فيما اختتم امس الثلاثاء المؤتمر الأول للحراك الجنوبي الذي عقد في مدينة عدن واستمر ثلاثة أيام برئاسة حسن باعوم رغم مقاطعة عدد من قياداته، أصدر علي سالم البيض والأمين العام للحراك الجنوبي قاسم عسكر بيانا أعفى المناضل حسن أحمد باعوم من رئاسة المجلس الأعلى للحراك الجنوبي لتحفظه على معلومات مهمة أثناء زيارته للخارج، إضافة إلى فصل كل من صلاح الشنفرة - نائب رئيس المجلس - وعلي هيثم الغريب بسبب عدم الالتزام باللائحة التنظيمية للمجلس والممارسات غير المسؤولة داخله وخلق الفتن فيه. وفيما يعد هذا الانقسام هو الأخطر في أهم مراحل الحراك الذي باتت تتقاسمه أجندة خارجية وداخلية سعودية قادها باعوم وإيرانية يقودها البيض وداخلية ينسق لها محمد علي أحمد فقد تابع باعوم إعلان نتائج مؤتمره الذي أطلق عليه اسم المنصورة، حيث اعتبر المندوبين واللجان المشاركة فيه أعضاء بالجمعية الوطنية التأسيسية «بالمجلس الأعلى لتحرير واستقلال الجنوب». واعتبار اعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر هم اعضاء اللجنة التنفيذية للمجلس الاعلى وبحيث يعطى لكل محافظة 9 اعضاء ويضاف لكل من عدن وحضرموت ثلاثه اعضاء، واختير حسن باعوم رئيساً للمجلس، وصلاح الشنفرة نائباً. ومن المنتظر أن تعقد اللجنة المنظمة للمؤتمر اليوم الأربعاء مؤتمراً صحفياً لإطلاع وسائل الإعلام على أهم القرارات التي خرج بها هذا المؤتمر، وهو ماستبقه البيض ببيان اعتبر عقد المؤتمر مؤامرة فيما شعب الجنوب يقترب من لحظة النصر المبين، مؤكدا بأن مصيرها الفشل ومن أن ثورة شعب الجنوب لن تقبل أية مساومات او تنازل او انحراف عن مسارها مهما قابلتها من صعوبات وعراقيل ومؤامرات، مشيرا إلى ان الذين يراهنون على الحلول السهلة التي تؤمن لهم بعض المصالح الضيقة عليهم ان يدركوا ان شعب الجنوب لن تنطلي عليه مشاريعهم الاستسلامية ولن يقبل غير التحرير والاستقلال الكامل غير المنقوص . واتهم البيان حسن احمد باعوم ومن معه بتجاوز كل العمل المؤسسي والتنظيمي والقيادي للمجلس الاعلى في عموم محافظات ومديريات الجنوب المحتل ومارسوا جملة من الخروقات للبرنامج السياسي واللائحة الداخلية للمجلس وخالفوا القيم الاخلاقية والثورية والوطنية ورموا بإرادة الشعب وراء ظهورهم، واتهم الداعين للمؤتمر بالإجهاز على هذا المنجز الكبير الذي كان يمثل الواجهة السياسية الكبرى امام الرأي العام الاقليمي والدولي بعد أن بدأت تتقاطر دول كبرى للتخاطب مع هذه الواجهة السياسية التي تمثل قضية شعب الجنوب وحامله السياسي وممثله الشرعي. وامام كل هذه الممارسات والخروقات والعبث غير المسؤول من قبل حسن باعوم ومن معه بهدم هيئات ومجالس الحراك في المحافظات والمديريات فقد تم إعفاء حسن احمد باعوم من مهامه كرئيس للمجلس الاعلى نظراً لعدم قدرته على ممارسته مهامه وإخفائه للعديد من المعلومات اثناء زيارته للخارج وعودته للداخل وعدم التزامه بوثيقة رمضان والمتوافق عليها وتجاوزه للهيئات والعمل المؤسسي والتنظيمي واقدامه على عقد مؤتمر انشقاقي داخل المجلس واصداره عدداً من البيانات لالغاء مجالس ومكونات الحراك وشخصنة القضايا وممارسة العمل الفردي والعائلي . كما تم فصل صلاح قائد الشنفرة من المجلس الاعلى لعدم التزامه بالبرنامج السياسي واللائحة التنظيمية المقررين من قبل رئاسة المجلس الاعلى ورفضه لقرارات المجلس الاعلى وعدم القيام بواجباته خلال سنتين متكاملة مما ادى الى اضعاف المجلس الاعلى وتجميد نشاطه وإصدار بيانات باسم المجلس لاتنسجم مع خطه السياسي والبرنامجي واصراره على الانفراد بالاجتماعات الخفية وعلى عقد المؤتمر الانشقاقي وانتحال اسم اللجنة التحضيرية التي لم تتكون بعد. كما تم فصل علي هيثم الغريب من المجلس الاعلى وذلك بسبب الممارسات غير المسئوله داخل المجلس وخلق الفتن والمشاكل داخل الهيئات واصدار البيانات المعبرة عن قناعة خاصة باسم المجلس الاعلى وسبب العديد من الارباكات والشكوك وسفره الى صنعاء للقاء مع احزاب المشترك والسلطة وإصراره على عقد المؤتمر الانشقاقي الذي الحق ضرراً جسيماً بالمجلس الاعلى . وأكد البيان أنه وبرغم ما لحق بالمجلس الاعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب فإن اعضاء هيئة رئاسة المجلس ورؤساء مجالس المحافظات والمديريات ورؤساء الحركات الشبابية والطلابية في عموم محافظات ومديريات الجنوب سوف يمضون