بدأت حادثة الطرود الملغمة والمرسلة إلى أمريكا الأسبوع الماضي وكأنها انفجار لحرب عالمية مركزها اليمن ؟بل هدفها اليمن؟ هكذا يتوحش الغموض وتزداد المخاطر الداكنة المطلية بالطلاسم المرعبة وتبدو (القاعدة) كموظف عالمي يعمل ساترا للأطماع الدولية أو هكذا تستغل هذه القاعدة هل هي الصدفة وحدها التي تجعل (توقيت) أحداث القاعدة بل وحتى خطابات زعمائها وكأنها مضبوطة على ساعة القوى الكبرى وصراعاتها لتنفيذ أجندة ما من خلال الاستفادة القصوى من فزاعة القاعدة لتمرير مخططات وتغطية إخفاقات داخلية وخارجية وتبرير تدخلات؟ كان الأمريكيون يتحدثون عن الحاجة لعدو بعد سقوط الاتحاد السوفيتي واخترع بعضهم أن يكون الإسلام هو العدو المفترض ثم تحول إلى مصطلح الإرهاب. وأخيراً استقر في مصطلح القاعدة التي أصبحت مبرراً للتدخلات والابتزاز وحكاية اليمن أو أمريكا حكاية قديمة ومثيرة سواء وجدت القاعدة أم لم توجد ولعكم تذكرون أن الحزب الديمقراطي الأمريكي كان ينتقد (بوش) في غزوه لأفغانستان وكان يدعو لغزو اليمن وليس أفغانستان؟ وذلك قبل أن تكون هناك قاعدة ولا راهدة ولا( بنت الصحن) وقبلها بسنوات أخرجت أمريكا فلما سينمائياً يتحدث عن غزو أمريكا لليمن ويظهر فيه أحداث دامية ومعارك طاحنة مع اليمنيين في محيط السفارة الأمريكية بصنعاء كان ذلك قبل أحداث 11سبتمر وربما قبل إعلان أسامة بن لادن عن تنظيم القاعدة، حتى هذه الطرود الغامضة لاتبرر كل هذا الانفجار ضد اليمن لقد بدا بعضهم في أمريكا وأوربا يتحدثون عن حلول عسكريه تجاه اليمن ووسط تهويل الطرود وكأنها عفاريت تضرب في كل مكان وبوقت واحد في أمريكا وبريطانيا وألمانيا لتدمير العالم بواسطة (قاسم الريمي) المطارد من قبل أمريكا وبريطانيا والسعودية واليمن وأجهزتها كدول عظمى وهو تضخيم يعكس نوايا سيئة ساعد في ذلك ماقامت به حكومتنا من تضخيم بهدف الإستقواء على معارضيها وتخويف الخارج ونسيت أن نهاية (المحنشش للحنش) حق الملكية للحكومة اليمنية ووسط تناقضاتها المعيبة في قضية الطرود قالت إنها لم تعلم بالحادثة إلا من الإعلام وهي رسالة عتاب على سحب الثقة ولم تلبث في الوقت نفسه أن تؤكد أن اكتشاف الطرود الملغومة كانت نتيجة لتعاون استخباراتي بين اليمن والسعودية وأمريكا يعني هي تعلن ملكيتها للاكتشاف وحقها في الاختراع فإذا كان هذا يحدث مع دول عظمى وعلى الهواء مباشرة، فماذا يحدث مع الداخل في قضايا مثل الانتخابات والحوار الوطني والإصلاحات الوطنية التي تعتبره (انقلاباً).