أعلن مصدر بالخارجية اليمنية اليوم الأربعاء أن سفير اليمن لدى واشنطن سيطلب من السلطات الأميركية فتح تحقيق في وفاة سجين يمني بمعتقل غونتانامو. وقال المصدر الذي لم يذكر اسمه فى بيان مقتضب " تم تكليف السفير عبد الوهاب الحجري سفير بلادنا لدى الولاياتالمتحدة الأميركية بمخاطبة السلطات الأميركية بشأن واقعة وفاة اليمني محمد أحمد عبدالله صالح البالغ من العمر 31 عاما " مساء أمس الثلاثاء. ونقلت وكالة يو بي آي عن المصدر الدبلوماسي قوله أن سفارة اليمن بواشنطن ستقوم بمتابعة التحقيق عبر طاقهما المتواجد هناك. وكان الجيش الأمريكي أعلن مساء الثلاثاء انتحار يمني معتقل في سجن غوانتانامو العسكري منذ 2002، دون الإفصاح عن ملابسات الحادث الخامس من نوعه، بعد انتحار ثلاثة سعوديين ورابع يمني. من جانبها ذكرت وكالة سبأ أن مساعد وزير الدفاع الاميركي لشؤون المعتقلين فيليب كارتر أعلن أمس الثلاثاء عن وفاة أحد المعتقلين اليمنيين بقاعدة غونتانامو. وقال كارتر أنه أبلغ السفير اليمني بواشنطن عبدالوهاب الحجري خلال لقائه أمس إن المعتقل محمد أحمد عبد الله صالح البالغ من العمر(31 عاماً) توفي منتحرا, بحسب زعمه . من جانبه أعرب السفير الحجري عن أسفه الشديد لوفاة المعتقل اليمني في قاعدة غوانتانامو, مطالبا بسرعة فتح ملف تحقيق للحادثة المؤسفة وتعجيل نقل جثمان المعتقل إلى اليمن . وقال الحجري أنه كلف مسؤول الشؤون السياسية والامنية بالسفارة اليمنية في واشنطن خالد الكثيري, بزيارة غوانتانامو لمعاينة جثمان المتوفى ومرافقة نقلها إلى صنعاء, مطالبا السلطات الأمريكية بسرعة إغلاق معتقل غوانتانامو . وكان الجانبان قد ناقشا خلال اللقاء قضايا التعاون المشترك بين اليمن والولاياتالمتحدة الاميركية في مكافحة الإرهاب وسبل تعزيزها , بالاضافة إلى مناقشة أوضاع المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو وكذا الإجراءات المرتقبة لإغلاق المعتقل . الجدير بالذكر ان السلطات الأمريكية نقلت المعتقل المتوفى من أفغانستان إلى غوانتانامو في شهر فبراير 2002م هذا بينما قالت القيادة الجنوبية للجيش الأمريكي، في بيان، إن الحراس، أثناء جولة تفقد روتينية للمعتقلين، عثروا على محمد أحمد عبد الله صالح، والمكنى ب"الحنشي"، 31 عاما، فاقدا الوعي، وفشلت الجهود الطبية في إنعاشه. واكتفت الناطقة باسم المعتقل العسكري، الرائد ديانا هايني، بنفي انتحار "الحنشي" بضرب رأسه، دون إبداء المزيد من التفاصيل بشأن كيفية انتحاره. وقالت إنه سيجرى تشريح جثمان "الحنشي"، وهو ليس ضمن المعتقلين المعتزم الإفراج عنهم، قبيل إعادته إلى اليمن. وقالت إدارة المعتقل العسكري، الواقع في خليج غوانتاناموبكوبا، إن مختصاً بالشؤون الثقافية، يقدم المساعدة لضمان استمرار التعامل مع المحتجزين بأسلوب يراعي الحساسيات الثقافية والدينية." وأوضح الجيش الأمريكي أن "الحنشي"، الذي دخل أفغانستان في 2001، اعترف بقتاله في صفوف طالبان، كما أشارت تقارير استخباراتية لإقامته في أربعة مراكز مختلفة للقاعدة وطالبان، قبيل اعتقاله في "مزار الشريف." ويتحفظ الجيش الأمريكي، ومنذ عام 2002، على أكثر من 200 معتقل في السجن العسكري، المثير للجدل، الذي تعهدت إدارة الرئيس، باراك أوباما، بإغلاقه غير أن إيجاد مكان لنقل المحتجزين إليه يقف حجر عثرة أمام تلك الخطوة. وتقول منظمات حقوقية إن عشرات من المحتجزين في "معسكر دلتا " حاولوا الانتحار، ولفتت منظمة العفو الدولية "أمنستي" إلى الحالة النفسية والجسمانية لمعتقل يمني حاول الإقدام على الانتحار بقطع شرايين يده. وشهد المعتقل، الذي تطالب المنظمات الحقوقية بإغلاقه، خمسة حوادث انتحاري: أقدم سعوديان ويمني على الانتحار بشنق أنفسهم عام 2006، فيما أقدم سعودي ثالث على قتل نفسه في 2007. وجدد الرئيس الأمريكي في أواخر مايو/أيار الفائت، التزامه بإغلاق المعتقل "سيء السمعة"، قائلاً إنه "أدى إلى تزايد التهديدات الموجهة للولايات المتحدة"، مشدداً في الوقت نفسه على أنه سيتم توفير "محاكمة عادلة" للمعتقلين. وتابع أوباما أن معتقل غوانتانامو " أدى إلى تزايد الإرهابيين بدلا من القضاء عليهم"، إلا أنه شدد قائلا " لن نطلق سراح أي شخص، إذا شعرنا أن ذلك سيعرض أمننا للخطر"، وقال" لا يمكننا حماية أمننا القومي ما لم نحافظ على قيمنا"، مشيراً إلى أنه منع أساليب التعذيب، مثل وسيلة "الإغراق بالمياه"، معتبراً أنها "منافية للقانون." ويذكر أن تقريرا جديدا لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" كشف عن أن عدد المعتقلين السابقين في معتقل غوانتانامو بخليج كوبا، ممن أفرج عنهم وعادوا لممارسة الأنشطة الإرهابية زاد عما كان عليه سابقا.