ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    ترتيبات حوثية بصنعاء بعد إعلان مصرع الرئيس الإيراني وتعميم من "الجهات العليا"    أول تعليق أمريكي بشأن علاقة واشنطن بإسقاط مروحية الرئيس الإيراني    الإرياني: استمرار إخفاء مليشيا الحوثي للسياسي قحطان جريمة نكراء تستوجب تدخل أممي    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    مجلس التعاون الخليجي يؤكد موقفه الداعم لجهود السلام في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث مميز    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    وفاة محتجز في سجون الحوثيين بعد سبع سنوات من اعتقاله مميز    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    الجوانب الانسانية المتفاقمة تتطلّب قرارات استثنائية    لماذا صراخ دكان آل عفاش من التقارب الجنوبي العربي التهامي    بن مبارك بعد مئة يوم... فشل أم إفشال!!    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    هجوم حوثي مباغت ومقتل عدد من ''قوات درع الوطن'' عقب وصول تعزيزات ضخمة جنوبي اليمن    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    انفراد.. "يمنات" ينشر النتائج التي توصلت إليها لجنة برلمانية في تحقيقها بشأن المبيدات    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    أول رئيس إيراني يخضع لعقوبات أمريكا . فمن هو إبراهيم رئيسي ؟    قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصين .. نجازات تفوق الخيال وتسابق الزمن !(3-3) وأخيره
على ضفاف نهر يانغتسي
نشر في المشهد اليمني يوم 19 - 03 - 2014

الصين – تشونغ تشينغ/ خاص : كانت المحطة الثالثة والأخيرة لفعاليات الملتقى الثاني الشباب العربي بالصين بعد زيارة العاصمة السياسية "بيجين" والعاصمة الاقتصادية " تيانجين " زيارة العاصمة الصناعية والتجارية " تشونغ تشينغ " الواقعة على بعد 1000 كيلومتر تقريباً من من الجنوب الغربي للعاصمة بكين، والتي تشهد طفرة كبيرة في تنفيذ المشاريع الصناعية والسياحية والتجارية على مستوى آسيا.
في صباح يوم الخميس الموافق 28 نوفمبر 2014م كان الوفد العربي مع موعد جمع الأمتعة والحقائب ومغادرة الفندق إلى محطة تي 2 بمطار العاصمة الدولي بيجين لمغادرة بيجين والتوجه إلى مدينة تشونغتشينغ على متن طائرة صينية داخلية برقم رحلة سي زد 8129 وكانت علامات الذهول والاندهاش والإعجاب مرسومة على وجوه الزوار العرب لما شاهدوه ولمسوه على ارض الواقع من نهوض تنموي وعمراني وصناعي وتجاري فاق كل التوقعات وتجاوز كل التحديات ولما حققته الصين في طريق بناء الإنسان والاهتمام به ورعايته منذ نعومة أظافرة وحتى الكبر مدركين بأهمية وقيمة العنصر البشري المفتاح الرئيسي والدينمو المحرك لعملية البناء والتنمية والأعمار والتشييد وتقدم المجتمعات، إضافة إلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي وجدناها في رحاب الصين العظيمة.
وبعد ربع ساعة من إقلاعنا بالطائرة من مطار بيجين واجهتنا عدد من المشاكل والمخاوف من هذه الرحلة التي أقلعت وحلقت في سماء العاصمة بكين وضواحيها نتيجة سوء الأحوال الجوية واضطرابات الطقس ومطبات الرياح القوية التي شاهدناها وحركات الكابتن المخيفة والمفجعة في قيادة الطائرة والمراوغة فيها شمالاً وجنوباً، سألنا بعض الركاب الصينيين ماذا يجري ولما يقوم الكابتن بهذه الأعمال المخيفة، رد علينا أحدهم أن الكابتن يحاول التملص والهروب من مواجهة الرياح القوية التي تصطدم بالطائرة وتحدث ارتجاج واهتزاز كبير بشكل مخيف، المهم وصلنا بحمدلله وسلامته إلى مدينة "تشونغ تشينغ" التي جعلتنا نصاب بصدمة حضارية لعظمة ما رأيناه وما شاهدناه من إبداع الخالق وإنجاز المخلوق لهذه المدينة التي حباها الله بالطبيعة والسحر والجمال ممزوج فيها أعظم ما انجز فيها الإنسان البشري من التقدم والتطور والتكنولوجيا وحجم وكثافة العمارات الشاهقة التي تعانق السماء وتسابق النجوم كأنها لوحة فنية لرسام ماهر في غاية الإبداع والإتقان والجمال!
