لا يحبِّذ الإخوان المسلمون الاستفادةَ من التجارب، بما فيها تجاربهم، كانت لديهم فرصة تاريخية للخروج من السلطة في مصر، ومن بابٍ مُشرِّفٍ يحفظ لهم ماءَ الوجه النازف، لكنهم أضاعوها وعضُّوا على السلطة بالنواجذ حتى اقتُلعوا منها مع نواجذهم، وعادوا إلى السجون. وفي اليمن يتشبَّث الإخوان بحكومة باسندوة الفاشلة العاجزة الهالكة والمهلكة، ويسدُّون كلَّ الطرق إلى استبدالها بحكومة وطنية تنقذ ما يمكن إنقاذه ، وهو الأمر الذي سينتهي باقتلاعهم واقتلاع نواجذهم.
النائب صالح البرعي نصح الحكومة التي تديرها جماعة الإخوان أن ترحل بما بقي من شرف، إن كان بقي، لكن اللحظات الأخيرة في حياة الغريق لا تسعفه للاستماع لصوت العقل، والتفكير في أن نجاته تتمثَّل في خروجه من البحيرة وليس في المزيد من التجديف نحو العمق.
لقد قطعت الجماعة مضماراً من أخونة الدولة في شتى مؤسساتها، ولا سيما الجيش والأمن والإعلام، وقد أغراها ذلك بالمزيد، والتشبُّث بالمسؤولين الفاسدين غارسي «الأخونة».
انتكس الاقتصاد في عهد حكومة المبادرة على نحو يهدد بانهيار الدولة، فلا أمن ولا استثمار ولا فرص عمل، ولا علاقات طيبة مع الأشقاء، ولا شيء مما يدل على أنه ما يزال لدى اليمن دولة وحكومة.. ما يوجد هو جماعة المصالح الحزبية والسياسية والاقتصادية، وتتخذ السلطة سوقاً للتكسُّب على حساب الوطن وأبنائه.
لقد كان من الطبيعي أن تنشأ بموازاة الانحدار الخطير تلك الأزمات التي تفتك بالمواطن على نحو مريع.
إن بقاء الحكومة- لمزيد من الوقت- سيلحق بالبلاد مزيداً من النكسات والضربات و»الأخونة» القاتلة في مفاصلها، ومن هذا المنطلق أصبح ترحيلها، قسرياً، فرضاً وطنياً واجباً على كل يمني. سيرحلون إلى غير رجعة.