الصحة: إصابة 21 مواطنًا جراء استهداف العدوان مصنع اسمنت باجل    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    ثلاثة مكاسب حققها الانتقالي للجنوب    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    القسام توقع قوة صهيونية بين قتيل وجريح بكمين مركب في خانيونس    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    العشاري: احراق محتويات مكتب المعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء توجه إلغائي عنصري    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اتفاق لوزان النووي وعاصفة الحزم العدوانية ....أية علاقة ؟
نشر في التغيير يوم 17 - 06 - 2015

هل هي محظ صدفة أن يتزامن انطلاق عاصفة الحزم العدوانية على اليمن عشية الخميس 26 مارس الماضي ,مع انطلاق جولة المحادثات الإيرانية مع مجموعة (5+1)في مدينة لوزان السويسرية والتي انتهت بتوقيع اتفاق إطاري في 2/4/2015م؟
على سبيل المثال كاتب خليجي يقول هناك ما يشبه الإجماع على أن انطلاق عاصفة الحزم قبل أيام من إعلان الاتفاق النووي مع إيران كان خطوة استباقية محسوبة للإمساك بتداعيات هذا الاتفاق في الجزيرة العربية والخليج العربي قبل أن تفرض مفاعيلها على دول المنطقة ككل".
الخبير في شؤون الشرق الأوسط في الجامعة الأمريكية ببيروت، عماد سلامي.بدوره يعتقد ان الحرب في اليمن جزء من سياسة سعودية تزداد حزما ًفي المنطقة، وهي موجهة في جانب منها بما يصفه المحللون بأنه قلق إزاء اتفاق محتمل بشأن برنامج إيران النووي.
بصرف النظر عن رأي الكاتبين ,ومن حيث المبدا الحرب العدوانية التي تشن على اليمن لا يمكن مقاربتها بمعزل عن سياق الصراع الجيوسياسي بين الفاعلين الرئيسين في الإقليم ,وأي معالجة للعدوان الجاري على اليمن لا تأخذ في اعتبارها الانفراجة في ملف المفاوضات النووية الإيرانية والتقارب الإيراني –الأمريكي تفقد خيوطا أساسية تهدي لمحفزات هذا التحرك الذي بادر النظام السعودي لتزعمه بشكل مباشر على خلاف السياسية التقليدية المتبعة إن بالاعتماد على الحكومة الأمريكية في حماية أمن المملكة , أو بالاعتماد على وكلائه المحليين في تحقيق وتنفيذ سياساته و أجنداته الخاصة في اليمن .
ولتبين العلاقة بين عاصفة الحزم والاتفاق النووي والتقارب الإيراني الأمريكي لا نستغني عن تكوين فكرة إجمالية على أهمية هذا الاتفاق؟وماذا يعني للفاعلين الإقليميين ؟وما هي تداعياته وانعكاساته على الصراع الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط؟ والسياقات الدولية والاقليمة لتوقيع الاتفاق ؟
**التداعيات المحتملة للاتفاق**
لازال الوقت مبكرا بعض الشيء للجزم بمصير المفاوضات فاتفاق لوزان هو اتفاق إطاري ممهد للاتفاق النهائي والتفصيلي الذي يترقبه العالم نهاية الشهر الجاري والطريق إليه لازال أمامه مطبات صعبة عليه اجتيازها وفي التفاصيل تكمن الشياطين كما يقال .
التوصل لاتفاق ينهي الأزمة التي أحدثها نووي إيران هو كما وصفه الصحفي الأمريكي توماس فريدمان ب"الزلزال الجيوسياسي" وبحسبه فأن تأثيرات اتفاق أميركي - دولي - إيراني على المنطقة "قد تفوق وقع كامب ديفيد والثورة الإيرانية معاً في إعادة ترتيب الشرق الأوسط" . فالاتفاق انعطافة سياسية سيكون له تداعيات كبيرة على التوازنات الإقليمية والملفات الساخنة ,وفي إعادة صياغة المنطقة وتسييل خارطة التحالفات السياسية وعلى مجمل الأوضاع.