مدينة الأحلام:
عند وصولنا إلى مدينة الأحلام الموشحة بالضباب والملبدة بالغيوم " تشونغ تشينغ " كنا نعتقد أننا لم نرى او نشاهد مدن صينية بجمال ومستوى النهوض لمدينتي " بيجين ، وتيانجين "، لكننا في لحظة وصولنا المدينة أصابتنا نوع من الدهشة والذهول وعجز اللسان عن التعبير وصمت الكلام، وتوقفت الأرض عن الدوران، وتوقف الزمن، وكأننا مع مشهد من مشاهد الخيال العلمي والطفرة العلمية في سينماء هوليود، في هذه المدينة وجدنا أنه لا مكان للمستحيل ولا للخيال العلمي لأن فيها رجال صنعوا التاريخ وحققوا المعجزات وجعلوا المستحيل حقيقة والخيال واقع ووضعوا بصماتهم في ذاكرة الحضارات العريقة عبر التاريخ، خصوصاً عند المرور من على جسر نهر " يانغتسي" وسط المدينة، تتخطفك الأنظار يمنياً وشمالاً لمشاهدة على ضفتي النهر معالم وآثار شهيرة عديدة وناطحات سحاب مهيبة وشاهقة تعد بالآلاف، وحكايات رائعة ومشوقة، ومناظر طبيعية ساحرة وفتانة، تشدك وتجذبك إلى عالم الأحلام والخيال وتترك في الذاكرة علامات من الذهول والدهشة والإعجاب من الصعب نسيانها على مدى الحياة!
مشاريع تسابق الزمن:
في مدينة تشونغ تشينغ الخاضعة للإدارة المركزية مباشرة بعد بكين وشنغهاي والتي يبلغ عدد سكانها قرابة 30 مليون نسمة، و مساحتها الإجمالية نحو 82 ألف كيلومتر مربع تعرفنا على حجم النهضة العمرانية والصناعية ومراكز التجارة العالمية وأسواق المال والأعمال والخدمات التي تقدمها وخطواتها المستقبلية التي تشهدها مدينة الأحلام، واستمعنا على هامش مأدبة الغداء التي أقامها مسئول مكتب الشئون الخارجية والمغتربين للمدينة السيد "تونغ وين" على شرف الوفد العربي إلى شرح موجز حول تاريخ المدينة الذي يرجع إلى ماقبل ثلاثة ألاف عام ودورها التاريخي والقيادي خلال الحرب العالمية الثانية الذي كانت تعتبر العاصمة للصين الشعبية وكانت توجد فيها جميع هيئات ومؤسسات الدولة والسفارات العربية والأجنبية، كما يوجد فيها نهر"" يانغسي" الذي ينبع من أقليم التبت ويصب في البحر الشرقي لمدينة شنغهاي وبطول 630 كيلو متر، ويعد ثالث اطول نهر بالعالم بعد نهر النيل في إفريقيا و ونهر الأمازون في أمريكا الجنوبية .
و بعد قيام جمهورية الصين الشعبية تم إعلانها مدينة تتبع الحكومة المركزية، وكانت مركز للجنوب الغربي في الصين في مجال الإدارة وتم وضع لها خطط إستراتيجية تلبي تطلبي تطلعات آمال وأحلام الحكومة في جعلها مركز صناعي يستطيع المنافسة في السوق العالمية والبدء بتنفيذها وكانت من أوائل الدول التي نفذت عملية الإصلاح الشامل وحققت نمواً وتطوراً كبيراً في الصادرات والاستيراد، وفي السنة ال 16 من عملية الإصلاح والتحديث التي بدأت عام 1984 بلغت نسبة اجمالي الناتج المحلي للمدينة قرابة 10 بالمائة من إجمالي الناتج الكلي للصين، وارتفع إلى 15,3 بالمائة خلال الأعوام القليلة الماضية واحتلت المرتبة الثانية على مستوى الصين، وخلال العام الماضي 2013م بلغ الناتج المحلي للمدينة قرابة 12،3بالمائة .
