فاجأني وكثيرين غيري ، على لسان عدنان العديني نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالتجمع اليمني للإصلاح ، في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط ، اتهامُ قطر بدعم الحوثي : " لقد كانت تحكمها المصلحة الوطنية يوم أن كانت ضمن التحالف وأحد داعميه ، قبل أن تتحول إلى داعم لميليشيات الحوثي إثر الأزمة الخليجية التي أخرجت قطر من منظومة التحالف الداعم للشرعية " . وعلة المفاجأة هو يقيننا أن قطر نأت بنفسها جانبا عن اليمن ، بفعل الحصار الجائر عليها من ذي القربى الخليجي . فلا نجد لهذا الاتهام تفسيرا ولا تعليلا إلا أن يكون له ثمن سياسي معلوم ، أو تحت إكراه لا يطاق ، أو أنه تناثر في عقد الهيكلة التنظيمية الإصلاحية ، وينذر بما هو أشد وأقسى داخليا . ولذا اتساءل للعديني ولذي الاختصاص ، عما تحت أيديهم من الأدلة والقرائن التي جعلتهم يتهمون قطر بدعم الحوثي ، أنيرونا إن كان لديكم حقا قبس من هدى ، لأننا نظن أن ما لديكم عود كبريت مبلل بالضغوط الجائرة ، ستطفئه رياح الحقائق التي تعج بها الأزمة اليمنية . حقائق تقول : - قطر لم تفتح أبواب صنعاء للحوثي ، وليست هي من يسر سقوط عمران ، ولا من سهل له الخروج من صعدة والتمدد في أرجاء اليمن . - قطر لم تتلبس زورا ثوب التحالف ، بحجة اعادة الشرعية لليمن ، وهي حقيقة تطمع في ثرواته وجزره ومنافذه البحرية وحدود سيادته . - قطر لم تُخضِع قيادات الشرعية والانتقالي للإقامة القسرية ، وتحتجزهم رهينة لمشيئتها السياسية وأطماعها الذاتية ، فتملي عليهم قرارها وتصريحها تبعا لما يريدون . - قطر لم تجند أبناءنا لحماية حدودها أو لفك الحصار عنها ، أو لتحقيق مخططها عبر التمرد والقتال بين فصائل الوطن . - قطر لم يضرب طيرانها الجيش الوطني أكثر من مرة ، ولم تدك صواريخها بنية الوطن ومنشآته . ولم تنشئ في بلدنا مليشيات متمردة دموية ، للاغتيال والخطف والاعتقال ، ولا تخضع للشرعية ولا تدين بسياستها . - قطر ليست الداعمة لمن منع الرئيس من المكوث في العاصمة المؤقتة ، ومن طرد الحكومة بقوة السلاح من إدارة شؤونها منها . - قطر لم تعطل مرافقنا ومنشآتنا الحيوية الهامة خدمة لمصالح اقتصادها ومنابع ثرواتها ، وتحيل مطار الريان معتقلا ، وميناء عدن مكبا ، ومطار عدن منفذا للغزاة ومتسللا . - قطر ليست هي من تحتل سقطرى وتجنس أهلها ، ولا هي التي تخطط لمنفذ بحري لها في محافظة المهرة ، ولا هي من يقيد جيش الشرعية عن التقدم هنا وهناك ويكمم أفواه رئيسها وحكومته عن القول المباح . - قطر ليست هي من يتدخل في السيادة اليمنية ويرسم سياستها ، ولا تفرض اسماء تابعيها ليكونوا عنوة وزراء وقادة ، وثقلا سياسيا لا يستهان به ، منقادا لأوامرها . - قطر لم تتجرأ دولتا الحصار ولا الشرعية رسميا على اتهامها بدعم الحوثي ، ولا هي التي شكتها اليمن في مجلس الأمن . فبأي قلب تجرأتم أنتم ؟! . - ويطول السرد الواقعي ، بما يثبت أنه مهما كان ما أجبركم على اتهام قطر ، إلا أنه لا شيء يذكر أمام أهوال الشر والخطر التي لحقت باليمن أرضا وشعبا من غيرها . فما الذي سنفاجأ به غدا منكم ، تحت الضغط والإكراه ؟أن تركيا من زودت الحوثي بالصواريخ ! وأن حماس من دربتهم ، وأن الإخوان من يرسم سياستهم ؟. وربما وفق حالة الاستعباد التي تعيشها كافة مكونات البلاد ، قد نجدكم مؤيدين للتطبيع ، مع تأكيد مُلزِم " أننا أبناء عمومة وأهل ، فعلام الخصام بيننا والقتل " . - لقد أتينا الإصلاح بحلم الريادة الفاعلة ، والسيادة العادلة . فبأي جريرة بدلتم حلمنا كابوسا ، فيه نلهث بركب القافلة ، ونتعلق بذيل الدآبة الجافلة .