كعادتها دائما,كانت ساحة الحرية بمدينة تعز تتألق بسيل من البشر,هم أعتادوا على تأديةفريضة"الجهادالسلمي" كل يوم في سبيل الله والوطن ..ولقمة العيش الشريفة! لقد تلاشت من أذهان الناس فكرة" حزم الأمتعة والرصاص" والالتحاق بكتائب عز الدين القسام المرايطة في مداخل "غزة" كطريقة وحيدة لمن أراد أن ينال شرف الجهاد,جمهورية الحرية تفتح أبوابها لكل من أراد نيل هذا الشرف الجليل,فالمسألة لاتحتاج لأكثر من "اخلاص النية" لله عزوجل والاعتقاد الجازم بأن "جلد علي عبد الله صالح" في ساحة الحرية لايقل شرفا وقداسة وثوابا عند الله من تدمير بارجة أمريكية أو اسرائيلية في المياه الدولية!! لن أذهب بعيدا عن صلب الموضوع الذي أردت أن أتطرق اليه, الموضوع المتعلق بسرد واقع ماكانت عليه ساحة الحرية ليلة أمس..أو ربما ماكنت عليه أنا ساعة هطول الأمطار التي لم أعهدها تبلل جسدي المنهك بين حشود مليونية اّثرت البقاء تحت أمزان السماء الكثيفة واستغلال هذه الفرصة"الذهبية"_التي تفتح فيها أبواب السماء_ لتعميد شكواها المقدمة الى الرب بالنيابة عن شعب أرهق كاهله نظام "صالح" المتوحش,النظام الذي يمارس هواية التجرد من كل القيم والأخلاق والمثل الانسانية السامية!! أدت تلك الحشود الهادرة فرض صلاة المغرب,ثم العشاء…ولم ينسى الامام_كعادته_ أن يوجه قسطا جديدا من سهام الدعوات المظلومة على الظالم فيما بات يعرف ب"قنوت الضرورة الملحة" في الركعة الأخيرة من كل صلاة مفروضة!؟ …وسلم الامام,وفرغت الجموع من الصلاة, لكن السماء لم تمهل "حبكة الأقدام" وضوضاء"البرطعة" حيث سبقت أمزانها الجميع,وبدأت زخات المطر الباردة تتقاطر على الرؤوس في مشهد مهيب أوقف حركة الأقدام حيث تحولت تلك الحشود الصاخبة الى" كتلة بشرية ضخمة متلاحمة" تنادي السماء بصوت هادر"ياالله يالله,أسقط علي عبد الله"!! أطلقت العنان لحبالي الصوتية وذاب صراخي مع الهتاف_الدعاء_ فيما كانت ثمة هواجس تجول في عقلي بجنون "بلطجية النظام" وأجهزته القمعية في محاولة لأقناعه بأن الرئيس أصبح الأن وحيداّ الا من "حثالة" غارقة في هستيريا الخوف من قادم غايته الأولى والأسمى اسدال الستار عن حياة الترف اللاأخلاقي المقزز والثراء المتسرب من مواسير المشروعية الدينية والقانونية والأخلاقية وو…الخ. توقفت السماء عن البكاء وأخذ موج الهتاف الصاخب ينحسر شيئا فشيئا,لأترك الساحة على وقع غليان سؤال ملح..يتنظر ثلوج اجابة" ملحة أيضاّ" :ما الذي تخبئه الأقدار لهذا الشعب,وأي نهاية تلك التي ترسمها السماء ل"علي عبد الله صالح"_الدولة والحاكم_…!!؟