"أنصار الله" و"حزب الله" هل هم صورتان مختلفتان ام انهما منطق وفكر واحد مع اختلاف التسمية؛ فذلك "حزب " للتدليل على أنه حزب سياسي/ عسكري؛ وهؤلاء "أنصار" لأثبات انهم لا يمارسون سياسة ولكنهم أصحاب مذهب وطائفه مختلفة. التسمية بحد ذاتها مهمة، وبالتسمية يعرف الناس من هؤلاء وكيف يشتغلون. لذلك قد تسمع الكثير من المحللين ممن كانوا يتحدثون ان الحوثيين (او ما يسمى أنصار الله) لا يختلفون عن حزب الله في لبنان نهائيا، وأن هدف زعيمهم عبد الملك الحوثي هو نسخ صورة مطابقة لحسن نصر الله. لكن في حقيقة الأمر هل هما صورتان متطابقتان، والهدف فقط نسخ صورة مماثلة لحزب الله في لبنان! من المعروف ان حزب الله تنظيم سياسي عسكري موجود بقوة على الساحة السياسية والعسكرية في لبنان منذ تأسيسه في 1982 لمجابهة الغزو الإسرائيلي للبنان في العام نفسه، وقد تشكلت في تلك الفترة كثير من الفصائل المسلحة بغرض مقاومة الجيش الإسرائيلي.
خلال تلك الفترة نسب الى حزب الله كثير من العمليات العسكرية واتهم بقيامه بسلسة من عمليات احتجاز وخطف رهائن غربيين، وأهم تلك العمليات اتهام الحزب بأنه كانوا وراء تفجير السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983.
استمرت المواجهات وحرب العصابات المنظمة بين الجيش الإسرائيلي والحزب حتى بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان في مايو 2000، ولم تتوقف المواجهات (وإن كانت بوتيرة منخفضة) حتى صيف عام 2006 (حرب تموز). الجدير بالذكر هنا ليس المكاسب أو الخسائر التي حققها الحزب ولكن الأهم أنه تشكل بدعم سياسي وعسكري من إيران وسوريا، فقد ساهم الوجود العسكري السوري في لبنان (1976-2005) والدعم الإيراني في زيادة قوة الحزب السياسية والعسكرية ليصبح من أقوى الأحزاب نفوذا وتأثيرا في الشأن اللبناني.
الأخطر من كل ذلك هو أنه بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان انتفت الحجة الرئيسية لامتلاك حزب الله السلاح فزادت المطالبات لترك سلاحه وحل جهازه العسكري، لكنه رفض التخلي عن سلاحه. وصنفته بعد ذلك دول عربية وغربية منظمة إرهابية.
اعتقد ان هذه الصورة واضحة جدا لكن العجيب والغريب هي الصورة الثانية (أنصار الله الحوثيين) فإلى الآن لم أجد لهم تعريفاً وسيرة ذاتية واضحة لما قاموا به ويقومون به حاليا.. فقط أستطيع ان أقول بأنهم قوة عسكرية غير نظامية تدعم من قبل إيران. كان دخولهم صنعاء بدون مبرر وحملهم للسلاح وعنجهيتهم وهيمنتهم وكل ما ارتكبوه من ممارسات حمقاء بحق أبناء الشعب اليمني أيضا لا معنى له، فهم لا يقاومون أحدا ولا يحاربون محتلا او مستعمرا. فقط يخيفون الناس ويحاولون الوصول للسلطة بالقوة ويتحدثون أنهم لا يريدون الوصول للحكم! كل ما نعرفه عنهم انهم أصحاب فكر جامد ومتعصب لا يقبل المناقشة او التشكيك به فمن يخالفهم فهو داعشي وكافر وملحد ويجب قتلة.
اما ما يقال عنة بانه سيدهم يتحدث وكأنه هو الشعب والمتحدث الرسمي والوحيد باسم الشعب اليمني.
قد يكون هناك اختلافات كثيرة بين الصورتين.. لكن ما أريد قوله انه؛ وإن يكن هناك اختلاف بين الصورتين "حزب الله" و"أنصار الله" فإن من قام بتحميضهما وإظهارهما بهذا الشكل لكي يشاهدهما المواطن العربي بشكل عام هو بكل تأكيد واحد وأنتم تعرفونه.