ايرانيا هذا الاتفاق سيحقق لها جملة من المكاسب السياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية تساعدها في الخروج من قفص العزلة الدولية المفروض عليها ، وفي التذويب من الجليد الذي ظلّ لعقود يعكر العلاقات بين إيران والولايات المتحدة والقوى الكبرى ,الاتفاق اعتراف من هذه الدول بإيران قوة نووية وفاعلا إقليميا هاما بما يعظم من نفوذها الجوسياسي خاصة وإيران دولة غنية بالطاقة و تمتلك البنية التحتية المعرفية والتقنية والتصنيعية التي تمكنها من تحقيق قفزة اقتصادية ترفعها إلى مصاف الدول الصناعية .
كما ان رفع العقوبات الاقتصادية وإلغاء الحظر على المصرف المركزي وعلى سوقها النفطية و التسييل التدريجي لأموال وأصول إيران البالغة وفقا لتقديرات إيران لمائة مليار دولار سيكمن الاقتصاد الإيراني من التعافي والانتعاش .
صحيفة "الغارديان" البريطانية توقعت أن يفتح رفع العقوبات الأبواب أمام سيل الشركات الراغبة في الاستثمار واستشهدت بما قاله رجل أعمال إيراني عن تواجد مؤشرات كثيرة على أن الشركات توجه اهتمامها صوب إيران، وأحد المؤشرات على درجة الاهتمام هي أنك حاليًا لا تستطيع أن تجد غرفة خالية في فنادق طهران".
خليجيا يشكل الملف النووي الإيراني كابوسا مزعجا لدول الخليج بالذات النظام السعودي الذي تحكمه مخاوفه أولا ومصالحه ثانيا وتنظر للمفاوضات والاتفاق اكبر من أن يكون مجرد نزاع ننوي بل تحول في الموقف الدولي الغربي والأمريكي واعتراف بإيران قوة و شريكا أساسيا في ترتيب أوضاع الإقليم والمنطقة لا يمكن تجاوزه أو تجاهله أو تجاهل مصالحه ,و بحسب التصور الخليجي سيفتح شهية الدولة الإيرانية نحو مزيد من التغلغل والتدخل في شؤون الدول الخليجية والعربية ,واستعادة دورها القديم إبان عهد الشاه، أي سيجعل منها بمثابة شرطي المنطقة خاصة وأن النفوذ ا الإيراني- ،أصبح يهددها في حدائقها الخلفية والأمامية ويشكل حزاما يلف المملكة في العراق ولبنان وسوريا واليمن .
كان الرهان الخليجي قائمًا على استمرار حالة العداء بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية وعلى هذا الأساس كانت تعتمد بشكل استراتيجي على الاتفاقيات الأمنية مع الولايات المتحدة لحماية أمنها و تحقيق الردع و التوازن الإقليمي في مواجهة إيران .
إلا أن احتمال تطور التقارب الأمريكي –الإيراني أوقع دول الخليج في مأزق استراتيجي أو كما يسميه البعض " الانكشاف الاستراتيجي" وأبان أنها غير مهيأة ولا متهيئة لأي مفاجأة تطرأ على العلاقات والتوازنات الإقليمية اوعلى تراجع اولويات أمريكا في الشرق الأوسط .
ألان تساور الخليجيين مخاوف أن يكرر اوباما نفس سيناريو الأزمة السورية وذلك باختزالها في الملف النووي كما حصل في الملف الكيماوي بالنسبة لسوريا من دون التفات لمصالح ومخاوف دول الخليج وفي هذه النقطة بالذات كانت رؤية ايران ان المحادثات يجب ان تكون نووية خالصة ورفضت ربط المفاوضات النويية باي ملفات أخرى ونجحت في فرض رؤيتها هذه على مجموعة(5+1)
وهو ما يتعتبره الكاتب الأمريكي توماس فريدمان بمثابة هروب أو تنصل من الالتزامات الأمريكية بحماية السعودية من أعدائها الإقليميين وعلى رأسهم إيران.
محللون وخبراء يرون ان الانسحاب الأمريكي من العراق كانت نتيجته تغيير في موازين القوى لصالح ايران وهذا قادهم الى استنتاج انه في حال قررت أمريكا تقليص نفوذها او في حال تراجع اهتمامها بمنطقة الشرق الأوسط , فإن إيران ستكون القوة الإقليمية العسكرية التي يمكنها ملئ الفراغ .
