خفضت المليشيا الحوثية مرتبات قتلاها أكثر من النصف بعد عجز المليشيا عن استيعاب قتالهم والذين تساقطوا بشكل كبير خلال الأشهر الثالثة السابقة بعد تقديمهم كقرابين لتوسع لم يتحقق للمليشيا في إقليم سبأ . وقالت مصادر مقربة من مؤسسة القتلى التابعة للحوثيين للمشهد اليمني أن عملية خفض المرتبات تأتي في إطار سعي المليشيا الحوثية لاستيعاب القتلى الجدد والذي قدمتهم المليشيا لعلها تخلق تقدما على الأرض للسيطرة على مناطق شاسعة من إقليم سبأ في الجوف والبيضاء وصنعاء لتطويق محافظة مأرب والسيطرة عليها لكن خطتها بائت بالفشل . وأضافت المصادر أن القتلى الحوثيين الذين سقطوا خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة تتجاوز عدد القتلى الحوثيين خلال عامي 2018م و2019م وهو ما دفع الحوثيين بخفض الراتب حتى لا تنهار مؤسسة القتلى التابعة للحوثيين والتي تطلق عليها المليشيا اسم " مؤسسة الشهداء ! " . وأكدت المصادر أن عملية الخصم تأتي في إطار سياسية المليشيا من خلال التدرج وذلك من خلال صرف راتب كل شهر ثم قامت بصرف راتب ونصف كل شهرين ثم راتب كل شهرين والآن راتب فقط كل ثلاثة شهور بواقع عشرة آلاف ريال كل شهر . ووضحت المصادر أن هذه العملية تكشف مدى استشراء الفساد داخل المليشيا الحوثية والتي لم تقم بواجبها تجاه قتلاها بينما قياداتها تصرف مليارات الريالات في شراء عقارات واسعة وسيارات فارهة . وبينت المصادر أن الحوثيين يبددون الأموال في مشاريع لصالح قيادات حوثية وذلك بعد إدراكها قرب إنهيار المليشيا في أي لحظة وعدم قدرة المليشيا في إدارة مؤسسات الدولة لذلك قامت بخصم مرتبات قتلاهم ومازالت الحرب لم تضع أوزارها . من جانب آخر عبرت عدد من أسر القتلى الحوثيين عن استيائهم من تصرف المليشيا تجاه قتلاهم والذين ساعدوهم في السطو على السلطة لكنهم في الوقت نفسه لم يستغربوا من هذا التصرف بعد معرفة أبناء الشعب اليمني لهم خلال أكثر من خمس سنوات تسببوا فيها في قتل وافقار وتجهيل اليمنيين . ونصحت هذه الأسر المقاتلين الحوثيين بالانسحاب من صفوف المليشيا حتى لا يكونوا ضحية مثل رفاقهم السابقين والذين تشردت أسرهم وضحوا من أجل مشروع سلالي لا يخدم عدى جزء من السلالة يريدون جر اليمن إلى العبودية والتي تحرر منها اليمنيون في ثورة 26 سبتمبر 1962م . وأكدوا أن القتلى الحوثيين الذين تساقطوا في الفترة الأخيرة تحركوا إلى الجبهات بعد إعلان المليشيا عن تقديم قطعتي أرض لكل قتيل حوثي في إطار سياسية المليشيا القائمة على الكذب للدفع بالمقاتلين للسيطرة على محافظة مأرب لكن المليشيا عادت ببعض جثث قتلاها وتركت البقية في العراء خوفا من تكالف فاتورة الدفن والمرتبات وغيرها لذلك مازالت تقيد المئات من قتلاها في إطار قائمة المفقودين للتنصل عن القيام بواجبها تجاهم . واستغربوا من اندفاع عدد من المقاتلين وتصديقهم لكذب الحوثيين عن صرف قطعتي أرض بينما هي عاجزة عن دفع مرتبات قتلاها والتي تقل عن الخمسين الدولار شهريا بينما يتجاوز سعر القطعة الأرض والتي حددتها المليشيا بخمس لبن مبلغ 25 مليون ريال !. هذا ووضحت المصادر أن الحوثيين أوقفوا السلال الغذائية لأسر قتلاهم في وقت سابق بينما مازالوا يدفعون بأبناء القبائل والمهمشين الى الجبهات وهو ما يعكس الإجرام والغباء المطبق الذي تتمتع به المليشيا ويكشف عن تبعية قرارها لأطراف خارجية أبرزها إيران والمد الشيعي في المنطقة والذي دمر إقتصاد العراق وسوريا ولبنان واليمن .