رغم مخاوف من ان يثير اول فيلم سينمائي يمني دشن عرضه مؤخرا ردود افعال غاضبة لدى جمعات التشدد الديني محليا ، اجمع نقاد سينمائيين عرب وغربيين على ان هذا الفلم والذي يحمل عنوان "الرهان الخاسر" يمثل رسالة من المجتمع اليمني الى العالم حول خطر الإرهاب الذي يتعرض له اليمن بوصفه فكرا دخيلا يرفضه المجتمع اليمني ويعرض صورة واضحة حول هذه الظاهرة والأسباب التي تؤدي إلى تناميها، والمخاطر التي تحدثها على المجتمع والبلد والجهود الحكومية التي تبذل لمواجهتها. ويحاول هذا الفيلم "الرهان الخاسر"الذي تمت ترجمته إلي اللغة الإنجليزية معالجة طائفة واسعة من القضايا المتصلة ب" الفكر الخاطيء في التطرف"، دون الإشارة الى جماعة دينية بعينها. وأوضح مخرج الفيلم فضل العلفي ان 'الرهان الخاسر' أنتج بالتعاون مع وزارة الداخلية اليمنية وبلغت تكاليف إنتاجه 10 ملايين ريال يمني (حوالي 50 ألف دولار) وتم تصويره في عدد من المواقع السياحية في اليمن، واستغرق تصويره شهورا، بينما كان عرضه الأول يوم الأحد الماضي. وقال: سيتم عرض هذا الفيلم في الجامعات والمدارس اليمنية قبل عرضه في شاشات القنوات التلفزيونية، لإعطاء صورة للجيل الجديد عن حجم الآثار السلبية التي تعكسها الأعمال الإرهابية على اليمن. وتعتبر الصحفية الانكليزية جيني هيل ان تأثير الفيلم على اليمنيين، الذين يحتمل استقطابهم، أمر متروك للمستقبل. وقالت "أعتقد انها محاولة لفتح حوار بين الجمهور اليمني وسواء كان سيستهدف ام لا الاشخاص الذين قد يصبحون فريسة للمتطرفين الدينيين فإن هذا محل جدل. لكني أعتقد أنها محاولة لتوعية الجمهور بخصوص عملية الاستقطاب ولفتح حوار هنا بين اليمنيين بخصوص عملية تحدث هنا في هذا المجتمع". وتناول هذا الفيلم الذي تدور أحداثه الدرامية على مدى ساعة و45 دقيقة الحياة اليمنية البسيطة والأعمال الإرهابية الدخيلة على المجتمع اليمني وأساليب التغرير التي تتبعها الجماعات الإرهابية في استقطاب الشباب اليمني، وبالذات الذين يعانون من الفقر والبطالة والفشل الحياتي، والذين يسهل تجنيدهم في صفوفها وتحويلهم إلى كتل من الحقد والكراهية ضد الآخر، باسم الجهاد دون تفكير أو إعمال للعقل. وتدور أحداث الفلم بمشاهد عاطفية محبوكة ومؤثرة، حول علاقة صداقة جمعت بين فتاة يمنية تعمل مرشدة سياحية وأخرى سائحة أوروبية شابة جاءت لزيارة اليمن مع والديها، حيث تقوم الفتاة اليمنية بتعريف السائحة الأوروبية بالعادات والتقاليد اليمنية، وعرض الفيلم تلقائية الإنسان اليمني في الترحيب بالضيوف وقبول الآخرين واحترام أفكارهم، في الوقت الذي عرض فيه مجموعة من الإرهابيين من أبناء المجتمع وأساليبهم في استقطاب الشباب العاطلين عن العمل إلى صفوفهم، ليستهدفوا فوجا سياحيا تصاب خلاله السائحة الأوروبية ووالدتها ويموت والدها في الحادث، كما تفقد الفتاة اليمنية أباها في الحادث الذي كان سائقا لإحدى سيارات الفوج السياحي، في حين قُتل أخوها، الذي استقطبته الجماعات الإرهابية، في هذه العملية الذي كان ضمن العناصر الإرهابية المنفذين لها. وانتهى الفيلم بوصول القوات الأمنية إلى كهف جبلي لجأ إليه عناصر قادة الجماعة الإرهابية واستعانت الأجهزة الأمنية في ذلك بأحد العناصر الإرهابية التائبين، وهناك وقعت معركة ساخنة بين الجانبين استخدمت فيها القوات الأمنية أحدث معداتها العسكرية وأدت إلى مقتل قائد المجموعة الإرهابية واعتقال من تبقى منهم.