تتلبس السعودية مشاعر مريرة ان ثقة الغرب بالاعتماد عليها كحليف استراتيجي في المنطقة قد اهتزت بعد الهزائم المتتالية لمشاريعها في المنطقة في العراق ولبنان وسوريا واليمن في مقابل التقدم الذي أحرزه من يسمونهم وكلاء إيران في المنطقة.
تقف السعودية وإسرائيل على رأس قائمة المنزعجين من نتائج المحادثات الإيرانية الغربية ومثلت نقطة التقاء جمعت إسرائيل بالنظام السعودي ودول عربية أخرى , وقد أفصح رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو بقوله "المخاوف من البرنامج النووي الإيراني خلقت فرصة للتعاون مع السعودية و دول عربية أخرى .
مارست الدولة العبرية والعربية السعودية ضغوطا مكثفة على حلفائهما الغربيين لإعاقة أي اتفاق بينهم وبين إيران , وبذلا مساع حثيثة لحث الغرب لإرغام إيران على تفكيك برنامجها النووي بفرض مزيد من العقوبات او بالتدخل العسكري او توجيه ضربات مركزة للمنشات النووية على نحو ما فعلت إسرائيل في العراق.
مع توقيع اتفاق لوزان لم تخف دول الخليج امتعاضها لما حصل أما رئيس وزراء العدو الصهيوني "بنيامين نتانياهو" فقد وصفه في خطاب له أمام الكونجرس الأمريكي بالسيئ وتحدث قائلاً: "أصدقائي، قبل أكثر من عام قلنا لكم إنّ عدم التوصّل إلى اتّفاق أفضل من اتّفاق سيئ. وهذا اتّفاق سيئ، سيكون العالم أفضل دونه
ويعد الكونجرس احد المنافذ التي تتوسلها إسرائيل والعربية السعودية للتأثير على القرار الأمريكي لذلك كانت تصريحات أعضاء بارزين في الكونجرس متماهية مع السعودية سواء من الاتفاق أو في علاقته بالعدوان
تصريحات كيري لأعضاء الكونجرس عقيب الاتفاق تعكس حجم الضغوط التي يمارسها الكونجرس لإفساد الاتفاق ما دفع كيري الى مخاطبتهم بالقول بأنه "لن يكون بمقدورهم تعديل أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، على الرغم من تهديدات وجهها أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ".
الغموض الذي يلف محادثات الملف النووي الإيراني هو ما يعظم من قلق الخليج, وقلقهم ان الاتفاق لن يراعى مخاوفهم ولا مصالحهم ومن ثم كان تركيز العربية السعودية ودول الخليج ينصب بالحد الأدنى أن يكونوا جزءا من المفاوضات وان تشرط المفاوضات النووية بالملفات العالقة والساخنة المتعلقة بصراع النفوذ في لبنان والعراق وسوريا واليمن إضافة الى صفقات الأسلحة والصواريخ التي يمكن ان تسعى ايران للحصول عليها .
وكالة رويترز نقلت عن مصطفى العاني من مركز أبحاث الخليج في دبي , أنهم لا يعارضون المحادثات الإيرانية الأمريكية لكن لدينا مخاوف ضخمة من أن الأمريكيين يمكن أن يقدموا تنازلات للإيرانيين من شأنها تقويض أمننا ولن تكون مقبولة بالنسبة لنا وعلى حده يجب أن نكون جزءا من تلك المفاوضات. لا نريد أي مفاجآت. نريد أن نكون شريكا وأن تكون مصالحنا ممثلة.
توقيع اتفاق لوزان كشف أن الجهود الخليجية السابقة لم تفلح في إعاقة الاتفاق وفشلت السعودية في إقناع الولايات المتحدة والدول الخمس بخطورة الاتفاق مع إيران على الوضع الإقليمي وفي اشراط الاتفاق بالملفات الشائكة أو في فرض نفسها جزءا من تلك المفاوضات.
كما يبدوا فان مقاربة الإدارة الأمريكية للاتفاق وأوضاع المنطقة واو لولياتها لا تتطابق بالضرورة مع مقاربة وأولويات الخليج .
اوباما -في معرض رده على الانتقادات والاستفهامات التي اثارها الاتفاق – برر الاتفاق بان نجاح ايران في تحقيق الاختراق التكنولوجي مع وجود الإجماع القومي عليه يلغي القوة العسكرية كخيار لوقف البرنامج.