وأكد تونغ أن 25 بالمائة من المستثمرين يتمتعون بإعفاءات ضريبية للاستثمارات المتدفقة إلى المدينة والواصلة إلى 10 مليارات ريال خلال العام الماضي الأمر الذي جعلها تشهد ارتفاع في نسبة الصادرات والواردات في نفس الفترة إلى 52 مليارات دولار.. موضحاً أنه سيتم بذل كافة الجهود لتحسين السياسة الاستثمارية والاقتصادية والإصلاح الشامل والانفتاح على الاستثمار الخارجي ويتم التركيز حالياً على الصناعة التكنولوجية من أجهزة الكمبيوتر وصناعة السيارات والدراجات النارية، حيث تم تصنيع نحو 50 مليون جهاز كمبيوتر محمول خلال العام الماضي2013، وخلال 2015م سيتم انتاج قرابة 100 مليون جهاز محمول، إضافة إلى الاهتمام في صناعة السيارات والدراجات والقطارات، مبيناً أن المدينة تنتج دراجات نارية تغطي احتياجات الصين فيما تصدر ثلث إنتاجها من الدراجات إلى العالم، مشيراً إلى سعي و طموح المدينة للدخول في قطاع البتر وكيماويات والغاز الطبيعي، والصناعات الخفيفة والثقيلة والأجهزة المنزلية والقطاع الزراعي".
طفرة علمية:
وفي اليوم التالي تعرفنا على إحدى نماذج الطفرة العلمية و التكنولوجية في المدينة المتمثلة في مجموعة جينشان للتكنولوجيا المحدودة المختصة بصناعة الكبسولات الطبية " omom" الخاصة بفحص جسم الإنسان التي انشئت عام 1998، فيما تم الإنتاج عام 2004م والتي أبرعت فيها الصين في تقديم هذه الخدمة كثالث شركة في العالم والتي تساهم في تشخيص الكثير من الأمراض بواسطة ابتلاع الكبسولة وتصوير الجسم الداخلي وإرسالها إلى أجهزة خاصة وثم تحليلها وتقديم العلاج الصحيح.
وخلال تجوالنا بالأقسام المختلفة تم تعريفنا بطبيعة ومهام الكبسولة وكيفية استخدامها وحجم الإنتاج في السنة ودورها في تحقيق تقدم علمي كبير في المجال الطبي والخطوات المستقبلية لتطويرها لتشمل كافة تشخيص وتصوير كافة أعضاء الجسم ونظام الفحص عن بعد، إضافة إلى استعراض لنماذج من عمل الكبسولة، المكون من ثلاثة أجهزة " الكبسولة التي يبتلعها المريض، وجهاز التسجيل والرصد والمتابعة الذي يتلقى البيانات والصور وتحديد مكان ونوعية المرض، وارسالها إلى جهاز التحليل" الذي يحلل البيانات والصور وبنقل المعلومات إلى الطبيب، وكشفوا المختصين عن اعتزام الشركة تصنيع ريبورت آلي للعمليات الجراحية المعقدة والصعبة لمساعدة الأطباء في إجراء مثل هذه العمليات النوعية وتجهيز غرف عمليات خاصة تجمع فيها تكنولوجيا الاتصال والطب وتساهم في توفير الوقت والجهد وترفع من نسبة الأداء والدقة في نجاح العمليات، مؤكدين أن الجيل الجديد من الكبسولة سيتم التحكم بها وتحريكها بعد ابتلاعها بواسطة أجهزة خاصة، ونصيب العالم العربي من هذه التقنية سوف يتم استخدامها في عشر دول عربية، كما سيتم بناء مركز لخدمة الكشف الطبي عبر الكبسولة في دبي خلال العام الجاري 2014م.
التحدي والقوة:
لاتقاس تقدم المجتمعات بحجم الاحتياطي وامتلاك المال والثروات النفطية والطبيعية ولكن تقاس بقدرة المجتمعات على استغلال مواردها وسبل إدارتها والتركيز على بناء الإنسان وتهيئة له كافة الظروف والمناخات التي تمكنه من الإبداع والعطاء و الولوج إلى عالم الشغل والصناعات الثقيلة والتكنولوجية والتشييد وتمكين منتجات الصين من المنافسة في السوق العالمية، حتى أصبحت اليوم تتربع على عرش أوروبا وأمريكا وآسيا والشرق الأوسط، وما وجدناه في هذه المدينة يعتبر جزء من مشروع الحلم الصيني الطموح، حيث تعرف الوفد العربي المكون 62 مشارك من كافة البلدان العربية على احد رموز التحدي والقوة شركة ليفان لصناعة السيارات التي تأسست عام 1992م، حيث كان في استقبالنا مدير الشركة وطاف بنا على أجزاء وأقسام المصنع المختلفة وأطلعنا على مراحل الإنتاج والتصنيع التي تبدأ باستلام ألواح الحديد عبر الأجهزة والمعدات ألآلية بمساعدة العنصر البشري الميكانيكي ، مروراً بمراحل التركيب والتصنيع والتلحيم والتجهيز وصولاً إلى المراحل النهائية المتمثلة بخروج السيارة جاهزة ومن ثم الوصول إلى مرحلة العرض والتسويق والتصدير.
