خاص - تبدأ وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء زيارة رسمية هامة إلى اليمن يتوقع أن تلتقي خلالها كبار المسؤولين اليمنيين، وأن تتمحور محادثاتها في اليمن حول القضايا الأمنية ذات الصلة بالحرب على الإرهاب.. وتعد هذه الزيارة الأولى لوزير خارجية أمريكي منذ 20 عاما منذ زيارة وزير الخارجية الامريكي جميس بيكر لصنعاء في عام 1990. وينظر إلى هذه الزيارة بانها ستدشن مرحلة جديدة من التدخل الأمريكي في الشئون اليمنية , بعد ان اخذ القلق الإرهابي الآتي من اليمن يحتل أولوية في أجندة السياسة الخارجية الأمريكية . وحسب مصادر سياسية فان كلينتون تحمل وساطة أمريكية في محاولة للتوفيق بين أحزاب المعارضة والحزب الحاكم في اليمن اليمنية للجلوس على طاولة حوار شامل يفضي الى اتفاق لتمرير الانتخابات البرلمانية القادمة و التوافق حول التعديلات الدستورية. وكانت أحزاب المشترك قد نادت أكثر من مرة بعقد الحوار مع الحزب الحاكم تحت مظلة دولية الا ان الكثيرين وخصوصا الجناح المتدين في حزب الإصلاح وبعض الأجنحة القومية للأحزاب من التدخل في الشأن اليمني , وكان الحزب الحاكم قد رفض تصريح سابق للخارجية الأمريكية واعتبره تدخلا في الشأن اليمني . وتصر الحكومة اليمنية على انها من تقوم بالعمليات التي تتعقب عناصر تنظيم القاعدة , حتى بعد إن كشفت وثائق ويكليكس عكس ذلك , ومن المفارقات ان تقوم السلطة بالترحيب سرا بالعمليات الأمريكية ضد القاعدة على الأراضي اليمنية وترفض التدخل الأمريكي في الساحة السياسية , في حين تنتقد المعارضة الولاياتالمتحدة وتتهمها بقتل المئات من اليمنيين في حين ترحب بها في التدخل بشأن الصراع السياسي مع الحزب الحاكم , ومابين الموقفين يبقى ارضاء امريكا هما مشتركا للطرفين وهذا ما يمكن ان يكون مباركة غير صريحة من الطرفين بالتدخل في الشأن اليمني . وفي الوقت الذي تنتظر الساحة السياسية في اليمن ما ستتمخض عنه زيارة هيلاري كلينتون , أعلنت وزارة الداخلية إنها وجهت الوحدات الأمنية المكلفة بحماية وتأمين نقاط الحزام الأمني المحيط بأمانة العاصمة بتشديد إجراءاتها الأمنية وإتخاذ كافة التدابير والاحتياطات لإحكام السيطرة الأمنية على المنافذ والفتحات والثغرات الموجودة في الحزام الأمني . وكانت السفيرة الأميركية السابقة لدى اليمن باربارا بودين قد تركيز حكومة بلادها خلال الفترة الماضية في علاقاتها مع اليمن على قضايا الإرهاب والقاعدة، والذي أفقد تلك العلاقة إمكانية المساهمة مع اليمن في مجال التنمية البشرية والاقتصاد والبناء المؤسسي والتنمية والديمقراطية. بودين والتي تزور اليمن وتسبق زيارة مرتقبة للخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت بأنه لا يجب التعامل مع اليمن عبر عدسة الإرهاب فقط ووضع العلاقات كلها في تلك العدسة لأن أمريكا طيلة 19 عام تتعامل مع اليمن عبر عدسه واحده، معترفة بوجود قصر نظر في سياسة بلادها تجاه اليمن، وعدم متانة علاقة حكومتها بحكومة صنعاء قبل مجيئها سفيرة لليمن في العام 1997م، لكنها أشارت إلى أن علاقات أمريكا مع اليمن خلال عقد من الزمن بأنها علاقات جميلة ورائعة ودعت بودين في محاضرة لها بصنعاء بلادها إلى أن تنظر إلى اليمن على المدى البعيد عبر قضايا التنمية والديمقراطية وليس الأمن فقط، منوهة إلى أن العلاقات بين اليمن وأمريكا لم تكن متينة قبل سنة 97م بسبب عدم قيام الجانبين بما ينبغي القيام به في الوقت الذي ركزت فيه هذه العلاقة خلال السنوات الأخيرة على محاربة الإرهاب فقط، لكنها أكدت أن " الأمن مهم جدا" ، بمقابل تأكيد آخر بأن "البوليس لا يفرض دولة".