ومن الدفوعات التي يحاجج بها أنصار أوباما أن الاتفاق سيفتح آفاقا جديدة في العلاقة مع طهران ويبعث على التفاؤل بتغير سياسات إيران الإقليمية وتعزيز زعمائها المعتدلين و إعادة تأهيل ودمج إيران في المجتمع الدولي وغيرها من المعطيات التي يقرا فيها فريق من الخبراء مؤشرات على ما يفترضونه نهاية عصر أمريكا في الشرق الأوسط, وما يسمى عقيدة اوباما.
**فرضية نهاية العصر الأمريكي في الشرق الأوسط**
و
"عقيدة اوباما"
"لقد انتهى عصر الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط وبدأ عهد جديد في تاريخ المنطقة الحديث. وسيتم تشكيله من قبل لاعبين جدد وقوى جديدة تتنافس من أجل التأثير، وحتى تتسيد عليها، سيكون على واشنطن الاعتماد بشكل أكبر على الدبلوماسية أكثر من اعتمادها على القوى العسكرية"
الفقرة السابقة هي خلاصة اطروحة ريتشارد.ان.هاس: رئيس مجلس العلاقات الخارجية طرح فيها ما يسميه بداية الحقبة الخامسة للشرق الأوسط ونهاية السيطرة الأمريكية.
يتوقع هاس ان الحقبة الخامسة في الشرق الأوسط ستشهد انحسارا نسبيا لادوار ً اللاعبين الخارجيين ، وأن تتمتع القوى المحلية فيه باليد العليا، وأن يكون اللاعبون المحليون الذين يمتلكون السلطة من الراديكاليين الملتزمين بتغيير الوضع الراهن
استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا في الولايات المتحدة عكست هي الأخرى ميولا انعزالية لدى المواطن الأمريكي الذي أصبح يرى ان العناية بالشؤون المحلية مقدمة على غيرها .
لكن في المقابل هناك من يرى في فرضية هاس نعيا مبكرا مبالغ فيه وان كل مقومات الهيمنة لا زالت قائمة وفي الواقع حتى هاس وان كان يعتقد أن تأثير الولايات المتحدة تأثيرها سينخفض عما كانت عليه ذات مرة لكنها ستستمر بالتمتع بتأثير أكبر في المنطقة من أي قوة خارجية أخرى.
والتفسير الأقرب لهذه الظاهرة هو كما أوضحه الكاتب السوري غازي دحمان باعتباره ينطوي على بعد إستراتيجي جغرافي، يمكن وصفه بمحاولة إعادة الهيكلية الإستراتيجية ولكن وفق معطيات وشروط اللحظة الراهنة واستحقاقاتها ..أننا أمام نمط إستراتيجي أميركي جديد يقوم على إعادة صياغة وتشكيل الشرق الأوسط بطريقة جديدة، وليس الانسحاب منه. بمعنى الميل إلى إيجاد تسوية معينة ترتكز على قاعدة تخفيف درجة الانخراط التدخلي وفق النمط الذي كان يجري به والانتقال إلى نمط أكثر جدوى يجعل ميزان الربح مائلا لصالح الطرف الأميركي ويبعده عن المغارم "

وفي هذا السياق يمكن قراءة ما أعلنه أوباما والمتحدثون باسم إدارته في غير مناسبة عن وجود توجهات لنقل "المحور المركزي" للإستراتيجية الأمريكية من مراكزه السابقة (الشرق الأوسط) نحو "تحديات القرن الواحد والعشرين" التي بحسب كلامهم في آسيا والمحيط الهادئ للتصدي للعملاق الاقتصادي الصيني الذي سيتجاوز الأميركي عام 2020 في التربع على قمة الاقتصاد العالمي.
ومن الخبرات التي اكتسبتها الولايات المتحدة من تجربتها في العراق وفي أفغانستان أنها غير قادرة على حسم ملفات التوتر منفردة فهناك لاعبين أساسيين لا يمكنها تجاهلهم خاصة روسيا وإيران والصين
فروسيا بقيادة فلاديمير بوتين نجحت في وقف الانهيار السياسي والاجتماعي وضع حد للفوضى العارمة ومافيا الفساد و استعادة تعافيها اقتصاديا وسياسيا ، لتعود من جديد إلى حلبة الصراع الدولية ونجحت الدبلوماسية الروسية في استغلال أزمات الشرق الأوسط كمقدمة لعودتها لاعبا أساسيا ممنوع تجاوزه على المسرح الدولي , وكان ن ذلك إيذانا بولادة عالم جديد متعدد الأقطاب والإعلان عن انتهاء القطبية الأحادية للعالم .
