دعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في بيان الخميس، مجلس الأمن الدولي إلى دعم تفويض بعثة حفظ السلام الأممية في ساحل العاج حتى يمكنها استخدام "كل الوسائل اللازمة" لحماية الحياة والممتلكات. وقالت إن الهدف أيضا هو تسهيل الانتقال الفوري للسلطة إلى الحسن وتارا المعترف به دوليا كفائز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وصدر هذا البيان خلال اجتماع دام يومين عقدته مجموعة إيكواس -التي تضم 15 دولة- في العاصمة النيجيرية أبوجا هيمنت عليه قضية ساحل العاج. وتضم البعثة الأممية عشرة آلاف عنصر، غير أنها تعمل في ظروف صعبة وتتعرض لانتقادات وهجمات من عناصر الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو الذي يطالب برحيلها ويعتبرها عدوا لساحل العاج. وحذرت المجموعة من أن الوضع في ساحل العاج يزداد تدهورا، معبرة عن مخاوفها من اندلاع حرب أهلية في هذا البلد. وبدوره أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ في رسالة إلى قمة أبوجا عن قلقه من التطورات التي حصلت في ساحل العاج خلال الأسابيع الأخيرة. ومن جهة أخرى طلبت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا من مجلس الأمن الدولي تبني المزيد من العقوبات "المركزة" ضد غباغبو. ودعت إيكواس الأممالمتحدة والمجتمع الدولي إلى "وضع حد وبالسرعة الممكنة" للأزمة في ساحل العاج. ولوح مسؤولون بإيكواس في تصريحاتهم بالقوة العسكرية ضد نظام غباغبو، حيث أعلن الرئيس النيجيري غودلوك جوناتان الأربعاء أن المجموعة "تدرس احتمال التوجه بطلب إلى الأممالمتحدة للذهاب بعيدا في ردها على العنف الحاصل في ساحل العاج". مع العلم أن نفس المجموعة الأفريقية هددت في ديسمبر/كانون الأول الماضي باستخدام القوة لإزاحة لوران غباغبو عن السلطة إذا رفض تركها للحسن وتارا. خلاف غير أن خيار القوة العسكرية غير محبذ لدى كل أعضاء مجموعة الإيكواس، وفي هذا الصدد أعلن الرئيس الغيني ألفا كوندي الذي غاب عن قمة المجموعة الخميس أنه يعارض "التدخل العسكري" في ساحل العاج. وقال من باريس إن موقفه هو نفس الموقف الذي يتبناه الاتحاد الأفريقي. وعلى صعيد التطورات الميدانية، كشفت حصيلة أممية الخميس أن عدد القتلى جراء العنف الدائر في ساحل العاج منذ نهاية 2010 وصل إلى 462، بينهم 52 لقوا حتفهم خلال الأسبوع الأخير. وقال التقرير إن غرب البلاد يعاني من أعمال عنف واضطرابات، مشيرا إلى تعرض مستودع تابع لوكالة الأممالمتحدة للاجئين للنهب من قبل مجموعة مليشيات. ومن جهة أخرى، كشف شهود عيان أن آلاف الأشخاص فروا إلى شرق البلاد هروبا من المعارك الجارية بين قوات غباغبو وقوات وتارا.