هل عاد ذاك الذي يحبس الأنفاس حين يتكلم ... نعم هل عاد امرىء القيس؟ نعم عادت حضرموت إلى تصدر القيادة في الزّمان المتردّي ، وهذا قدرها ، جنديّ في الظل ، تساهم في البناء بصمت ، فبنت أمصارا بعيدة وتنكر لها البعض وعادت اليوم لتحمّل مسئولية البناء ولن تسمح لناكر جميل أن يخطف بصماتها . حضرموت تجرّعت مرارات ربع قرن من حكم ماركسي وتتجرّع الآن ما يقرب من العمر ايّاه تحت جور من نوع آخر وتعددت الأسماء والظلم واحد . إنّ أبناء حضرموت نهضوا نهضة رجل واحد حينما أعلن الإستقلال 1967 غير أنّها أصيبت بخيبة أمل ، وفرحت بالوحدة اليمنية المباركة وهي كذلك أصيبت ويا للأسف الشديد ، ويا للقهر بخيبة أمل . مثل حضرموت تصبر ويظنّ البعض أنّ رجالها " كنسوة " ولكن إلى حين ، وكما يبدو فقد نفذ الصبر ، ذلك أن للصبر حدود . حضرموت اليوم لن تكون المأمورة المقموعة ، ولن تكون الذّيليّة لمن هبّ ودب من محترفي السياسة الساقطة ، فلقد ثارت وهي في الميدان وثورتها ستسمر في التخطيط والبناء في اتّجاه تحقيق الحرّية والعدالة ، الحقّان المنتزعان من الحضرميّ القيادي تاريخيا على المستوى الدعوي والثقافي والتنموي والأخلاقي والإنساني . سال الدّم في حضرموت ومن قبله السحل وبين هذا وذاك الهجرة القسرية والتّشرّد ، وآن الأوان للأشعث أن يفرق الصفوف ويقول كلمته: إلى الذين يستخدمون حضرموت كوسيلة لغايات دنيا رذيلة أن يعوا جيّدا بأنّ حضرموت ثارت ولن يذهب دماء أبنائها سدى ولن تبيعه رخيصا لشعارات من نصّبوا أنفسهم أوصياء من أفراد وأحزاب ومنظّمات وهيئات . حضرموت ملك أهلها من جميع العشائر والقبائل والشرائح ، وإن من يمثلها من يقدّم روحه فداء لها . الدّم رسم خريطة حضرموت اليوم ، الباقية على جغرافيتها ، الخارجة عن صمتها: حضرموت يمنيّة ، عربيّة ، وإذا لم يرد لها شياطين السياسة هواها وهويّتها فهي حضرموت الحضرمية ستبقى تكافح من أجل الهوى والهويّة ، بمعنى أنّ لها الدّور القيادي .