ما هي أقدم نكتة في اليمن؟! سأخبركم عنها في نهاية المقال. تأخير الإجابة ليس لتشويقكم ولكن لتحاشي الغبار الذي يتصاعد من الفم عندما يقول الواحد نكتة قديمة مللنا من سماعها وترديدها. وهذا لا يعني أن النكت القديمة يغطيها الغبار، بالعكس أكثر النكت حكمة وظرافة هي تلك التي قيلت في العصور البدائية والحجرية وما تلاها. على سبيل المثال: في عام 1600 قبل الميلاد تم تدوين أول نكتة بالهيروغليفية في برديات ويستكار ومضمون النكتة يقول: "أفضل طريقة لإسعاد فرعون يشعر بالملل، أن ترسل شحنة من الفتيات عبر النهر لا يرتدين إلا شبكات صيد، ثم تقنع الفرعون بأن يذهب ليصطاد سمكه". في حين يرى رواد فن "الزبج" الأوائل من سلالة أبينا آدم، أن أقدم نكتة مدونة في التاريخ وجدت على ورق بردي فرعوني ويعود تاريخها إلى سنة 3200 قبل الميلاد، وهذه النكتة المكونة من خمسة أسطر لخّصها اليمني القديم بسطرين فقال: "الدّيمة الدّيمة الا قلبنا بابها"، ومضمون النكتة الفرعونية يقول: "كان أحد الكتبة يعمل في غرفة بمعبد "تحوت" فأزعجته الجلبة المنبعثة من الغرفتين اللتين تحيطان بغرفته، وكان يقيم في إحداهما نجار وفي الأخرى حداد، ولما أوشك أن يجن من الضوضاء قصد النجار ودفع إليه مبلغا من المال لكي يغادر غرفته إلى غرفة أخرى، ثم فعل ذلك مع الحداد وقبل الرجلان، وفي اليوم الموالي انتقل الحداد إلى غرفة النجار وانتقل النجار إلى غرفة الحداد وظل الوضع على ما هو عليه ولم يتغيّر شيء". ومن أقدم النكت في التاريخ أيضا نكتة تحدثت عن غلاء المهور دُوِّنت بالهيروغليفية في العصر البلطمي عام 304 قبل الميلاد ومضمونها: "الرجال أكثر من الحمير رغبة في التزاوج، لكن أكياس النقود هي الشيء الوحيد الذي يعوقهم". أقدم نكتة يمنية مغطاة بثلاثة أكياس غبار لذا أنصحكم بارتداء الكمامات وانتم تسمعونها: "طريق الحسينية - ذمار"، تم تدوينها باللغة "الخرطية" على أحجار الأساس السوداء التي أصبحت من مقتنيات المتحف الوطني.