انتقد السفير الفلسطيني بصنعاء أحمد الديك "المحاولات الرامية إلى تكريس الانقسام ونقله إلى جاليتنا المناضلة على الساحة اليمنية" في اشارة لحملة كرسها مؤخرا مكتب حركة حماس في اليمن الى جانب حزب التجمع اليمني للاصلاح المعارض (الاخوان المسلمين في اليمن ) ضد السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس واتهامه بالعمالة وتبرير الانقلاب الذي أحدثته حماس . وهاجم السفير الفلسطيني وبشدة صحف "حزب الإصلاح" وقال إنها جعلت من صفحاتها -المفردة للشأن الفلسطيني- صفحات صفراء تقطر صديدا وحقدا ودما تحت شعار أن هناك مقاوماً وهناك مفرط وعميل، مؤكدا أن معظم كتاب تلك الصحف ينتمون إلى أحزاب معينة استمرأوا توظيف أقلامهم لتنهش الجسد الفلسطيني لمصالح ضيقة ولقليل من الانتفاع لجيوبهم. كما انتقد خطباء المساجد الذين قدموا انتماءاتهم الحزبية على الانتماء لكتاب الله وسنة رسوله وتوظيف بناء المساجد للكذب على الناس لصالح السياسة والتطاول على السلطة الفلسطينية. واعتبر الديك المبادرة التي قدمها الرئيس علي عبد الله صالح لرأب الصدع الفلسطيني بمثابة حبل النجاة لمجمل الوضع الفلسطيني برمته. وتعهد السفير الفلسطيني في تصريحات صحفية بإغلاق مكتب حماس في اليمن وقال: نعاهد شعبنا وأشقاءنا في اليمن أن تبقى لفلسطين سفارة واحدة تمثل كل الفسلطينيين وتقدم خدماتها لكافة أبناء شعبنا دون تمييز بغض النظر عن الاختلافات في الرؤى والمواقف السياسية". وزاد: إن السفارة بيت الشعب الفلسطيني وتمثل جميع القوى السياسية بدون استثناء ولا يحق لأي جهة كانت أن تتجاوز السفارة في ذلك، خاصة وأنها الجهة الوحيدة المخولة بتمثيل فلسطين وشعبها أمام كافة الوزارات والمؤسسات الرسمية والشعبية. وطالب سفير دولة فلسطين بصنعاء الدكتور أحمد الديك السلطات اليمنية باعتماد آلية واضحة وجلية لجمع الأموال لدعم فلسطين، مشيرا إلى أن في اليمن العديد من الجمعيات التي تقوم بجمع أموال باسم فلسطين ولا يعرف شيء عن مصيرها. ويتبنى حزب الإصلاح اليمني جمع التبرعات دعما للفلسطينيين عبر جمعيات ومؤسسات خيرية مختلفة وفي المساجد والمهرجانات المختلفة. وقال الديك لأسبوعية الوسط " هناك العديد من الجمعيات والمسميات التي انبرت في الآونة الأخيرة لجمع الأموال في المساجد والساحات والطرقات وعبر سيارات تدور على المنازل باسم فلسطين مؤكدا عدم علاقة فلسطين بذلك "ونحن في سفارة دولة فلسطين نؤكد بأننا لا علاقة لنا بذلك ولا نعرف على وجه الدقة ما هي هذه الجهات ولا إلى من ترسل هذه الأموال ولا كيف تصرف ولا لمن تعطى ولا إلى أي القنوات تذهب. وفي رده على سؤال عما يمكن عمله لتجاوز هذا الإشكال قال: نطالب بأن تكون هناك آلية واضحة وجلية لجمع الأموال من أجل دعم الشعب الفلسطيني بشكل صحيح لا لبس فيه". مقترحا أن تتم عملية جمع الأموال من خلال الدولة وبأرقام حسابات معروفة تحت إشراف الدولة اليمنية". تأتي تلك التصريحات في وقت يعتزم فيه قيادي من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وممثلون عن منظمة التحرير الفلسطينية التي تهيمن عليها حركة فتح القيام بزيارة لليمن من أجل بحث مبادرة الرئيس علي عبد الله صالح للمصالحة بين الجماعتين الفلسطينيتين المتناحرتين. وقالت مصادر صحفية في اليمن انه س يصل منتصف الأسبوع القادم الى صنعاء وفدان من منظمة التحرير الفلسطينية بكافة فصائلها الوطنية من المتوقع أن يرأسه عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني ووفد من حركة المقاومة الإسلامية حماس يتوقع أن يرأسه الأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للبدء في حوارات بشأن مبادرة اليمن لرأب الصدع الفلسطيني وحل الخلافات العالقة وتوحيد الصف لمواجهة تحديات العدوان الإسرائيلي المستمر . وتأتي زيارة الوفدين إستجابة لدعوة يمنية للبحث في تفاصيل إنجاح مبادرة بلادنا والمكونة من سبع نقاط محددة والعمل على إنجاحها. ونسبت أسبوعية ( 26 سبتمبر ) لمصدر في مكتب حماس بصنعاء القول أن الحركة حددت أسماء أعضاء وفدها إلى الحوار في صنعاء وسيصل الوفد منتصف الأسبوع القادم وسيلتقي بالقيادة السياسية اليمنية . وأضاف المصدر أن هناك ترتيبات تجري لعقد لقاء بين وفدي حماس وفتح بإشراف البرلمان العربي وحضور ممثلين من السعودية الأخ إبراهيم الحلوة ومن مصر سعد الجمال ومن السودان محمد الأمين ومن اليمن الدكتور منصور الزنداني حيث سيسعى البرلمانيون العرب من خلال لقاءات منفردة مع وفدي حماس وفتح إلى التئام لقاءات مباشرة بينهما للنظر في المبادرة اليمنية وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية . وفي السياق ذاته أكد الدكتور أحمد الديك سفير دولة فلسطين وممثل منظمة التحرير الفلسطينية بصنعاء أن الرئيس أبو مازن عبر عن موافقته الصريحة والعلنية والواضحة على المبادرة اليمنية بكافة بنودها، مؤكداً موافقة منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل العمل الوطني الفلسطيني على المبادرة التي جاءت في ظروف فلسطين بأمس الحاجة لها لتوحيد الصف في وجه العدوان الصهيوني المتصاعد . وذكر السفير الفلسطيني أن أبو مازن قرر إرسال وفد رفيع المستوى يمثل منظمة التحرير الفلسطينية بكافة فصائلها إلى اليمن ليؤكد على جديته العالية في دعم وإنجاح المبادرة اليمنية ومباركتها . وكانت الأوساط الشعبية والسياسية الفلسطينية رحبت بالمبادرة اليمنية وإعتبرتها طوق النجاة للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها القضية الفلسطينية ، كما أيدها المندوبون الدائمون في الجامعة العربية في إجتماعهم الأخير بالقاهرة وإعتبروها أساساً مناسباً لحل المشاكل الفلسطينية . وقال صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن مبادرة الحكومة اليمنية تدعو حماس للتراجع عن "انقلابها" في غزة والقبول باتفاقات منظمة التحرير الفلسطينية مع اسرائيل واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة. وسيطر اسلاميو حماس على قطاع غزة في معارك ضد حركة فتح التي يقودها عباس في يونيو حزيران. وبعدها عزل عباس الحكومة التي تقودها حماس وعين حكومة جديدة مدعومة من الغرب في الضفة الغربية.