صعد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، من تحركاته الأخيرة ضد الحكومة الشرعية في المحافظاتالجنوبية، لاسيما في العاصمة المؤقتة عدن (جنوبياليمن). واستولى مسلحون يتبعون المجلس الانتقالي، اليوم الإثنين، على مبنى ثانٍ لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) في عدن. وقال مدير عام الوكالة بعدن، محمود ثابت، في بيان: "استولت عناصر رفيعة في المجلس الانتقالي الجنوبي ظهر اليوم الإثنين على المبنى الثاني لوكالة سبأ للأنباء في حي البنجسار بجانب بريد التواهي في عدن". واعتبر ثابت أن هذه الخطوة تأتي "في إطار تنفيذ خطته (المجلس) للسيطرة على مؤسسات الدولة الرسمية في تحد سافر لاتفاق الرياض". وأشار ثابت إلى أن "عناصر من الانتقالي، يقودها القيادي مختار اليافعي (رئيس دائرة الصحافة والإعلام بالمجلس)، استولت الثلاثاء الماضي على المبنى الأول للوكالة، بجانب رصيف السواح بالتواهي، وطردت مديره العام والحراسة المدنية والموظفين". وفي سياق متصل، احرق المحتجون في محافظة حضرموت، اليوم البوابة الرئيسية لإذعة المكلا الرسمية، بحسب مصادر محلية وشهود عيان. والسبت، اعتبرت الحكومة الشرعية أن استيلاء المجلس على مقر "سبأ" يمثل "تعمدا لإفشال اتفاق الرياض والجهود الصادقة للسعودية الرامية إلى تفعيل مؤسسات الدولة وتوحيد الصفوف ولملمة الجهود نحو استكمال إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة". ويأتي هذا التوتر المتصاعد رغم التوافق والهدوء الذي ساد بعد تشكيل حكومة مناصفة بين محافظات الشمال والجنوب، نهاية العام الماضي، بناء على اتفاق الرياض، في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019. ومن أبرز بنود هذا الاتفاق، معالجة الوضع العسكري في عدن والمناطق الأخرى التي شهدت مواجهات بين السلطة الشرعية والمجلس، مثل محافظة أبين (جنوب). وحتى اليوم، لم يتم إحراز تقدم ملحوظ في مسألة تنفيذ الشق العسكري من الاتفاق، خصوصا دمج قوات الجيش والأمن التابعة للحكومة والمجلس الانتقالي، تحت قيادة وزارتي الداخلية والدفاع. ولا يزال المجلس الانتقالي الجنوبي يسيطر أمنيا وعسكريا على عدن، منذ أغسطس/ آب 2019، إضافة إلى سيطرته على مناطق جنوبية أخرى. وأدى تأخر تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض إلى تقييد حركة الحكومة في مقرها المؤقت بعدن، وفق مراقبين.