الأطباق الشرقية حارة المذاق قبولا لدى شعوب الغرب ومنها الكارى. ليست النكهة والطعم فقط فيما يبدو وراء هذا الإقبال. دراسة علمية غذائية تخرج هذا الأسبوع من جامعة ولاية أوريجون الأمريكية تضيف بعدا صحيا للأمر Oregon State University. الكركم أحد مكونات الكارى. تابل يستخدم فى صورة مسحوق أصفر اللون مائل للبرتقالى يضفى لونا بديعا على الأرز حينما يضاف إلى الماء الذى يطهى فيه. عرفته الهند منذ أكثر من ألفين وخمسمائة عام حينما ذكر فى منهاج الأورفيدا الطبى لعلاج الأمراض والوقاية منها. يحتل الكركم فى الهند مقاما عاليا إذ يستخدم فى إحياء بعض من الطقوس الدينية ويحتل مكان الحنة فى كفوف العروس وصديقاتها فى الأفراح. تشير الدراسة إلى أن تناول الكارى والكركم من مكوناته يحفز جهاز الجسم المناعى على إفراز أحد البروتينات عظيمة الأثر فى مقاومة مختلف أنواع العدوى الباكتيريا، الفيروسات، الفطريات كلها سواء أمام قدرة هذا البروتين على مقاومة العدوى. يرمز إلى هذا البروتين ب CAMP ومن معلومات سبقت فى ذات المجال من المعروف أن فيتامين «د» له ذات الأثر فى تحفيز الجسم على إنتاج هذا البروتين المقاوم للعدوى. لا يقف الأمر عند هذا الحد فالدراسة التى نشرت هذا الأسبوع فى الدورية العلمية Journal of Nutritional Biochemistry تشير إلى فوائد أخرى حيوية للكركم كمضاد للأكسدة ومضاد للالتهاب. أهمية الكركم فى دعم الجهاز المناعى الفطرى innate immune System تجعل منه والكارى إضافة صحية للغذاء. الكركم فى الواقع لا طعم له إنما هو إضافة لونية بديعة للطعام لذا يمكن الحصول عليه من أنواع الكارى المختلفة فهو يستخدم فيها كلها بلا استثناء. يوجد أيضا الكركم فى بعض خلطات التوابل الهندية المعروفة التى تضاف للأرز البريانى وأنواع الدجاج التندورى وفاكهة البحر المطهوة على الطريقة الشرقية. يستخدم الكركم كثيرا مع الزعفران فى الأكلات العربية ومنها الخليجية والسعودية مضافا للأرز واللحوم.