قالت مصادر مقربة من وفد المعارضة السورية إن المسؤولين الروس أبلغوهم بأن موسكو على استعداد لدعم تشكيل الهيئة الانتقالية خلال المرحلة الثانية من جنيف 2 التي ستبدأ الاثنين. وذكرت المصادر أن الروس جددوا لوفد المعارضة، الذي تم استقباله على أعلى مستوى، أنهم لا يشترطون بقاء الأسد في السلطة، لكنهم يريدون ضمانات جدية حول مصالحهم في سوريا، وأبدوا تخوفهم من وصول إسلاميين متشددين لحكم سوريا في الانتخابات التي ستكون مهمة الهيئة الانتقالية تحضير الظروف الجيدة لإنجاحها. وكان رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد الجربا التقى الثلاثاء في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في محاولة منه لإقناع موسكو بالضغط على حليفها بشار الأسد للقبول بتشكيل هيئة حكم انتقالي بعد إفشال النظام للجولة الأولى من المفاوضات. وكانت المفاوضات التي استمرت عشرة أيام في جنيف بين ممثلين عن كل من النظام السوري والمعارضة، بمبادرة من الولاياتالمتحدةوروسيا، انتهت الجمعة دون أن تسفر عن أية نتيجة محسوسة. ولم ينجح طرفا النزاع في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ولم يبحثا في تشكيل حكومة انتقالية، ولا حتى توصلا إلى اتفاق لإيصال مساعدات إنسانية إلى الأحياء المحاصرة في مدينة حمص. وقال مراقبون إن روسيا مستعدة للتخلي عن الأسد كما فعلت في السابق مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وكذلك مع العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وقد رفعت يدها عنهما في آخر لحظة بعد حصولها على ضمانات دولية وإقليمية بالحفاظ على مصالحها. واعتبر المراقبون أن الكرملين أسقط كل تحفظاته السابقة بخصوص وفد الائتلاف واستقبله كجهة سياسية معترف بها، ما يوحي بأن روسيا مستعدة للاعتراف به والتعاون معه وأنها لم تحسب حسابا لغضب نظام الأسد أو احتجاجه. وذكر مقربون من المعارضة السورية أن قيادة الائتلاف طمأنت الروس على مصالحهم خاصة ما تعلق بالقاعدة البحرية طرطوس، وأن سوريا في المرحلة القادمة لن تكون معادية لهم. وكشف المقربون أن القيادة الروسية ضغطت على النظام لإعلان مشاركته في الجولة الثانية من مفاوضات جنيف دون شروط، وطالبت بوقف التصريحات التي توتّر أجواء التفاوض. وسبق لموسكو أن لوحت أكثر من مرة بأنها مستعدة لدراسة مستقبل الأسد، وأنها منفتحة على مختلف المبادرات، وهو ما ذكره الجربا في جنيف بعد لقائه لافروف في باريس حيث أكد أن روسيا أكدت للائتلاف أنها ليست متشبثة ببقاء الأسد. وأوضح “الجربا”، خلال مؤتمر صحفي بجنيف “التقينا بلافروف الأسبوع الماضي في باريس، وقد أكد لنا أن روسيا ليست متشبثة بالأسد”، مضيفا أن لافروف قال إن هذا أمر يقرره السوريون. وكانت مصادر سعودية قد كشفت ل”العرب” أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في مكالمة هاتفية منذ أسابيع، أن موسكو موافقة على ذهاب بشار الأسد وأنها مستعدة لوقف فوري للدعم الموجه له إذا قدمت المعارضة السورية بديلا يحمي مصالح روسيا والأقليات. وكشفت المصادر أن موسكو تريد أن تتولى خلافة الأسد شخصية علوية تحوز على ثقة المعارضة من ناحية وتطمئن العلويين على مصيرهم من ناحية ثانية. وتوسعت دائرة الضغوط على نظام الأسد من أجل التخلي عن أسلوب اللامبالاة في التعاطي مع القضايا المختلفة، ونجحت الأممالمتحدة في فرض مرور المساعدات للأحياء المحاصرة في حمص.