إن المتتبع والمتمعن لوضعنا الحالي في الجنوب وحضرموت خاصة يرى أن المستوطنون الشماليين في ازدياد لا نقول أن زيادتهم من الناحية السكانية والاستيطانية . بل من الناحية الاقتصادية والتوغل في كثير من أمورنا وشؤوننا الحياتية . فكثير من مالكي البقالات وأصحاب الأفران ومحلات الأقمشة والبسطات وأكشاك الخضار والبساط هم من الشماليين . فهم ما وصلوا إلى هذه المرحلة اعتباطاً كما يظن البعض بل والكثير منا .. بل وصلوا بعد دراسة لحالنا وواقعنا فخططوا وعملوا على توزيع الأدوار فيما بينهم في كافة النواحي العسكرية والاجتماعية والاقتصادية من المسئول والضابط إلى الفران والبائع البسيط على بسطته , فتراهم يعملون كمنظومة واحدة أهدافهم واحدة , حتى يمكنهم السيطرة علينا ويرغموننا على تقبّل الواقع الذي هم يريدونه لنا ويكونوا مستعدين لأي مشاريع لا تخدم مصالحهم.. فهم يعملون بصمت مع النظام إن لم نقل أنهم من النظام فتراهم تم توزيعهم في كل مناطق حضرموت حتى المناطق النائية والبدوية والجبلية التي حتى أبناءها بدوا في الهجرة منها لضيق العيش فيها وقلة الأعمال بها .. جابهوا الصعاب لتحقيق أهدافهم. فترى أن معاملتهم معنا لا تنم عن معاملات التجار والمترزقين الذين يطلبون الله في قوتهم وقوت عيالهم بل يغامرون في صفقات وبيعات ليس من ورائها الربع فيصرّفون بضاعتهم بأسعار زهيدة ويستأجرون المحلات بإيجارات مرتفعة مما حدا بنا التعامل معهم في البيع والشراء وفي كل متطلبات حياتنا اليومية .. ليسأل أو ليحسب أحدنا عدد البقالات والبسطات والأفران في حيه ومنطقته خصوصاً المدن في حضرموت والمكلا بالأخص على سبيل المثال كم عدد محلات الشماليين وكم عد محلات الحضارم.. نعم أنهم يعملون بصمت سواء في الخفاء أو في العلن يعملون بقوة أو بدون قوة المهم أنهم يعملون.. بينما نحن ساهون ولاهون في خلافاتنا وخلافات قياداتنا وكأن النصر والهدف قد تحقق وحان وقت القسمة والغلة .. قد يفهم من كلامي أنه بمعناه نريد مقاطعة هؤلاء .. نقول ليس بالقدر المطلوب مقاطعة هؤلاء الباعة بقدر ما يجب علينا أولاً مقاطعة أسواق القات لماذا؟! لأنها الممول الرئيسي لهؤلاء, فكثير من باعة وتجار القات يقومون بغسيل أموالهم المشبوهة بفتح وتمويل المحلات التجارية سواء أكانت لبيع المواد الغذائية أو الأقمشة أو الأفران وغيرها.. فإذا جففنا المصدر الرئيسي فمن السهل أن تجف مجاريه دون مقاطعة منا .. فنوجه في هذا المقال دعوة لكل مكونات الأطياف التحررية سواء في الحراك الجنوبي أو الحراك الحضرمي أو المنادين بالتغيير إلى ضرورة التنبه لمثل هكذا مخططات وعلينا أن نخطوا خطوة عملية إلى الأمام في تبني حملة (مقاطعة القات .. خطوة نحو التحرير والاستقلال) . فالتحرير والاستقلال لا يأتيان بالمظاهرات والشعارات فقط فقبل كل هذا لابد من التخطيط السليم للهدف والعمل به وفهم ومعرفة أسلحة وأساليب العدو التي يحاربنا ويتعامل بها معنا .. وعلينا أن نعي وندرك جيداً العبارة التي تقول ( إذا لم يكن لديك مخطط فإنك ضمن مخططات الآخرين)..