من بين الأعلام ال16 التي ارتفعت في سماء غزة خلال حفل افتتاح بطولة "كأس العالم" التي ينظمها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بمشاركة أندية محلية تحمل أسماء منتخبات عربية ودولية، للفت الأنظار للحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، حمل طفلين علما الجزائر ومصر وسط تصفيق حار من الجمهور الذي احتشد في المدرجات، وإصرار من منظمي البطولة على السعي للتقريب بين البلدين من غزة المحاصرة. ووقف الطفلان جنباً إلى جنب خلال مهرجان الافتتاح الذي أقيم على ملعب فلسطين بمدينة غزة، وسط حضور جماهيري كبير من المواطنين الفلسطينيين والرعايا الأجانب المقيمين في غزة، بينما يُتوقع أن تشهد مباراة تجمع فريقين يمثلان البلدان العربيان وتقرر إقامتها الأربعاء 5-05-2010 مبادرة للصلح بينهما.
ويمثل منتخب مصر في البطولة فريق إتحاد خان يونس، الذي ضم في صفوفه عدد من المصريين المقيمين في غزة، بينما يمثل المنتخب الجزائري فريق غزة الرياضي الذي يعتبر أقدم وأشهر الأندية الفلسطينية، وضم في صفوفه أيضاً اثنين من الجزائريين المقيمين في غزة، وفقاً للوائح البطولة التي يرعاها برنامج الأممالمتحدة الإنمائي.
وقال إبراهيم أبو الشيخ، عضو مجلس إدارة نادي غزة الرياضي إن ناديه يأمل أن تدفع المباراة التي تقام في غزة المحاصرة المسؤولين في مصر والجزائر لإنهاء الخلافات الرياضية بينهما وفتح صفحة جديدة، مؤكداً ل"العربية.نت" إن استعدادات خاصة تجري من قبل اللجنة المنظمة والناديين لخوض المباراة التي يتوقع أن تشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً.
وبدورها جهزت اللجنة المنظمة مئات الأعلام لمصر والجزائر ليتم توزيعها على الجماهير خلال المباراة التي تقام على ملعب "اليرموك"، في حين أكد العشرات من المصريين والجزائريين المتواجدين في غزة أنهم سيحضروا المباراة لتشجيع الفريقين، مشددين على أن المبادرة بإقامة اللقاء في غزة وتحت الحصار كان لها مردود إيجابي وحظيت باهتمام كبير في البلدين.
ومن ناحية أخرى، شهد حفل افتتاح البطولة، رفع العلم الأمريكي في غزة للمرة الأولى منذ سنوات وفي مشهد نادر في القطاع الذي اعتاد سكانه على حرق العلم الأمريكي مع الإسرائيلي في المظاهرات والفعاليات المنددة بالاحتلال والدعم الأمريكي لإسرائيل خصوصاً في الحصار المفروض على غزة.
وحملت مواطنة أمريكية مقيمة في غزة العلم الأمريكي خلال الافتتاح، بينما سار خلفها لاعبو فريق مخيم المغازي للاجئين، مرتدين قمصان المنتخب الأمريكي حيث يمثلونه في البطولة التي يعود الفضل في إقامتها لمواطن أمريكي مقيم في غزة.
ولم يسبق للعلم الأمريكي أن رُفع في غزة إلا مرة واحدة حينما زار الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون القطاع عام 1998، وألقى خطاباً شهيراً أمام أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني بحضور الرئيس الراحل ياسر عرفات.