عجبت من أمر ساحات الحراك, فالكل يسيح فيها، حتى أصبحت كمعلم أثري متداعي الأركان، مهدد بالسقوط فوق رؤوس السياح الذين أدمنوا الرحلات المكوكية بين اليمن والقاهرة وبيروت وإيران. فبالأمس عاد وفد “الزمرة” من القاهرة بعد انفضاض المولد الألماني الذي أقيم لهم في القاهرة وخروجهم منه بلا : حمص وبلا “حمبص”. وبالأمس عاد رمز “الطغمة” المناضل الكبير “باعوم” من مشفاه بألمانيا ليعقد مولداً صحفياً على غرار المولد الألماني، ولكن ليتعارض مع توجهات أصحابه, ويتمسك بقبضة حديدية, لا أدرى من أين استمدها، وهو المريض المتنقل بين عواصم العالم طلباً للعلاج, نقول: عاد للتمسك بقوة بأطروحات زعيم “الطغمة” على البيض ويعلنها صريحة التمسك بفك الارتباط. وبالأمس “عصدت” الشريحتان “الطغمة” و”الزمرة” حضرموت، وشاركهما في هذا “العصيد” أشاوس ساحة “التغيير” بالمكلا وسيئون، المعارضون لفك الارتباط والفيدرالية معاً، والمطالبون بوحدة وتماسك اليمن, ليخلقوا, ومن حيث لا يدرون, حالات مخيفة من التصدع في كيان حضرموت الوحدوية. أما اليوم, وما بين هذا اليوم والأمس أسبوع واحد, فقد دبّت في أوصال أبناء الجنوب ما يشبه بحمى الضنك من جراء التسابق المحموم لبسط النفوذ على “عدن” و “حضرموت” كبريات عواصم المحافظات الجنوبية. ومما زاد الطين بلّة دخول “القاعدة” في هذا “المار ثوان البسطي”, وكل فئة فيها تحمل المعول و”المجرفة” لهدم ما تبقى فيهن، أي عدن والمكلا من حياة ومدنية وحضارة. أما “صنعاء” فإن حرب الوزارات والمؤسسات جعلها تردد بيت جدّها عبدالله البردوني القائل: ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي مليحة عاشقاها السل والجرب وعزاؤنا الوحيد في “تعز” فقد بدأت تتعافى من دوامة الساحات وحمى ضنك الأحزاب بفضل محافظها التكنوقراطي، وصحيفتها المهنية هذه العزيزة، وثقافة ومدنية رجالاتها وشبابها وشيوخها، فلها منا تعظيم سلام. قال الشاعر: وقد طوّفت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب ( امرؤ القيس الحضرمي) [email protected]