مئات الجرائم بل وآلاف الجرائم، الكاملة، التي تحدث في تعز بالجانب المحتل دون التطرق لها حقوقياً وإعلامياً بما يكفي، بل تكاد تذهب غالبيتها دون أن يدرك أحد، فالذهنية التعزية غرقت في شوارع المدينة المحررة وتركت الحبل والغارب للمليشيات في الجزء المحتل، وأكاد أجزم أن هناك فصلاً ذهنياً كاملاً بين المحرَّر والمحتل، وهذا الانحراف الإعلامي أوجد تربة صالحة للمليشيات لفعل كل شيء، هناك، خلف الحزام الناري وبكل بجاحة. قبل أيام، يراسلني أحد قيادات المليشيات، وهو من تعز، ويحدثني عن موقع "الساحل الغربي"، وكلما وجد خبراً أو مادة عن الحوثي يحاول إقناعي بعكس ذلك ومعناه أن الموقع استطاع أن يوجد رأيه وسط الجمهور التعزي في المدينةالمحتلة، ووصلني تهديد صريح ومباشر.. فقررت كتابة هذا النص لكي أقرأ معنى الحضور الإعلامي الجمهوري في تعز، أناقش فقط وضع تعز، وعن مدى قدرته وعن الكيفية التي تدار بها عقلية الإعلام التعزي، المنحرف، وهنا وجدتني أتمنى لو أن كل الاعلام التعزي ينشغل بما يحدث خلف الحصار لأوجد هناك رأياً شاملاً ولاستطاع تأثيث الرجال بالعظمة. قتل، نهب، بل قتل للنساء، ولا أعتقد هنا بتعز يعرفون عن السفك الحوثي لحياة الناس في المدينةالمحتلة، قبل أسابيع قاموا بقتل طفل في عمق عزلة قياض، لم يتحدث أحد، قبلها قام مشرف حوثي بقتل زوجة أحد قيادات المتحوثين من أبناء الهشمة فلم يتحدث أحد، النهب الذي يطال التجار، في مفرق ماوية لم يتحدث عنه أحد، وتحويل المحارم الحكومية للمدن الطبية والرياضية إلى مقبرة ولم يتحدث أحد، لم يتحدث أحد عن الجرحى الذين يتم قتلهم في الجبهات، لا تلحظون أن هناك صفرية الجرحى في مليشيات الحوثي، فلم يفكر أحد، المليشيات لا تسعف أحداً من أبناء تعز المتحوثين، بل تقتلهم، كي تحصل على مدد أكبر وتعمّق العداء من الناس، ذوي القتلى، للطرف الجمهوري الحر..