من جهتها إيران نجحت في مقارعة الولايات المتحدة الأميركية وتهديد مصالحها في المنطقة من أفغانستان إلى العراق إلى مضيق هرمز إلى سوريا إلى لبنان إلى فلسطين المحتلة نجحت إيران في تقويض المشاريع الأميركية وتهديد العالم بإغلاق الخليج الفارسي .,كما عملت على امتلاك التكنولوجيا النووية وبناء ترسانتها العسكرية وتطوير أنظمتها الصاروخية وقواها البحرية والجوية.
( انظر تفاصيل اكثر في ميثاق مناحي, التداعيات الاستراتيجية لاتفاق الإطار النووي بين طهران وواشنطن)
لقد كان من نتائج صمود إيران و الدول والجماعات والحركات التي تنتمي لمحور الممانعة استنزاف قدرات الولايات المتحدة وغرقها في مستنقع صراعات المنطقة المكلفة ,و دفع بها الى اعادة النظر في سياساتها السابقة والميل نحو مخارج تعيد هيكلة إستراتيجيتها الإقليمية في الشرق الاوسط.
ومن القناعات التي خرجت بها الولايات المتحدة من تجربتها في العقدين الماضيين ان الاستغلال المباشر للقوة الأمريكية لا يحقق مصالحها في المنطقة ولم ينجح في إدخال الشرق في العصر الأمريكي أو في إدماجه في النظام العالمي المؤمرك ، وتفكر جديا نحو التحول إلى لعب دورٍ مساعد في المنطقة بدلا من الدورٍ القيادي والتدخل المباشر,بما يعني أن توكل مهمة فرض نفوذ الولايات المتحدة لقوى إقليمية ووكلاء محليين. وهذه الفكرة كانت من ضمن الأشياء التي طرحها الرئيس اوباما في مقابلته مع توماس يجيب اوباما " الحوار الذي أريد القيام به مع الدول الخليجية يتضمن، أولاً وقبل كل شيء، الإجابة على سؤال كيف يمكن لهم بناء قدراتٍ دفاعية أفضل وأنا أرغب في رؤية كيفية الوصول لهذا التعاون بشكل رسميٍ أكثر مما هو الوضع عليه الآن. ويمكن أيضاً المساعدة في بناء إمكاناتهم بحيث يكونون أكثر ثقة بقدرتهم على حماية أنفسهم من العدوان الخارجي.
غير ذلك المحاذير الأمريكية على البرنامج النووي الايراني جلها مفتعلة ومبالغ فيها كذريعة لاستمرار محاربتها لايران ,وفزاعة لارهاب دول الخليج النفطية وابقائها مرعوبة تتوسل الحماية الامريكية ,والمفارقة انه مع تحول الادارة الامريكة نحو التهدئة من وتيرة الصراع مع ايران انتفت كل المحاذير التي يتحملها النووي الايراني .اوباما في المقابلة المشار اليها انفا نسف كل تلك المحاذير فعلى حده «ليس لدى أميركا ما تخشاه من محاولة الحل السياسي للبرنامج النووي الإيراني"اضافة ان امريكا تمتلك التفوق العسكري وبامكانها إعادة العقوبات بحسب الحاجة .

من ناحية جيو-استراتيجية فان اتفاق لوزان ياتي ضمن ما يسمى عقيدة اوباما باعادة تشكيل حضورها في الشرق الأوسط ، وخلق توازن بالتركيز على منطقة شرق آسيا؛ حيث يهدد الصعود الصيني موقع الولايات المتحدة العالمي وحلفائها في منطقة شرق وجنوب شرق آسيا أيضا بعيدا عن مستنقع الشرق الأوسط.
