حذر إتحاد منظمات المجتمع المدني من أجل اليمن "أمم " من تداعيات الوضع الكارثي في اليمن بفعل انعدام الغذاء والماء والدواء في العديد من المحافظات المتأثرة بشكل مباشر بالحرب التي تسببت بدمار هائل للمباني السكنية والخدمية والمنشآت الطبية وأدت الى انقطاع شبه كامل للكهرباء والاتصالات الهاتفية الى جانب انعدام المشتقات النفطية ما نجم عنه تعطل كلي لمقومات الحياة. وقال البيان: " ان اتحاد منظمات المجتمع المدني من أجل اليمن "أمم " يشعر ببالغ الأسى والقلق ازاء تداعيات الكارثة الانسانية التي وصلت حد اللامعقول واللامقبول في اليمن جراء العمليات العسكرية لكل من تحالف (إعادة الامل ) من جهة ، ومليشيات الحوثي وحلفائه من انصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة اخرى". وأضاف البيان : "من المؤلم إن العالم من اقصاه الى اقصاه لا يكترث لما يدور من حرب داخل اليمن تلحق اضرارا بما لا يقل عن 7.5 مليون شخص حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية، " وحذر البيان من مغبة استمرار تجاهل التدهور الحاصل في اليمن الذي بات يتلاشى كدولة تحت جحيم الانهيارات السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية مخلفا تداعيات سلبية تفتك في المقدمة بالفئات الأكثر تأثراً وضعفا في المجتمع ( الأطفال والنساء وكبار السن) وتقضي على ما تبقى من فرص معيشتهم وبقائهم على قيد الحياة مع استمرار الحصار برا وبحرا وجوا. ودان البيان بشدة استهداف المدنيين من قبل طرفي الحرب وبالذات في مدينة عدن التي يتعرض سكانها للقتل والحصار المرعب ومحافظات لحج والضالع وتعز مطالبا بالالتزام بقواعد القانون الدولي والوقف الفوري والمتزامن للحرب قبل الطرفين لإنهاء معاناة الملايين. وطالب إتحاد ' أمم' رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي, ونائبه ورئيس حكومته الاستاذ خالد محفوظ بحاح، وكافة اعضاء الحكومة المصغرة في العاصمة السعودية (الرياض) بتحمل مسئولياتهم وواجباتهم الوطنية والإنسانية والأخلاقية تجاه وطنهم وشعبهم. وحثهم على العمل بجدية على التنسيق مع قيادة تحالف ( إعادة الامل) لإيجاد آلية فعالة وواضحة من شأنها أن تخفف من حالة الحصار المفروض على الشعب، وتحد من تدهور الوضع الانساني في مختلف المحافظات وذلك من خلال توفير مساعدات إغاثية عاجلة وتمكين المنظمات والجهات المعنية بهذا الجانب من ايصالها للمناطق المنكوبة ،وكذا المسارعة لإيجاد حلول جذرية تحقن الدماء وتضع حدا لكل الأزمات والمشكلات والمآسي التي تعصف بالوطن والشعب عموما. وطالب البيان الاطراف اليمنية المتصارعة في مختلف المحافظات ممثلة بجماعة الحوثي وحلفائها بتحكيم العقل والمنطق ومراجعة ضمائرهم وواجباتهم الدينية والوطنية ووضع حد لكل حروبهم وصراعاتهم العبثية والعمل بصدق على تسهيل وصول المساعدات الإغاثية للمحتاجين في مناطق الصراع وكذا تمكين فرق مهندسي الكهرباء من اصلاح خطوط نقل الطاقة التي تعرضت للاعتداء والاتجاه نحو مرحلة بناء اليمن وتعميره وتنميته. كما طالب البيان أمين عام الأممالمتحدة السيد بان كي مون ومبعوثه الخاص الى اليمن السيد اسماعيل ولد شيخ أحمد وكل الدول المانحة الشقيقة والصديقة لليمن، وكافة المنظمات الانسانية والإغاثية والحقوقية العربية والدولية، وكل الخيرين في العالم اجمع – بتقصي حقيقة الوضع الانساني المأساوي الذي يعانيه ويقاسيه أكثر من (27) مليون يمني وذلك بشكل حيادي ومهني وموضوعي دقيق ،ونقلها للعالم أجمع، والتخفيف من وطأة هذا الوضع الكارثي والحد من أخطاره وتداعياته المستقبلية عبر تفعيل برامج إغاثة عاجلة لتوفير الاحتياجات الانسانية اللازمة للمتضررين من الحرب في المحافظاتاليمنية لاسيما المحافظات الأكثر تضررا. ودعا اتحاد " أمم "، الاممالمتحدة ، الى اتخاذ خطوات عملية ملموسة ضد الاطراف التي لم تلتزم بتنفيذ قراري مجلس الامن رقم( 2201) الصادر في فبراير الماضي 2015، ورقم ( 2216 ) الصادر في ابريل 2015. وعبر اتحاد أمم عن استيائه من الموقف المخزي للمجتمع الدولي الذي يقف موقف المتفرج وهو الذي يقع على كاهله قسط وافر من مسئولية تعقيد الازمة التي اصبحت تهدد بانهيار اليمن وسقوطه كليا في مستنقع الفشل والضياع، ويطالبه بتحمل مسئولياته وواجباته الانسانية والأخلاقية تجاه اليمن وعدم جعله ساحة للصراعات الاقليمية والمصالح الدولية والتحقيق النزيه في جرائم الحرب التي وقعت ومعاقبة مرتكبيها . ولفت البيان الى الدور السلبي لعدد من وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية في نقل وتصوير حقيقة تدهور الاوضاع الانسانية التي تشهدها اليمن وانعكاساتها السلبية على الحياة العامة، وحث اتحاد منظمات المجتمع المدني أمم القائمين على وسائل الاعلام ومراسليهم الى تحري الدقة والموضوعية والمهنية في نقل الاحداث بعيدا عن اية اعتبارات سياسية او طائفية ، ووضع حد لخطاب الاثارة والكراهية الذي يعمق الهوة الوطنية.