لقيت حادثة مقتل الصحافيين الأجنبيين (أميركية وفرنسي) في القصف الهمجي على حمص أمس، ردود فعل دولية من أعلى المستويات، في الوقت الذي نأت فيه السلطات السورية بنفسها عن المسؤولية في مقتلهما بالقول «إنها لم تكن تعلم بوجودهما». وجاء أعنف رد فعل من باريس التي استدعت السفيرة السورية لديها. فقد قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «إن مقتل الصحافيين وما تتعرض له حمص منذ ثلاثة أسابيع وغيرها من المدن والأحياء السكنية في سوريا يثبت أن على هذا النظام التنحي». وأضاف ساركوزي «سأقدم بالطبع التعازي الى أسر ماري كولفين وريمي اوشليك، لكن أود القول إن مقتلهما بهذه الطريقة يدل على أهمية العمل الصحفي وكم هذه المهنة صعبة وخطرة». أما وزير خارجيته ألان جوبيه فطالب السلطات السورية بضمان ممر آمن لإسعاف الضحايا بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن موت كولفين واوشليك «يذكرنا بالمخاطر التي يتعرض لها الصحافيون لنقل الأحداث المروعة التي تقع في سوريا، وبالتالي يوضح لنا حجم المأساة التي يعيشها السوريون بسبب نظامهم». وقال وزير خارجيته وليام هيغ إن كولفين «جسدت القيم العليا للصحافة طوال مسيرتها المتميزة كمراسلة». وحمل هيغ الحكومات في جميع أنحاء العالم «مسؤولية التصرف بناء على هذه الحقيقة ومضاعفة الجهود لوقف الحملة الإرهابية الجديرة بالإزدراء لنظام الاسد». واعتبرت الولايات المتحدة أن مقتل الصحافيين يشكل «نموذجا جديدا على وحشية نظام الأسد». وأدانت روسيا بدورها الحادث. وقال بيان لوزارة الخارجية إن «موسكو تدين الحادث بقوة وقلقة جدا»، معتبرة أن هذا «الحدث المأساوي يؤكد مرة جديدة ضرورة قيام كل أطراف النزاع السوري بوقف العنف». من جهتها، أكدت السلطات السورية أنها لم تكن تعلم بوجود الصحافيين الغربيين (كولفين واوشليك) في حمص. وقال وزير الإعلام عدنان محمود «ليس لدينا أي علم بدخولهما أو وجودهما على الأراضي السورية. وطلبنا من السلطات المختصة في حمص البحث عن مكان وجودهما ومتابعة الموضوع». وأضاف محمود أن «الوزارة تطلب من جميع الإعلاميين الأجانب الذين دخلوا الى سوريا بطريقة غير شرعية مراجعة أقرب مركز للهجرة والجوازات لتسوية أوضاعهم وفق القوانين المرعية». * وكالات