للسنة الخامسة على التوالي لايزال رجل السياسة والحوار الأول في اليمن محمد قحطان مغيب في السجون السرية لمليشيات الإجرام الكهنوتية ومصيره مجهول منذ اختطافه. محمد قحطان أحد رجالات اليمن الجمهوري الذين خطوا بنضالهم أسمى معاني وقيم الحرية والتحرر والصدع بالحق في وجه الطاغي المستبد مستلهما مسيرة النضال لأبي الأحرار محمد محمود الزبيري والثلايا والنعمان. ماتعرض ويتعرض له قحطان من قبل المليشيات الكهنوتية هي محاولة لاطفاء شعلة الحرية والكرامة التي أشعلها أحرار ثورتي سبتمبر وأكتوبر. وفي هذا السياق قال الدكتور مروان العسلي: "إن استمرار تغيب قحطان ورفاقه من قبل المليشيات الكهنوتية يمثل انتهاكا صارخا للقيم الإنسانية وللقانون الدولي ويدل على مدى الحقد الذي تكنه تلك المليشيات الإجرامية لرواد العمل السياسي وحملي قيم الحرية والعدالة والديمقراطية". وكانت مليشيات الحوثي الكهنوتية قد اختطفت محمد قحطان في 5 أبريل 2015م واقتادته إلى مكان مجهول ومنعت أي زيارة له أو اعطاء معلومة عنه حتى يومنا هذا. وأكد العسلي في حديث خاص ل" الصحوة نت" أن محمد قحطان يدفع ثمن نضاله ودفاعه عن الجمهورية والديمقراطية وقيم الحرية والعدالة المتساوية ووقوفه في وجه الكهنوت المستبد. فهو أيقونة نضال ومظلة الجمع والتقارب التي يستظل بها اليمنيون، وهو الثائر والسياسي الملهم، ورجل جمع ووفاق. وأضاف العسلي: "لم تعرف اليمن في العقدين الأخيرين من عمرها سياسي يؤصل لقيم الحوار والتعايش وهندسة التجمعات والكيانات التي تقف على أرض واحدة وإن مثل قحطان، عندما يختلف الفرقاء وتتعقد الأزمات يحضر قحطان ويحل العقد ويفكك الأزمات بهدوؤه المعهود ونظرته الثاقبة". من جهته قال الدكتور نبيل العاصمي: "ليس بمستغربا اصرار المليشيات الإجرامية الفاشية على تغييب قحطان ورفاقه للسنة الخامسة على التوالي فهو وطن بكامله يقبع وراء قضبان مليشيات الحوثي الفاشية". وتابع: "يدرك كل من عرف محمد قحطان أهميته كمكسب وطني وأن تغييبه من قبل المليشيات الكهنوتية جريمة كبرى وخسارة على اليمن أجمع، فهو أحد الأعمدة السياسية في اليمن وجسد بروحه وفكره منهج الشهيد محمد محمود الزبيري في مقارعة الاستبداد والكهنوت، وقف بكل شجاعة وشموخ ضد مشروع التوريث ومحاولة الانقلاب على مبادئ الجمهورية التي خطت بدماء الزبيري ورفاقه". وأشار العاصمي في حديث خاص ل "الصحوة نت" إلى أن قحطان لا يتعامل مع السياسة بمنطق المصالح الآنية الشخصية النفعية، وإنما بمنطق المصالح التي تعود بنفعها على المجتمع في المقام الأول، ولم يقدم قحطان نفسه كسياسي يعمل لمصالحه الشخصية كما يفعل الكثير، فقد كانت مواقفه السياسية تقول غير ذلك تماماً؛ كون المواقف التي وقفها كانت عرضة لأن يخسر الكثير ومنها حياته.. وأضاف: "ما يميز قحطان عن غيره هو بعد نظره؛ فكثير من القضايا التي كان يطرحها باكراً كان الكثير يعدها ترفاً فكرياً، فيما كان الرجل يدرك جيداً أن اللحظة مناسبة ومواتية، وأن التأخير سيكون له ثمن". ومنذ اختطاف قحطان من داخل منزله في 5 أبريل 2015 في صنعاء من قبل مسلحين حوثيين تم اخفاؤه قسراً، ومنعت أسرته من زيارته أو الإطمئنان عليه.