تواجه مشاكل المياه السكان اليمنيين واللاجئين على حد سواء في العاصمة صنعاء. فمنذ أكثر من عام، واللاجئة الصومالية أسماء عبد الله تكافح مع أطفالها الثلاثة من أجل الحصول على المياه في حي الصافية القديم في العاصمة اليمنية. وتقول عبد الله: «نحن نصل إلى صنبور مياه العصيمي قبل السكان المحليين، ولكنهم يدفعوننا إلى نهاية الطابور. أحياناً أقف في الطابور لمدة ثلاث أو أربع ساعات لملء حاويتي»، مضيفة أنها لا تجرؤ على المجادلة «خوفاً من أن يضربها أحد». ووفقاً للشرطة، تسبب نقص المياه، الذي يتفاقم منذ بدء الاحتجاجات في فبراير 2011، في احتكاكات بين السكان المحليين واللاجئين في صنعاء. وقال رئيس قسم شرطة الصافية محمد البهيش إن «المشادات والشجارات بين اللاجئين الأفارقة والمواطنين اليمنيين على المياه أصبحت مشهداً يومياً عادياً في حي الصافية الفقير»، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من النزاعات على المياه لا يتم الإبلاغ عنها. وأضاف البهيش «في الأسبوع الماضي، جاءت إلينا امرأة صومالية وأنفها ينزف دماً، مدعيةً أنها تعرضت للضرب من قبل ثلاث نساء يمنيات. وفي الأسبوع نفسه، أبلغنا أحد السكان المحليين أن ابنته تعرضت للضرب على أيدي امرأتين إثيوبيتين عند الصنبور». وينتظر سكان الأحياء الفقيرة في الطوابير أمام الصنابير للحصول على المياه مجاناً، لأن معظمهم لا يستطيع تحمل نفقات المياه المنقولة بالشاحنات، والتي تضاعفت في الأشهر ال14 الماضية، بحسب ما أفاد في وقت سابق مستشار لجنة المرافق العامة في مجلس النواب يحيى السنباني لشبكة الأنباء الإنسانية. سكان أفارقة من جانبه، يقول خالد الخربي، وهو أحد المسؤولين في شركة المياه المحلية، أن إمدادات المياه التابعة لشبكة المياه الحكومية تنقطع لأكثر من عشرة أيام في بعض الأحيان في حي الصافية، الذي يقدر أن ربع سكانه البالغ عددهم 65,000 هم من الأفارقة. وأضاف الخربي أن «سكان الحي يحصلون على المياه لبضع ساعات كل عشرة أيام، كما أن العديد من النساء والأطفال يتسللون إلى المساجد في أوقات الصلاة لملء الحاويات الخاصة بهم». مخاوف حكومية وأعربت الحكومة في الآونة الأخيرة عن قلقها بشأن الخدمات العامة المثقلة بالأعباء الناجمة عن وصول ما بين 160 و200 لاجئ ومهاجر يومياً من منطقة القرن الإفريقي. وأكدت وزارة الداخلية أن «عدد المهاجرين واللاجئين الأفارقة في اليمن يزيد عن مليون شخص، وأن أكثر من 50 ألف وافد جديد، معظمهم من إثيوبيا والصومال، دخلوا اليمن في النصف الأول من العام الجاري». ولكن مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين قدرت عدد اللاجئين المعترف بهم رسمياً من قبل الحكومة بنحو 220.000 شخص.