الذي استهدف دار الرئاسة. وشارك في المؤتمر الصحفي الذي أقامته المنسقية العليا للثورة اليمنية (شباب) وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور، ومستشاري مندوب الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، وعدد من النشطاء الحقوقيين والصحفيين ومراسلي القنوات الفضائية.
وقالت وزيرة حقوق الانسان حورية مشهور إن وزارتها ستعمل بكل ما في وسعها حتى تضمن أن لا يكون في السجن أي معتقل رأي أو معتقل سياسي، مضيفة «مكانهم الطبيعي أن يكونوا بيننا، وأن يقودوا هذا التغيير وأن يكونوا في صلب العملية السياسية».
وأضافت «كل قضايا الحوار الوطني لن يكون لها جدوى ما لم تكن السجون خالية من المعتقلين السياسيين، وما لم يتم طي هذا الملف فسيكون من الصعب المضي قدماً بمؤتمر الحوار وتحقيق الفائدة منه».
وزيرة حقوق الإنسان: يجب أطلاق بقية المعتقلين الذين لازالوا يقبعون خلف السجون وعبرت عن سعادتها بإطلاق سراح عدد من المعتقلين مضيفةً بأنه «يجب أطلاق بقية المعتقلين الذين لازالوا يقبعون خلف السجون».
وأوضحت مشهور أن سبب تأخر وزارة حقوق الإنسان في معالجة ملف المعتقلين هو بقاء الجيش منقسماً، واستمرار بعض المؤسسات الأمنية والعسكرية خارج سيطرة الحكومة.
وروى المعتقلون المفرج عنهم ما عانوه خلال فترة اعتقالهم، حيث تحدث المعتقل محمد الأسعدي عن لحظة اختطافه قائلاً «فوجئت باختطافي من أمام منزلي واقتيادي والسلاح موجه إلى رأسي إلى مكان غير معروف اتضح بعد ذلك إنه أحد سجون الامن القومي».
وقال «المخفيين في سجون الامن القومي يوضعون في زنازين انفرادية ولا يسمح له بالتواصل مع أهله ولا يعلم احد أين هو، ويتم منعه من التواصل مع الخارجي، ويبدأ التحقيق مع المعتقلين من الساعة 8 مساءً إلى ما قبل الفجر بشكل يومي، ويتم استخراج المعلومات بشكل ممنهج، عن طريق الضغط النفسي والتعذيب الجسدي».
وأضاف «نقلت إلى سجن مظلم لمدة شهر ونصف وهو مقيد ولا يسمح له بالخروج إلى الحمام إلا مرتين في الصباح والمساء».
من جانبه قال مهدي النجار أحد المعتقلين السابقين إنه تم اعتقاله وذنبه الوحيد انه خرج للساحة ويطالب بتغيير النظام»، مضيفاً «تعرضنا لتعذيب شديد جعل بعض السجناء يعترفوا بأشياء لم يقوموا بها، وأجبرت على التوقيع على أوراق لا أدري ما فحواها لأنقذ نفسي من التعذيب».
النجار: تعرضنا لتعذيب شديد وأجبرونا على التوقيع على أوراق لا أدري فحواها فيما روى جمال الظفيري أحد المفرج عنهم عن ظروف اعتقاله قائلاً إنه كان في زيارة لوالدته، وبعد خروجه من عندها برفقة نجله، قام مجموعة من الملثمين على طقم عسكري، باعتقاله، مضيفاً «بعد مرورهم 150 متر كلبشوني وغطوا رأسي بطربال أسود، ووضعوني تحت أقدامهم، ووضع أحد العساكر بيادته فوق وجهي».
وأضاف «بعد وصولي لسجن الأمن القومي، مارسوا ضدي كل ما تعلموه من أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، ووصل الأمر بهم إلى أنهم قالوا لي «استعد غداً سنأتي بزوجتك إلى هنا وسنمارس معها الفاحشة أمامك».
ومن ضمن التعذيب النفسي حسب قوله أنهم هددونه بالإعدام كل يوم، فكان كل صباح يغتسل ويتجهز استعداداً للموت».
وقال «كنت لا أصدق عندما سمعت من قبل عن ألوان التعذيب في السجون، حتى دخلت السجن ووجدت اسمع واقرأ عنه»، متابعاً «حرموني في سجن الأمن القومي من الماء، وكنت أطلب منهم ماءً من الحمام، وكانوا يرفضون».
من جانبه قال المحامي عبدالرحمن برمان إن قضية المعتقلين حصل فيها ابتزاز سياسي، وأنه لفقت تهم باطلة للمعتقلين، مشيراً إلى ان النظام السابق كان يستغل كل حدث للابتزاز السياسي، وأن المفرج عنهم تفاجئوا بالتهم الموجهة إليهم بعد 8 أشهر من اعتقالهم.
وأضاف برمان «لازال هناك الكثير من الشباب لا يزالون خلف القضبان يعانون الأمرين»، مستغرباً ان «من عذب الشباب وقتلهم حصل على حصانة أو وظائف في السفارات، بينما شباب الثورة لا يزالون في السجون».