قالت صحيفة "الشرق الاوسط" الصادرة في لندن، إن استمرار الخلافات بين الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حول قائمة ممثلي الطرفين في المشاورات وخلافات حول قضايا أخرى. وأشارت الصحيفة نقلا عن مصادرها التي لم تسمها، إلى جهود ومساع تبذلها أطراف محلية بالتنسيق مع المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لحل الإشكالات العالقة والتي أفضت إلى تأجيل مغادرة الوفد المشارك في المشاورات من صنعاء. وقال مصدر سياسي يمني مطلع، إن الوفد لم يغادر، وإنه ليست هناك أي مؤشرات على أنه سوف يغادر قريبا. وأشار المصدر إلى اجتماعات ونقاشات جرت ليلة الجمعة إلى وقت متأخر من الليل، ونقاشات أخرى طوال يوم أمس، حول "جملة من القضايا الفنية". وذكرت الصحيفة أن مصدرا مطلعا، كشف عن قيام سلطنة عمان بجهود ومساع لإقناع الحوثيين بعدم مقاطعة جنيف والمشاركة في المشاورات، في إشارة واضحة إلى رفضهم في آخر لحظة الذهاب إلى جنيف. وتحدثت مصادر سياسية في صنعاء عن أن الخلافات، المشار إليها سلفا، تطورت إلى رفض جماعة الحوثي الذهاب إلى جنيف، وطرحهم لانتقادات تتعلق بالتحضيرات للمشاورات وطريقة إدارة الجهة الراعية، الأممالمتحدة، لعملية التشاور، خاصة في ما يتعلق باعتبار القرار الأممي (2216) أهم البنود التي سيتم التشاور بشأنها، في الوقت الذي قالت فيه مصادر مقربة من قيادي بارز في جماعة الحوثيين إنهم يطالبون بوضع «اتفاق السلم والشراكة»، الموقع بين القوى السياسية اليمنية قبيل انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية في صنعاء، كإحدى أدبيات ومرجعيات مشاورات جنيف. كما يرفض الحوثيون اعتبار مقررات مؤتمر الرياض، الذي انعقد الشهر الماضي، واحدة من أدبيات المشاورات. وبحسب "الشرق الأوسط"، فقد طرحت أطراف التوسط على الجميع للذهاب إلى جنيف ومن ثم طرح ما لديهم هناك عبر الوسيط الدولي. ولفتت الصحيفة إلى أنه وفي ضوء المعطيات التي رشحت من المصادر، فإن مشاورات جنيف سوف يجري تأجيلها إلى أجل غير مسمى، إن لم تتوصل الأطراف المختلفة في صنعاء إلى اتفاق بحلول نهار اليوم (الأحد). وبينت أن هذه التطورات جاءت بالتزامن مع تصريحات لمصدر في جماعة الحوثيين، اتهم فيها دول التحالف بعرقلة الحوار، كما اتهم الولاياتالمتحدة بالمشاركة في الدمار الذي لحق باليمن. وتتزامن عرقلة انعقاد مشاورات جنيف مع التصعيد العسكري اللافت في جبهات القتال في أكثر من محافظة يمنية وعلى الحدود اليمنية - السعودية. إلى ذلك، ذكرت "الشرق الاوسط" نقلا عن مصادر دبلوماسية أن الوفد الحكومة اليمنية الذي وصل صباح أمس إلى جنيف، سيغادر غدا إلى جدة (غرب السعودية)، في حال فشل مؤتمر جنيف بسبب عدم حضور وفد الحوثيين وحلفائهم مساء اليوم إلى جنيف، مشيرة إلى أن الأممالمتحدة لم تتسلم بعد، أسماء المشاركين من الجانب الحوثي وحلفائهم، للمشاركة في المؤتمر السلام اليمني - اليمني لتنفيذ آلية القرار الأممي 2216 في جنيف. وأوضحت المصادر أن وفد الحكومة اليمنية سيقرر صباح اليوم خلال اجتماعهم مع إسماعيل ولد شيخ أحمد، المبعوث الأممي لليمن، عن إمكانية إقامة الاجتماع من عدمه، في ظل عدم وصول الوفد الحوثي وحلفائهم إلى جنيف، للمشاركة في المؤتمر التشاوري اليمني - اليمني، مؤكدة أن الحكومة اليمنية أبدت حسن النيات، وحضرت إلى جنيف من أجل الوصول إلى آلية تنفيذ القرار الأممي، وإيقاف إطلاق النار من المتمردين، وانسحابهم من المدن، والمسارعة في إدخال المواد الإغاثية والإنسانية، لإنقاذ الشعب اليمني. وقالت المصادر، إن مؤتمر جنيف، بدأت تظهر بوادر فشله، حيث إن وفد الحكومة اليمنية، سيغادر إلى مدينة جدة في حال عدم حضور الحوثيين وحلفائهم إلى جنيف، وذلك للمشاركة في الاجتماع الخاص باليمن، مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الإسلامي الذي ستبدأ فعالياته الثلاثاء المقبل، وأن الحكومة والقوى السياسية رحبت بمبادرة الأممالمتحدة في جنيف، والتزمت بالحضور، وتم الإعداد للمؤتمر التشاوري. وأكدت المصادر، أن اللقاءات الجانبية في بهو الفندق مع الوفد الحوثي في حال حضورهم مرفوضة، والحديث معهم قبل الاتفاق على القرار الأممي 2216، كذلك مرفوضة، حيث إن وفد الحكومة الشرعية، لن يقدم أي تنازلات خلال وجوده في جنيف، سواء الآلية لتنفيذ القرارات الأممية، ثم يتم بعد ذلك الاتفاق على مؤتمرات داخلية أخرى لحل الأزمة السياسية في اليمن.