حذر المدير العام المساعد لمركز الأورام في صنعاء الدكتور أحمد شملان من تأخر الكشف المبكر عن الأورام السرطانية لما يترتب عليه من تطور للحالة المرضية تؤدي للوفاة ، وطالب الدكتور هاشم عون الله الوكيل المساعد للمشاريع الممولة خارجيا في وزارة التخطيط والتعاون الدولي بعدم التوظيف السياسي للقضايا التنموية والفنية . جاء ذلك في المحاضرة التي القياها الاثنين الموافق 18 أغسطس 2008 في مركز سبأ للدراسات الإستراتيجية حول الأورام الشائعة في اليمن (الأسباب _ المعالجات) وفي مستهل حديثه د قالمدير عام مركز الأورام في صنعاء الدكتور أحمد شملان: أن مشكلة السرطان في اليمن في العالب مشكلة مميمتة نتيجة لعدم التشخيص المبكر وأن الحالات التي تصل إلى مركز الأورام لاتصل إلا بعد ان تكون وصلت إلى مرحلة حرجة مما يرفع من نسبة عدد الوفيات بسبب الأورام السرطانية. وأضاف أن عدد حالات السرطان المسجلة في المركز منذ إنشائه مطلع العام 2005 بلغت 13 ألف حالة مشيرا إلى ان مابين 80 إلى 90 % من الحالات لاتصل إلى المركز إلا بعد ان تكون في مراحلها النهائية مما يرفع من معدل الوفيات بسبب هذا المرض . وحول أنواع السرطان قال إنه بمقارنة الحالات المرضية في اليمن بمثيلاتها في العالم فإنها مختلفة عنها اختلافا بينا موضحا على سبيل المثال أن الأنواع الشائعة في الولاياتالمتحدةالأمريكية ،يأتي سرطان البرستاتا في رأس القائمة يليه ، القولون ، المثانة ، الغدد الليمفاوية ، ثم سرطان الثدي ، فيماجاء سرطان الجهاز الهضمي(الكبد، المعدة ، البلعوم النفي ) في اليمن على رأس القائمة يليه سرطان الغدد اللمفاوية ، الثدي ، البلعوم ، ثم الرأس والعنق . مؤكدا ان معدل زيادة المرض في البلاد حسب الإحصاءات المسجلة في مركز الأورام ترتفع تبعا لمعدل الكثافة السكانية وارجع شملان تفاقم انتشار الأورام السرطانية في اليمن طبقا للحالات المسجلة في مركز الأورام ، إلى جملة من الأسباب منها وراثية ، غذائية ، كيميائية ، فزيائية مشددا على أن اهمها ، تزايد استعمال المبيدات الكيماوية والأسمدة في القات والخضروات والفواكه ، التدخين ،النشتة ،الشمة ، الشيشة، سوء التغذية وفقر القيمة الغذائية في الغذا لدى المصابين ، فقر الدم ، قلة الوعي الصحي الذي يحول دون الكشف المبكر عن الحالات السرطانية القابلة للشفأ مما يفسر ارتفاع حالات سرطان الجهاز الهضمي والغدد المفاوية مقارنة بلأورام الأخرى . وسرد عدد من العوامل التي تؤدي إلى وفاة المريض بالسرطان مثل : غياب الاكتشاف المبكر ، غياب الدقة في تحديد الورم ، غياب التشخيص الدقيق فالمريض ورغم مروره على اكثر من طبيب تتطور حالته دون انتباه لها . مضيفا أن من ضمن الأسباب المؤدية إلى انتشار السرطان مضاعفات مرضية لأشخاص لم يتداوا بشكل نهائي من امراض سابقة تعرضوا لها . من جهته قال الدكتور هاشم عون الله الوكيل المساعد للمشاريع الممولة خارجيا في وزارة التخطيط والتعاون الدولي أن اليمن بسبب تزايد النمو السكاني يحتاج إلى خدمات صحية تواكب تزايد أعداد سكانه موضحا في هذا الصدد أن نسبة الخصوبة في البلاد من اعلى المعدلات 6.5 لكل أمرأة وهو ما يساوي ولادة 800 ألف طفل سنويا يتعرضون لأمراض مختلفة، كالملاريا ، الإلتهابات الصدرية ، الإسهالات نتيجة لمحدودية التغطية الصحية لاتتجاوز 55% فقط مما يترتب عليه عدم المساواه وقلة جودة وكفاية الخدمات الصحية مؤكدا ان النظام الصحي ضعيف ويحتاج إلى تقوية بما يقلل التفاوت بين المراكز الحضرية والأرياف وحذر عون من ضعف الترصد الوبائي في البلاد مشيرا في هذا السياق أنه على الرغم من الإنفاق على برنامج الترصد الوبائي منذ بداية التسعينيات إلا أنه يبقى من البرامج في قائمة الخدمات الصحية وعدم الاهتمام به يشكل تهديدا للصحة العامة . وطالب الوكيل المساعد للمشاريع الممولة خارجيا في وزارة التخطيط والتعاون الدولي بالابتعاد عن الإستغلال السياسي للقضايا الصحية والتنموية قائلا : يجب عدم نوظيف الكلام توظيفيا سياسيا لأن هذا الخلط يضعف الاهتمام بالمشكلة مؤكدا على ان المشاكل التنموية والفنية لابد ان تطرح بعيدا عن السياسية وأن المسئول عندما لايقوم بواجبه يجب ان يسأل .