" التغيير" خاص : يجري قائد كبير في الجيش الأميركي مباحثات في العاصمة صنعاء ، حيث بدأ أمس ستيفن ويكمب قائد القوات البرية الأميركية زيارة إلى صنعاء لإجراء مباحثات مع المسؤولين . وأجرى المسؤول العسكري الأميركي مباحثات مع وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر احمد . وذكرت وكالة الأنباء اليمنية سبأ أن المباحثات تركزت حول " أوجه التعاون العسكري القائم بين الجمهورية اليمنيةوالولاياتالمتحدةالأمريكية وبخاصة في مجال التدريب والتأهيل ومكافحة الإرهاب ". وقالت المصادر الرسمية إن القائد العسكري الأميركي " أشاد قائد القوات البرية الأمريكية بمستوى العلاقات المتطورة والتعاون القائم بين البلدين الصديقين مشيرا إلى حرص الولاياتالمتحدة على تعزيز هذه العلاقات عبر تقديم الدعم اللازم لرفع القدرات التدريبية للكوادر اليمنية وبخاصة في مجالات التدريب والتأهيل وتقديم الخبرات اللازمة والإسهام في جهود مكافحة الإرهاب التي قطعت فيها اليمن شوطا متميزا وكذا مهام حفظ الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي" . وقام قائد القوات البرية اليمنية اليوم بزيارة إلى معسكر القوات اليمنية الخاصة ( بمكافحة الإرهاب ) في ضواحي العاصمة صنعاء ومن الغريب أن قائد القوات الخاصة والحرس الجمهوري العقيد احمد علي عبد الله صالح لم يكن في استقبال القائد الأميركي حسب الخبر الرسمي . ويلاحظ المراقبون أن زيارة ويكمب تأتي بعد أيام فقط على زيارة قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط جون أبي زيد إلى اليمن وزيارة عدنوصنعاء وإبداءه الاهتمام بخفر السواحل اليمني الذي أنشئ بدعم أميركي ولازال يحظى بذلك وكذلك وللمرة الأولى يبدي مسؤول عسكري أميركي بالمنطقة الحرة في عدن ، بعد إعلان السفير الأميركي الاهتمام بالمنطقة تصريحاته التي سبقت زيارة أبي زيد إلى عدن والتقاءه بالمسئولين في عدن طرح خلال ذلك رأيا مهما حول الميناء مفاده أن كل التحركات الحكومية باتجاه منح الميناء لشركة موانئ دبي ليس في مصلحة عدن ، السفير لم يقل ذلك صراحة ولكن المفهوم من كلامه أن عدن ستكون أفضل بعشرات المرات مما هي عليه الآن ومما عليه الآن ميناء جبل علي ( دبي ) في حال وجدت إدارة أفضل . ويعتقد المحللون السياسيون أن الاهتمام الأميركي ليس جديدا باليمن لكنه يكتسب أهمية في الوقت الراهن مع سيطرة المحاكم الإسلامية على مناطق كثيرة في الصومال ، والمخاوف الأميركية من استغلال تنظيم القاعدة أو أي تنظيم آخر في المنطقة يسلك نفس السلوك من الصومال لتدريب المتطرفين والإرهابيين وإرسالهم إلى أهداف معينة.. وحتى اللحظة يعد الدور اليمني في الصومال ليس في المستوى المطلوب نظرا لحجم اليمن ودوره في المنطقة واهتمامه بما يجري في الصومال خصوصا والقرن الإفريقي بشكل خاص . وتصبح الأسئلة ملحة لمعرفة ما يمكن أن يقوم به اليمن بالتعاون مع الولاياتالمتحدة سياسيا وعسكريا وامنيا فيما يتعلق بالصومال ، وهل المسألة مجرد تحضير فقط في الوقت الراهن ربما لصراع مستقبلي مختلف الأشكال . لكن الأمر المهم الذي يتطلب على الإدارة اليمنية التنبه له هو أن يكون لها دور اكبر فيما يجري في الجوار ، فقد ادى ضعف الأداء اليمني خلال السنوات الكثيرة الماضية إلى مفاجئة احتلال حنيش من اقرب المقربين ( اريتريا ) التي عاشها رئيسها اسياس افورقي