*عاصفة الحزم الاختبار الأول لجاهزية الوكلاء *
"بلحاظ ما سبق هل معنى ذلك ان الولايات المتحدة مستعدة للمقايضة بحلفائها التقليديين واستبدالهم بحلفاء آخرين ؟وهل الدول الخليجية قادرة على اتخاذ خطوات بمعزل عن الاستراتيجيات الأمريكية ؟وهل عاصفة الحزم مؤشر على التحول في السياسة السعودية ؟وهل هي إبداع أمريكي أم إبداع سعودي؟هل رسالة من دول السعودية للغرب ام هي ضمن إستراتيجية جديدة تقوم على تقاسم الأعباء ؟
مؤشرات التحول في سياسات الادارة الامريكية نحو تسوية جديدة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط ليستجيب لخبراتها التي أكسبتها تجربتها ويتلافى أخطائها والتوقيع على اتفاق لوزان والقارب الأمريكي –الايراني ,مؤشرات التحول هذه تلقاها قادة دول الخليج بغير قليل من التوجس والارتياب علاوة على انها ترافقت مع سلسلة من النجاحات الإقليمية لإيران ومحور الممانعة سواء على صعيد الأزمة السورية بإلغاء اوباما الضربة العسكرية التي كان قادة الخليج يراهنون عليها لالحاق هزيمة موجعة بالنوفوذ الإيراني على اعتبار ان سوريا تمثل بوابة إيران الى المنطقة العربية ,وفي اليمن تمكن انصار الله واللجان الشعبية من الاستيلاء على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في اليمن وجاءت ثورة 21 سبتمبر 2014م لتنهي حقبة طويلة من الوصاية السعودية وترفع يد أمريكا عن اليمن .
هذه التحولات والتطورات قرائها كثير من المراقبين تراجعا للنفوذ السعودي وإخفاقا لسياساتها نتيجة لأنها لاتمتلك رؤية ولا مشروعا ,وسهل على ايران مهمتها لملئ الفراغ بنجاح ,وعززت من شعور ملوك وأمراء الخليج بان ثقة الغرب بهم بدأت تهتز مع إحباط من التخاذل الأمريكي وسلبيته في التفاعل مع الاضطرابات .
وفي هذا السياق جاءت عاصفة الحزم كمؤشر يؤذن بنوع من التغير في السياسة الخارجية للنظام السعودي وقرئت أكثر من قراءة .
المنزعجون من الاتفاق في الخليج وإسرائيل وأمريكا بالذات يصورون العاصفة باعتبارها رسالة للغرب في المقام الأول وانها –كما يقول احدهم -فاجأت إيران والدول الغربية و أظهرت أن السعودية قادرة على تشكيل حلف دولي يتصدى للتمدد الإيراني، وأن الولايات المتحدة اعترفت لها باستقلالية أوسع في القرار، وأن ترتيب شؤون المنطقة لن يحسمها أي توافق أمريكي إيراني يفتقد لإذن سعودي خليجي وان لا اتفاق على حساب مصالح العرب الإستراتيجية, وعلى حدهم- العاصفة شجعت على تزايد الأصوات الغربية المعارضة للاتفاق وضرورة ربطه بملفات الصراع الجو سياسي في الإقليم بعد أن كانت تجاوزت هذه القضية .
المحللون الصهاينة والصحيفة الاسرائيلة المقربة من نتنياهو ايضا هاجمت بشدة أوباما على خلفية "عاصفة الحزم"، معتبرة أن سلوكه هو الذي أجبر الدول العربية على المبادرة والتحرك بشكل منفرد ضد إيران في اليمن.
السناتور جون مكين نقل عنه القول "حسن فقد قام السعوديون بهذا بأنفسهم، والسبب في ذلك أنهم استنتجوا بأنهم ما عادوا يعولون على الولايات المتحدة، وهم يرون مثلما نرى أنه من غير المقبول التفاوض على صفقة سيئة، وفي ذات الوقت يغض الطرف عن العدوان الإيراني سواء على لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن
يجتمع معظم المتابعين على ان العملية العسكرية تؤشر على تحول كبير من جانب السعودية التي فضلت استخدام الدبلوماسية والمال والدين لحماية مصالحها ونفوذها على منطقة الخليج. لكن مسالة انها كانت مفاجأة للغرب او انها تمت من دون تنسيق هي نوع من المبالغة في العتب عند بعض الكتاب الخليجيين ويتنافى مع تصريحات المسئولين السعوديين والأمريكيين أنفسهم ,وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مقابلة مع ccn" "الأمريكية عندما كان سفريا قال بأن "السعودية ظلت تناقش مشكلة اليمن مع الولايات المتحدة لعدة أشهر وانهم على تنسيق وتشاور مستمر مع البيت الأبيض.
