16 أكتوبر 2004م – " التغيير": هذه هي صورة مبسطة عن واقع حال المواطنين في الشهر الكريم وحتى مع حلوله بيوم أو بيومين : - الكهرباء والمياه تشنان حملة واسعة النطاق على " صغار المستهلكين " .. قطع التيار الكهربائي ومصادر عدادات المياه إن لم يدفع المتخلفون الذين ستنهار الدولة إن لم يدفعوا الآلاف القليلة التي عليهم سدادها .. والمواطنين – يا رحمتاه – يدفعون لأن لا خيار أمامهم .. وهؤلاء المواطنين لا تثق فيهم الحكومة – كما يبدو – لذلك فهي ليست خائفة من وجود عشرات الملايين وربما أكثر من ذلك هي مستحقات على كبار المستهلكين من رجالات الدولة والقبيلة .. طبعا هناك من عليهم مبالغ كبيرة لخزينة الدولة ولكن هؤلاء لا يدفعون .. ولا يجرؤ احد على أن يفصل عنهم التيار الكهربائي أو " زنبور " المياه ..! وبالمناسبة يا جماعة فان الكهرباء في عموم أرجاء البلاد تقطع يوميا لساعة وساعتين في العاصمة والمدن الرئيسية لكنها أيضا تظل مقطوعة لساعات تصل أحيانا إلى الست ساعات .. لكن في المناطق المغلوبة على أمرها وهي كثيرة في اليمن .. واللهم لا حسد فان بعض الأحياء في صنعاء لا يفصل عنها التيار الكهربائي لان أصحاب الحظوة يسكنون بها وليس من أخلاق القبيلة أن تفصل الكهرباء عن هؤلاء الناس .. أما الرعوي أو الرعاوية مجتمعين .. عادي الأمور بالنسبة لهم ، ويا ريت وزارة الكهرباء الموقرة تقدر أن الناس يقدرون عجزها عن توفير الكهرباء وبالتالي تقدر ظروفهم المعيشية فلا تكن مستغلة للظروف وخسيسة معهم وترحمهم قليلا ! ولعل الناس أصبحوا أكثر يقينا أن النكتة المتداولة في الشارع اليمني صحيحة مائة بالمائة وهي أن وزارة الكهرباء أبرمت صفقة مع تجار الشموع ، فمع كثرة الاطفاءات ازدهرت تجارة الشموع بصورة كبيرة .. والشموع أيضا التي يستخدمها العالم في أرجاء المعمورة في المناسبات الحزينة و أعياد الميلاد وغيرها .. باتت في اليمن مصدر حزن للمواطن الغلبان لأنها نحفت كثيرا وتوحي له بجو القرون الوسطى وهو يعيش أجواء رومانسية فرضتها عليه الحكومة اليمنية الموقرة .. أما الحديث عن الأجهزة الكهربائية المنزلية التي تتلف مع برنامج الحكومة – حفظها الله اليومي – " طفي لصي .. لصي طفي " ، فانه حديث شيق جدا ومفرح لتجارة الكماليات وللمهندسين " نص كم " الذي تعج بهم البلد والكل يسلخ في أخونا المواطن غفر له الله ذنب صمته الملعون !!! ولعل عقد الشراكة امتد ليشمل تجارة الأجهزة ومهندسيها أيضا من الباطن !!! أما المياه .. فهي لا تقل سوءاً في بلد الإيمان والحكمة .. فالناس هنا لا يستخدمون المياه للشرب على الإطلاق ومع ذلك يدفعون مبالغ لا بأس بها طوال العام ما عدا قبيل رمضان بأيام ، فالفواتير بقدرة قادر ترتفع ويرتفع فيها الاستخدام عشرات الأضعاف طبعا على الضعفاء لان الأسماء متشابهة . والمراجعين هذه الأيام .. يا بلاشاه في مؤسسة المياه .. والكل يضرب كفا بكف ! - أما المواد الغذائية التالفة التي تملأ الأسواق فهي قصة بحد ذاتها ، لكن ما على المرء إلا أن يدعو الله أن يلطف بشعب احمد ! - طبعا رمضان مناسبة خاصة جدا لزيادة هبر المواطن الغلبان سواء بصميل الحكومة أو بواسطة جنودها المجندين المحفوظين من رب العالمين في البلدية والضرائب والمرور والكهرباء والمياه .. والهاتف ... الله .. الهاتف قبل أن يشهد المسلمون هلال رمضان تكون وزارة الاتصالات ومؤسستها الفتية قد أمرت بقطع الحرارة عن المستهلكين اللي على بالكم " أبو ألف وألفين وأكثر قليلا " .. كيف إنها أموال الدولة ويجب تحصيلها .. لكن يا خبرة والجماعة اللي عندهم مئات الآلاف والمعفيين والمتهربين والمهربين والقصر .. ما بش حد يقول لهم ادفعوا .. طبعا لا .. كيف هؤلاء .. ما بلاش نقول ..! - المهم لا نطيل عليكم ونحكي لكم همنا الذي كله كوم والتوتر لدى المواطن في الشارع كوم .. الله لا يوريكم ولا يمشيكم في شارع من شوارع صنعاء والناس صيام .. الناس تأكل بعضها البعض حبا في الله ويتبادلون الطعن بالجنابي ويمزحون بالأسلحة النارية .. كيف لا وقلوبهم وتغلي من الحكومة ولازم من فش الغل بأي وسيلة .. واضعف الأيمان أن يتصادموا بالسيارات .. قضاء وقدر وفي الأخير ليست هناك مشكلة فالحكم سيكون " ثلثين بثلث " بين الصادم والمصدوم حتى وان كانت سيارتك واقفة . بالمناسبة في إحدى المرات صدمت سيارة مسكنا ودمرت غرفة فيه وجاء المصلحون والمطلحون وحكموا بما هو سائد أن يتحمل صاحب المنزل ثلث كلفة إعادة الإعمار ..! اللهم إني صائم .. البقية تأتي إن أراد الله !