قدماً بالحفاظ على المجلس الاعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب وعلى مجالسه وهيئاته وسوف يتخذون الاجراءات اللازمة باستكمال هيئاته القيادية العليا وتحسين وتنظيم هياكله المتوسطة والدنيا لكي يقوم بكامل مهامه والحفاظ على الانجازات التي حققها شعبنا، مهيبا بالتفاف الشعب حول المجلس الاعلى وقيادته الشرعية والرئيس الشرعي للجنوب السيد علي سالم البيض وقد اتخذ الاجتماع العديد من القرارات والإجراءات التنظيمية لما فيه خدمة الحراك التحرري . وعلى ذات السياق المفضي إلى مزيد من تشظي الحراك دعا القيادي في الحراك الجنوبي رئيس الهيئة العليا للاستقلال والمجلس الاعلى للمتقاعدين العميد ناصر علي النوبة الى التحضير لمؤتمر وطني جنوبي في (30) نوفمبر القادم، كما دعا الى عقد لقاءات موسعة بفروع هيئة الاستقلال من خلال تدارس عملية البحث عن تبرعات للمؤتمر وتمويل وتشكيل لجنة تحضيرية وأسماء المندوبين، وأكد النوبة في سياق حديثه لموقع (بندر عدن) الاخباري مساء امس عقب ترؤسه اجتماعاً بمديرية يشبم بصعيد محافظة شبوة ان المؤتمر الجنوبي القادم سيكون بعيدا عن العمالة والارتزاق.. واعتبر ان ما يدور من صراع هو صراع خيانة وعمالة، واتهم باعوم بالارتهان للسعودية وبسقوط علي سالم البيض في حضيض الدولة الشيعية الإيرانية على حساب نضالات الشعب وتضحياته الجسيمة. ودعا أبناء الجنوب إلى التوحد والترفع عن الصغائر والبحث عن الزعامات والعودة إلى مرجعية الحراك وقياداته التاريخية وجمعيات المتقاعدين العسكريين الأمنيين والمدنيين ومجلس تنسيقها الأعلى من أجل الوصول إلى صوت العقل وعدم السماح بتفريخها من قبل البعض الذين دأبوا على محاولات الانقلابات اليائسة. وطالب كافة أبناء الجنوب ممن يحملون القضية الجنوبية التخلي عن أي أحزاب سياسية مرتبطة بنظام صنعاء أو أن يعلنوا فك ارتباط أحزابهم بصنعاء وفي مقدمتهم حزب رابطة أبناء اليمن لخلق اصطفاف وطني جنوبي وبالمثل ينطبق هذا على القيادات في المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي الذين لا يزالون مرتبطين بالحزب الاشتراكي والإصلاح، وأن ينتهجوا نفس النهج الذي انتهجته الهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب التي فكت مكوناتها أي ارتباط سياسي لها بالأحزاب المرتبطة بنظام الاحتلال. وعلى ذات الاتجاه من الانقسام الذي يخشى معه الاتجاه للعنف فقد تعرض القيادي بالحراك الجنوبي ناصر الفضلي للضرب المبرح مساء قبل أمس حتى سالت الدماء من اجزاء جسمه، ونقل الى مستشفى صابر بمديرية المنصورة، وقال مصدر ل(بندر عدن): ان خلافات عصفت باجتماع المؤتمر الجنوبي في ملعب نادي النصر وكان ناصر الفضلي قد اعترض على وجود صلاح الشنفرة ضمن القيادات كونه قيادياً اشتراكياً ولابد من تصفية مجلس الحراك من الاشتراكيين، ووافق الفضلي على القياديين علي هيثم الغريب وحسن باعوم مع اعتراضه على صلاح الشنفرة، وبعد مشادات كلامية بين العشرات من ابناء الضالع وناصر الفضلي تم الاعتداء على ناصر الفضلي وضربه نقل على إثره الى المستشفى، فيما انقسمت حركة (16) فبراير الى ثلاثة فصائل داخلية بعضهم مؤيدون لمؤتمر باعوم واخرون رافضون، وفئة منهم التزموا الصمت. هذا وقد صدر بيان يتصدره شلال علي شايع بالإضافة إلى أسماء نشطاء وشخصيات اجتماعية استنكر فيه باسم ابناء الضالع التصرف الهمجي الذي قام به مجموعة من أسماهم البلاطجة الذين ينسبون الى احدى القيادات من ابناء الضالع على القيادي بالحراك السلمي ناصر الفضلي، واعتبروا هذا الاعتداء يخص من قام به ومن أنهم لا يمثلون الضالع من قريب او بعيد، كما اعتبر الموقعون أن الاعتداء يعد بلطجة نرفضها رفضا قاطعا، ونؤكد اننا نحن ابناء الضالع نكن كل الاحترام والتقدير للأستاذ المناضل ناصر الفضلي صاحب الرصيد النضالي الكبير، ونؤكد بأن التصالح والتسامح مع كل ابناء الجنوب هو خيارنا الوحيد من اجل استعادة دولتنا. ودخل احمد الحسني على خط المعارك -بحسب موقع (بندر عدن)- بعد ان تلاسن مع فادي باعوم، ووصل بهما الأمر إلى حد السباب وتبادل الاتهامات بأن الحسني يعمل لصالح الرئيس عبدربه وانه مجرم حرب 94، بينما قال الأخير ان باعوم سفاح في شبوة ومن أنه سجن وخطف أعداداً كبيرة من أبناء شبوة، لأسباب سياسية.. وقام بمصادرة أملاك مئات الفلاحين الفقراء، كما قام بعمليات سحل دموية لخصومه أو حتى المنافسين.