وأوضح مدير الشركة أن الشركة تنتج سنوياً مايقارب 50 ألف سيارة بمعدل 400-500 سيارة في اليوم، وسيارة في كل ست دقائق.. مبيناً أن الشركة لديها ثلاثة أسواق عالمية تصدر إليها السيارات "روسيا، وأمريكا اللاتينية، والدول العربية"، وهناك مشروع تعاون صيني- عربي لتدشين مصنع تجميع وتركيب للسيارات التابعة للشركة في العراق خلال الفترة القادمة، كما هناك تصورات لإنشاء مصنع للسيارات وقطع الغيار في دبي، وتتميز هذه السيارات بالفخامة والمتانة والقوة التي جمعت بين الأصالة والمعاصرة وبين أسعارها المتوسطة حيث تتراوح أسعار أنواعها مابين 12 ألف إلى 7 ألف دولار وهي موديلات شبيهة بالسيارات اليابانية.
نهر اليانغتسي:
كما تعرف الوفد على معرض معرض التخطيط لمدينة "تشونغتشينغ" وبوابة (تشاوتيانمن )وكذا قاعة الشعب أكبر قاعة في اسيآ ومتحف "الأودية الثلاثة" الشهيرة واستمعنا إلى شرح موسع من قبل مسئولي المتحف حول المميزات الطبيعية الساحرة التي تتمتع بها هذه الأودية وكذا منبع نهر يانغتسي من أقليم التبت الواقعة في شمال غربي الصين وتتدفق مياهه شرقا لتصب في المحيط الهادئ بمدينة شنغهاي، والذي يعد أطول نهر في الصين ويبلغ طوله 6300 كيلومتر وهو ثالث أطول نهر في العالم بعد نهر النيل في إفريقيا ونهر الامازون في أمريكا الجنوبية، ويمر مجراه الأعلى بجبال عالية وأودية عميقة مما يتيح له طاقة مائية وافرة، ويعتبر نهر اليانغتسي شريان نقل مائي هاما في الصين وظروفه الطبيعية ممتازة ولهذا السبب يطلق عليه اسم "المجرى الذهبي" وتتمتع منطقة المجريين الأوسط والأسفل لنهر اليانغتسي بمناخ دافئ ورطب وتكثر فيها الأمطار والأراضي الخصبة وهي من المناطق المتطورة زراعيا وصناعيا في الصين، و من مناظر نهر يانغتسي المذهلة تلك الجبال الشاهقة والأودية العميقة التي تنتصب بجانبيها منحدرات جبلية عالية في اعوجاج والتواء لتشكل كل هذه العناصر مشاهد المضايق والأودية الثلاثة العجيبة في تشونغ شينغ".
منشآت عملاقة :
قام مشروع المضايق الثلاثة الحديث التشييد بقطع النهر من مجراه في الأودية وتشكيل البحيرة بداخلها وعندما تدخل المنطقة يقف أمامك سد ضخم "كتنين عملاق" تركب بداخله مجموعة من مولدات الكهرباء لإرسال ما يفوق مليون كيلوواط من الطاقة الكهربائية يوميا إلي المناطق في شرق الصين وجنوبها بينما تجد في الجهة الثانية من السد أكبر بحيرة اصطناعية في العالم يعمل علي حجز بصورة فعالة مياه السيول القادمة من المجرى الأعلى من النهر لضمان سلامة المدن والنواحي الواقعة في المجرى الأوسط والمجرى الأسفل إضافة إلي ارتفاع سطح المياه في مجري النهر الأعلى مما زاد من قدرة سير السفن علي النهر بأضعاف حتي تتمكن السفن البالغ وزنها 10 آلاف طن أن تصل إلي مدينة تشونغ تشينغ مباشرة ومع كل ذلك ظلت سلسلة الجبال العالية التي تنتصب علي جانبي النهر أطول منظر لأودية الأنهار في العالم التي تتمكن رؤيتها في رحلة نهرية كما ظلت المنطقة معلما سياحيا ينال إعجابا شديدا من قبل السياح من داخل الصين وخارجها .
وقد طرأت علي حياه المواطنين في المنطقة تغيرات جديدة بعد تنفيذ المشروع، حيث ظهرت مجموعة من المدن والنواحي الحديثة البناء وناطحات السحاب علي جانبي النهر وانتقل أهل المناطق المغرقة تحت مياه البحيرة الاصطناعية إلي بيوتهم الجديدة كما تم استخراج ونقل التحف الأثرية في منطقة البحيرة إلي الأماكن الآمنة في حماية بالغة حتي توضع البيئة الطبيعية بالنهر ذاته وبجانبيه تحت حماية أفضل.