صحيح هناك قلق ينتاب القيادات الخليجية إزاء أن تؤدي المحادثات النووية مع إيران إلى تقارب بين واشنطن وطهران وتتلبسهم مشاعر باهتزاز ثقة الولايات المتحدة في الاعتماد عليهم وكلاء حصريين في المنطقة ولا يخفون احباطهم مما يعتبرونه سلبية من قبل أمريكا في مواجهة الاضطراب في المنطقة، ويعتقد محللون أن الحرب الجوية تشير إلى تحول صوب سياسة خارجية أكثر قوة لا تعتمد كليا الدور الأمريكي ,ويريدون من خلالها إثبات جدارتهم بثقة الغرب والولايات المتحدة .
وحايا ترتفع الاصوات الخليجية التي تنادي بضرورة تبنى سياسات اكثر استقلالية ومغادرة الاعتماد الكلى على الحماية الأمريكية وبهذا الصدد اكد تقرير ندوة الدوحة التي عقدها المركز العربي للأبحاث والدراسات لمناقشة تداعيات الاتفاق "إن الاتفاق يشير إلى أن مرحلة الاعتماد الخليجي شبه الكلي على المظلة الأمنية الأميركية لم يعد خياراً يمكن الاعتماد عليه..فهذا الخيار ساهم في إخراجهم من معادلة التوازنات الإقليمية وسهل لإيران ان تستفرد بالمعادلة ,وان البديل هو التحول للذات الرئيسية الفاعلة ومغادرة مشاعر التهديد المستمر واعتماد إصلاحات سياسية بنيوية للأنظمة العربية تمكن من قيام اتحاد إقليمي واو دولة إقليمية قوية ..."
لقد احتفى انصار العاصفة بما أسموه التحالف العربي الذي قادته السعودية واعتبروه مقدمة لتشكيل قوة ردع عربية ,واجتمع رؤساء الأركان العرب في الجامعة العربية لمناقشة تعجيل بناء قوة عربية مشتركة .
الا أنها تبقى في اطار الأمنيات والماينبغيات كما ان تشكيل قوة عربية تفتقر الى العقيدة القومية التي تجمعهم اذ يتعذر أن لم يستحيل على هذه الأنظمة أن تكون القيمة على مثل هذه العقيدة بل ان أي قوة تشكل على هذه العقيدة تشكل تهديدا مستقبليا لأنظمتهم , ومثله الحديث عن العربية السعودية كقوة إقليمية فقيادة المملكة تدرك أنها غير قادرة ولا تملك أحداث تغيير جذري في علاقتهم بأمريكا وغير مهيئين للاستغناء عن الولايات المتحدة او التصرف باستقلال عنها .
الدكتور خضر القرشي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي اكد ان "العلاقات التاريخية بين دول الخليج والولايات المتحدة يجب أن تبقى، لكن هذا لا يعني الاعتماد الكلي على واشنطن، فالتعاون الخليجي قد يغني مستقبلًا عن الاعتماد بشكل أو بآخر على أميركا في ما يتعلق بالعمل العسكري مثلًا"،.

كما أظهرت تطورات الحرب العدوانية هشاشة التحالف الذي قادته العربية السعودية وتفككه قبل أن يبدأ ,انه تحالف مدفوع الأجر الجامع الوحيد له هو المال الخليجي وبذلك يتحول عبئا على السعودية و الخليج أكثر مما هو قوة ردع لإيران .

والأقرب إلى الصواب والذي تعززة وتسنده الوقائع والمعطيات إن هذه الحرب العدوانية تأتي في سياق الإستراتيجية الأمريكية الجديدة ورغبة الولايات المتحدة في التعديل على جزء من التزاماتها الدولية في الشرق الأوسط وتقاسم الأعباء وتوزيع الأدوار بحيث يتحمل حلفائها مسؤوليتهم في مواجهة النفوذ الإيراني ولا ينظروا ان تخوض أمريكا حروبهم مباشرة كما حدث في حرب الخليج وكما كانوا يطالبون من أمريكا بتوجيه ضربة عسكرية لإيران ولاحقا سوريا مع تعهدها الا تتخلى عنهم ولعب دور الراعي والمتعهد والمرشد الأعلى .
