أكدت الرابطة اليمنية لأسر المخفيين قسراً في بيانها الصادر بمناسبة الذكرى الثانية لتأسيسها في 21 مارس 2012م إن قضية المخفيين قسراً أثر الصراعات السياسية قضية إنسانية ووطنية تستحق الانصاف وكشف الحقيقة نصرة للعدالة من قبل جميع الوطنيين، وذلك بعد مرور عقود من الزمن ظلت خلاله أسر أولئك الضحايا تعيش في الآلام وأوجاع وهي منتظرة على أمل لقاء ذويها المخفيين في غياهب السلطات المتعاقبة التي حكمت اليمن (شمالاً وجنوباً). وطالبت المشير عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية بتحمل مسئوليته الوطنية واثبات جديته ومصداقيته باعتباره المسئول الأول في النظام الحالي، وذلك من خلال تشكيله لجنة مستقلة ومحايدة مستوفية لكافة المعاير الدولية مهمتها تقصي الحقائق والكشف عن مصير جميع المخفيين قسراً وفضح جميع الأطراف المتورطة في تلك الممارسات غير الإنسانية. كما طالبت رئيس الجمهورية بكشف حقائق السجون السرية والخاصة التي تعتبر خارج طائلة القانون والمتواجدة في مناطق نائية والمنتشرة في معظم مناطق الجمهورية. كذلك الكشف عن حقيقة وجود سجناء بأسماء وهمية غير اسمائهم، أولئك السجناء ووفقاً للمعلومات المؤكدة أنهم متواجدين أما في مستشفيات للأمراض العقلية والنفسية أو السجون السرية، حيث وأن هذه الممارسات تعتبر جرائم مخالفه للدستور والقانون اليمني والدولي ومواثيق حقوق الإنسان. وفي بيانها قدمت جزيل شكرها وعرفناها للفنان الإنسان "مراد سبيع" والطاقم الذي عمل في حملة "الجدران تتذكر وجوههم". هذه الحملة التي استطاعت تسليط الضوء المجتمعي على هذه القضية المخفية منذ عقود من خلال رسم صور المخفيين على جدران شوارع في العديد من محافظات الجمهورية. وادانت الرابطة اليمنية لأسر المخفيين قسراً بشدة كافة الممارسات التي استهدفت طمس أو تشوية جداريات المخفيين في الشوارع، ونقول لجميع المتسببين بذلك " لقد ذهب عصركم عصر ذر الرماد"، أما المخفيين قسراً سيظلون عظماء خالدين مخلدين أبدا الدهر. كما استنكرت ما قامت به إحدى الحملات التي تعمل من أجل اطلاق أولئك المتهمين في تفجير جامع النهدين والذين يستحقون التعاطف والنصرة في حال كانوا أبرياء بطمسها بعض وجوه المختفين قسريا ورسم وجوه المعتقلين عليها، ما يؤكد أن الشباب القائمين على هذه الحملة يفتقرون للحس الحقوقي السليم حسبما تكشف هذه الواقعة المخزية والتي تحول فيها الرسام من خلال ريشته أداة إخفاء جديدة لكأنها ريشة كل الجناة الذين ارتكبوا جرائم الاختفاء القسري. ودعت كافة أسر المخفيين التي مازالت محبوسة في جدران الخوف نظرا لما تعرضت له من تهديدات وقمع من قبل الايادي المتسببة في تنفيذ عمليات الاخفاءات لذويهم، بضرورة إعلانها عن حالات الاخفاء القسري التي لديها من خلال انضمامها إلى الرابطة. كما دعت كافة الأسر المنضوية في عضوية الرابطة التماسك والعمل على توحيد المواقف والجهود الساعية إلى إظهار الحق ونصرة العدالة باعتبار أن الرابطة هي الاطار الرسمي الذي يتولى قضية المخفيين قسراً سياسياً وقانونياً وقضائياً وأمام كافة الجهات القضائية المسئولة عن ذلك. وأكدت أن اسر المخفيين قسراً لن ترتاح ولن يهدأ لها بال ولن يغمض لها جفن إلا بعد معرفة أماكن اعتقال ذويها ومحاكمة المجرمين والقتلة مهما كان نفوذهم وسلطتهم وتطبيق حكم القصاص بهم لما اقترفوه بحق أولئك الثوار الأحرار من انتهاك لحقوقهم وحرياتهم وكرامتهم وبحق ما ارتكبوه بحق أبناء هذا الوطن قاطبتاً.