وتحدث إلينا المسئولين أن سبب إقامة هذا المشروع العملاق في " المضايق الثلاثة" جاء ليعمل علي التحكم بصورة فعالة في مياه الفيضانات القادمة من مجري النهر الأعلي، التي كانت تحدث في السابق والحد منها لضمان أمن وسلامة حياة المواطنين في المدن والنواحي الواقعة في المجرى الأوسط والأسفل .
حقائق تسابق الخيال:
وأوضح لنا بعض المسئولين الصينيين في أحاديث جانبيه خاصة أنه تم إنشاء و تشغيل جسر "يانغتسي" بدونغبا داخل منطقة الوديان الثلاثة بحيث يصل طول هذا الجسر الضخم المشدود من الجانبين ببرجين إلي 2100 متر وارتفاع برجه الرئيسي 212 مترا ليكون ثالث أكبر الجسور من هذا النوع في منطقة آسيا ، و بدأ رسميا ضمن مشروع المضايق الثلاثة تشغيل بوابة السد الدائم لمرور السفن بخمسة مستويات وذات اتجاهين في 8 يوليو 2004 م باعتبارها أكبر بوابة السد المشيّدة علي الأنهار لمرور السفن علي مستوي العالم .
دخل حجم مجموعة مولدات الكهرباء المركبة داخل سد المضايق الثلاثة الصفوف الأمامية بين الأجهزة المماثلة في العالم وقد بدأ تشغيل بعضها في الوقت الحاضر لتحتل المرتبة الأولي في الصين والمرتبة الثالثة في العالم من حيث قدرة توليد الكهرباء و تحسنت أحوال الخط الملاحي في المجري الأعلي لنهر يانغتسي بعد بدء تخزين المياه في مشروع المضايق الثلاثة حتي زادت قدرة السير علي هذا الخط بأربعة أضعاف عما في السابق مما مكن السفن الضخمة ذات 10 آلاف طن من الوزن أن تصل إلي مدينة تشونغ تشينغ مباشرة، وتقوم بأعمال الشحن والتفريغ في ميناء وانتشو النهري التابع للمدينة، كما تم تحديد منطقة المضايق الثلاثة علي نهر يانغتسي كحديقة وطنية للمعالم الجيولوجية فصارت بالتالي أكبر حديقة وطنية من نوعها في العالم، وقد تمكن الخبراء الصينيون في مجال الآثار بإنقاذ المعالم الأثرية الواقعة في خزان المياه بسد المضايق الثلاثة من خلال التنقيب والاستخراج وسط حماية دقيقة .
كما يشمل متحف الأودية الثلاثة عروض متخصصة بصورة شاملة للتحف الأثرية القيمة التي تم إنقاذها وسط حماية دقيقة من منطقة المضايق الثلاثة، وكذا معالم أثرية لقدماء الصينيين الذين عاشوا في عصر أسرة شانغ وتشو القديمتين واللتين ترجعان إلي ما قبل 3000 سنة.
في ختام الملتقى كان للوفد العربي كلمة عبرت باسم كافة أعضاء وفد الشباب العربي الذي التئم في الصين عن الامتنان البالغ والشكر الكبير للقائمين على إعداد وتنظيم ورعاية الملتقى في جمهورية الصين الشعبية وعلى حسن الاستقبال وكرم الضيافة".
وتلا رئيس الوفد الدكتور محمد عبازي نيابة عن الجميع بيان الختام قائلاً:" سافرنا خلال العشرة الآيام الماضية رأينا من خلالها بأعيننا وقلوبنا وأرواحنا، قبل أجسادنا ، حضارة الصين الشامخة " بيجين، تيانجين، وتشونغشينغ" والتعرف على مدى أصالة هذا الشعب، وتمسكه بهويته، ولغته وثقافته، ولكن ذلك لم ينسه الانفتاح على الآخر، وعلى الثقافات الآنسانية الأخرى، المجاورة منها والبعيدة، والتأقلم والتعايش معها بكل تناغم وتكامل واحترام، التي ساهمت في هذا الإبداع والنماء والجمال والرونق لهذه الإنجازات العملاقة.
وأشارت الكلمة إلى أن هذه الزيارة هدفت إلى التعرف على هذه الطفرة العلمية والتكنولوجية والصناعية، التي تسابق الزمن، على طريق القوة والريادة ، غذائها العمل والكد والاجتهاد وكذا الانضباط في الوقت والمكان مع احترام شديد للبيئة والإنسان، والتي تؤكد قوام حضارة الصين الضاربة جذورها في التاريخ وفروعها تتطلع إلى غد ومستقبل أفضل".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.