في مدن يمنية ودرس في جامعات يمنية. إلى ذلك أعرب اليمن عن قلقه من الأوضاع المتدهورة في الأراضي الفلسطينية. فقد التقى اليوم الدكتور ابو بكر القربي ، وزير الخارجية والمغتربين بالسفير الأميركي بصنعاء توماس كرادجسكي واجريا مباحثات تتعلق بنتائج المؤتمر المنعقد اليومين الماضيين حول الديموقراطية وحرية التعبير في اليمن ، وبحسب المصادر فان اللقاء تطرق إلى الخلاف اليمني الأميركي حول محاور المؤتمر التي نوقشت والخلافات حول بيانه الختامي الذي حاول منظمو المؤتمر عكس خطاب الرئيس علي عبد الله صالح ، الافتتاحي للمؤتمر في بيانه الختامي في ظل رفض أطراف يمنية لبنود ذلك البيان. لقاء القربي كرادجسكي تطرق أيضا إلى الوضع في فلسطينوالصومال وأيضا " إلى جانب بحث الوضع في العراق وسبل دعم جهود الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي لتحقيق المصالحة العراقية من خلال جهد عربي ودولي مساند في هذا الشأن والحرص على مشاركة كافة الأطراف العراقية بما يحقق الأمن والاستقرار للشعب العراقي الشقيق " ، وربما التطرق إلى الشأن العراقي المقوس ، يأتي بعد الخلاف اليمني الأميركي حول الانتقادات التي وجهها صالح إلى ديموقراطية العراق التي تسعى الولاياتالمتحدة إلى تحويلها إلى نموذج للديموقراطيات في المنطقة ، مع عدم إغفال الانزعاج الأميركي من الدور الذي يقوم به الإعلام الرسمي اليمني إزاء الوضع في العراق ، فهو ، أي الإعلام الرسمي اليمني يصف الأوضاع بأوصاف لا تعكس تحالف اليمن مع الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب ويوحي بأداء متنام لبعض التيارات المتطرفة في البلاد . اليمن اليوم أيضا دانت وبشدة التطورات الجارية في الأراضي الفلسطينية ، وهذا نص الخبر الرسمي الصادر بشأن تلك التطورات : أدانت الجمهورية اليمنية ما تمارسه الحكومة الإسرائيلية من إرهاب ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة . وقال مصدر مسئول بوزارة الخارجية وأمام هذا المشهد فان الجمهورية اليمنية أيمانا منها بعدالة القضية الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن الدولي واللجنة الرباعية أن توقف الاعتداءات الإسرائيلية وتوفر الحماية للشعب الفلسطيني . وأضاف المصدر " ان الجمهورية اليمنية إذ تذكر المجتمع الدولي أن الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية يزيد عددهم عن عشرة آلاف اسير، فإنها تنبه إلى خطورة الاجتياح العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة كونه سيؤدي الى إسقاط أرواح برئية من الجانبين ". وأكد المصدر :" ان هذه الحرب التي تشنها القوات الإسرائيلية على الفلسطينيين مستخدمة اشد الأسلحة فتكا، تحت مبرر اطلاق الجندي الإسرائيلي المختطف لن تزيد الأوضاع الا تدهورا ". وأعتبر المصدر الصمت الدولي السائد تجاه الاعتداءات المتواصلة والجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني بأنه يشكك في الموقف الدولي . وعبر المصدر عن مطالبة الجمهورية اليمنية للمجتمع الدولي التدخل بقوة لايقاف هذا التوغل والعدوان، والاحتكام الى قيم العدل والمساواة وحق الشعوب في تقرير مصيرها وليس للمعايير المزدوجة . . داعيا في ذات الوقت إلى الإفراج عن السجناء الفلسطينيين والجندي الاسرائيلي ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.