شهدت محافظة عدن خلال السنوات ال5 الماضية انتشاراً واسعاً لأنواعٍ كثيرة من الأمراض وتحديداً أمراض الحميات والإسهالات المعوية الحادة كحمى الضنك والكوليرا والملاريا الا أنها هذه المرة الأولى شهدت انواعا جديده من الأوبة مثل مرض الشوكنجانيا "المكرفس" ووباء كورونا العالمي. فمنذ أن شهدت المدينة أواخر الشهر المنصرم أمطاراً وسيول غزيرة لا تزال أضرارها حتى اللحظة يعيش المواطن العدني كابوسا يؤرق حياته جراء تردي الوضع الخدماتي والصحي في المدينة خاصة مع ارتفاع معدل الوفيات بشكل يومي. وبزيد على ذلك انعدام الخدمات الأساسية وتردي الوضع الصحي وإغلاق المستشفيات ابوابها امام المرضى وهو ما جعل المواطن فريسة لأمراض الحميات التي اجتاحت المدينة وتسببت في وفاة عشرات المواطنين يوميا . وبحسب مواطنين فإن الأوبئة عاودت الانتشار عقب هطول مياه الأمطار وتجمعها في بعض شوارع المدينة وأحيائها إضافة إلى عشوائية مجاري الصرف الصحي في بعض المناطق واختلاطها بمياه الأمطار وتكدس القمامة في شوارع المدينة الأمر الذي ادى الى انتشار الأوبئة في المدينة.
الحميات تكتسح المدينة يقول المواطن هاني ابراهيم من ابناء مديرية التواهي إن العاصمة المؤقتة عدن تعاني من عجز تام في القطاع الصحي تسبب في اغلاق الكثير منها لأبوابها أمام المرضى بعد تفشي وباء كرونا حيث أن معظم المستشفيات والمرافق الصحية في عدن باتت توصف بالخاوية على عروشها نظرا للعجز وضعف الامكانيات ونقص في المستلزمات الطبية اللازمة. وأضاف هاني ابراهيم في تصريح خاص ل " الصحوة نت " أن العديد من الأمراض المعدية والقاتلة المعروفة بأمراض الحميات " قد اكتسحت محافظة عدن مخلفة حمل وصعوبة للقطاع الصحي وعجز وقصور لتوفير أبسط الامكانيات لمواجهة اي مشاكل او كوارث صحية قد تتعرض لها المدينة في ظل الفساد المستشري في معظم دوائر الدولة وإهمال الحكومة. وأشار الى ان غياب الخدمات الاساسية التي يحتاجها المواطن بشكل عام في المدينة اصبحت شبه منعدم حيث تعيش شوارع المدينة حالة من الفوضى وانتشار القمامة وطفح مياه المجاري واستمرار بريك المياه الراكدة التي اختلطت بمياه المجاري وساعدت كثيرا في انتشار الأمراض والحشرات الناقلة للأمراض في المدينة . وأوضح أن السلطة الحاكمة والفعلية المسيطرة على المدينة هي التي يجب أن تتحمل مسئولية الوضع المزرى والكارثي الذي تعيشه المدينة، معبراً عن استغرابه الشديد لعدم اكتراثهم لمعاناة أبناء المدينة وعدم قيامهم بدورهم كسلطة امر واقع تحكم المدينة. غياب تام لما يسمى "الانتقالي" وفي السياق قال المواطن ناصر غرامة من ابناء مديرية كريتر إن العديد من الأمراض استشرت وغزت مدينة عدن وتسببت في سقوط العشرات من الوفيات بشكل يومي وسط سمت الجهات المسئولة في المدينة. وأضاف غرامة في تصريح خاص ل " الصحوة نت " أن غياب الدور الفعال لوزارة الصحة وسلطة الأمر الواقع التي تحكم المدينة "المجلس الانتقالي" وإغلاق بعض المستشفيات أبوابها أمام المرضى زاد من العبء لدى المواطن الذي اصبح يحلم بان يجد طبا يستطب به عند مرضه. وفي جانب الوضع الخدماتي أشار إلى أن عدن تفتقد الى الخدمات الاساسية للمواطن مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي وغيرها من الخدمات الضرورية لاستمرارية الحياة. واكد ان شوارع واحياء مدينة عدن تغرق في مياه الامطار الراكدة بعد ان اختلطت بمياه المجاري الطافحة وتكدس القمامة في الاحياء والشوارع الأمر الذي تسبب بانتشار الحشرات الناقلة للأمراض والأوبئة في الدينة.