الباحث في الشؤون العربية «مايكل نايتس» في معرض تحليله لعملية «عاصفة الحزم»، يقول أن «التعبئة العسكرية لتسع دول مسلمة، تشير إلى الهدف الاستراتيجي الأوسع للحملة، ما ينشئ نقطة حشد للعرب لمواجهة النشاط العسكري الإيراني المتزايد في المنطقة»، ثم يضيف قائلاً، وهنا النقطة الأهم: «تجد واشنطن نفسها الآن في موقفٍ غير معتاد، إذ أنها تدعم من دون ضجة ائتلافاً كبيراً متعدد الجنسيات يتألّف من دول إقليمية، وهذا هو على وجه التحديد نوع تقاسم الأعباء الذي لطالما حلمت الإدارات الأميركية المتعاقبة بتعزيزه "وسعت لإقناع دول الخليج للقبول به .
و بحسب الباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية للشرق الأوسط، في أنقرة، أويتن أورهان أن السعوديين ربما أدركوا ان عليهم إذ كتب مؤخرًا: إيران اكتسبت تفوقًا على السعودية عبر وكلائها في العراق وسوريا ولبنان، في حين كان اليمن أول أرضية للتجربة، وبعد الدعم المالي أخذ السعوديون القيادة العسكرية ".

يتفق النظامان السعودي والأمريكي على الانزعاج مما يتصورونه توسعا منسقا للنفوذ الإيراني في الإقليم عبر من يصفونهم وكلاء محليين لإيران .ويتفقا على رفض كل النتائج التي أدت إليها ثورة 21 سبتمبر 2014م وسبق أن اشرنا ان احد نتائجها المباشرة رفع اليد الأمريكية والسعودية عن اليمن .
ويعتبر اليمن بلدا مهما لكلا النظامين كونه يشرف على أهم الممرات المائية ,غير أن النظام السعودي ينظر لليمن كمقاطعة تدخل ضمن النفوذ الحيوي له ,أيضا لا يخفيان قلهما من ترسانة الصواريخ الباليستية ورغبتهما في التخلص منها ,ويتفقان على ان يجب القيام بتحرك ما لكنهما يختلفان في تقديرهما للأمور والكيفية التي يكون عليها التحرك .
السعودية ظلت باستمرار تضغط لحث الولايات المتحدة على التدخل المباشر بتوجيه ضربة عسكرية سواء في سوريا أو في اليمن ,والولايات المتحدة تمانع فهي لم تعد راغبة بالتدخل المباشر ,وتخاف من تداعياته على الاتفاق مع إيران ولا تريد ان تقوم في هذه الفترة بالذات بعمل يفسد إتمام الاتفاق النهائي مع إيران ,وقد استمر الجدل بين السعودية وأمريكا لما يقارب الستة أشهر وبالتحديد منذ ثورة 21سبتمبر ,والتسوية التي توصلا لها تقضي ان تقود السعودية الحرب العدوانية على اليمن ,بينما تتعهد الإدارة الأمريكية بتوفير المظلة الدولية وحمايتها من أي تداعيات إقليمية او دولية من قبل إيران او المجتمع الدولي إضافة إلى الدعم اللوجستي وصفقات الأسلحة وغير ذلك هناك تتهم عدد من التقارير الولايات المتحدة بالمشاركة عبر بارجاتها في البحر الاحمر.
عافصة الحزم هي الاختبار الأول لهذه الإستراتيجية والنتائج التي تسفر عنها اما ان تعزز اعتمادها كإستراتيجية فعالة في مواجهة النفوذ الايراني والدول والجماعات المارقة وتشجع على تجربتها في بلدان اخرى ,او ان يدفع صمود الشعب اليمني الى فشل الحلول العسكرية في تأديب المارقين وإعادتهم الى بيت الطاعة ويخلق قناعة ان استخدام القوة الأساليب لاستعلائية لتركيع وإذلال الشعوب لا توصل الى نتائج عكسية وبالتالي يعزز من رصيد الاساليب والوسائل الحوارية والتفاوضية واحترام حرية وسيادة شعوب المنطقة واحترام سيادتها والإقلاع عن غرائز الهيمنة .
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.