تسببت إجراءات رسمية فرضتها الخارجية العراقية على رعاياها في اليمن بتحول أعداد كبيرة من العراقيين المقيمين إلى (بدون) بعد أن عجزوا عن الحصول على جوازات سفر شرعية تمنحهم حق الإقامة والعمل والحركة. فبعد أسبوعين فقط من إعلان السفارة العراقية بصنعاء إلغاء العمل بجوازات السفر العراقية فئة (N وM وH)، ودعوتها لرعاياها في اليمن لتجديد جوازات سفرهم، وجدت عشرات الأسر العراقية نفسها عاجزة عن الحصول على الجواز الجديد بسبب الوثائق المطلوبة منهم. وأكد عشرات العراقيين ل"نبأ نيوز": أن اللجنة المكلفة بتجديد الجوازات تشترط منهم هويات الأحوال المدنية، وشهادات الجنسية، بينما هم أما فقدوها في أحداث قصف قوات الاحتلال لبيوتهم في العراق، أو إثر عمليات تهجير إجباري، أو اضطرارهم لمغادرة بيوتهم في ظروف طارئة لم تتح لهم فرصة اصطحاب تلك الوثائق معهم، فيما تعرضت بيوتهم إلى النهب أو الحرق وما شابه. واعتبر المتحدثون أن حيازتهم على جوازات سفر عراقية سليمة في الوقت الحاضر يغنيهم عن أي مستمسكات أخرى، كونها أصدرت بموجب نفس الوثائق المطلوبة منهم حالياً. كما أشار العراقيون إلى أن اللجنة المعنية ترفض حتى إضافة أبنائهم من المواليد الجدد خلال فترة إقامتهم في اليمن ما لم يكن لديهم شهادات جنسية عراقية، رغم أن القانون العراقي لا يمنح هذه الشهادات لمن هم دون سن 18 عاماً. "نبأ نيوز" تواصلت مع السفير العراقي بصنعاء طلال العبيدي، ونقلت له شكاوى العراقيين فأكد أن لا غنى عن الوثائق المذكورة لترويج أي معاملة تجديد جواز سفر، وأشار إلى أن بالامكان الاستناد إلى صورة مستنسخة من تلك الوثائق وإصدار بدل مفقود عنها من العراق، مبيناً أن هذه المطالب تشترطها بغداد وأنه أجرى اتصالات مع الجهات المعنية وأكدت ضرورة هذه الوثائق. لكن العراقيين المشتكين رفضوا تلك التصريحات، وأكد بعضهم أن جميع أفراد أسرته يقيمون حالياً خارج العراق، ولا يوجد لديه من يتابع، فيما أكد آخرون أن بقية أسرته أما نساء أو صغار السن، بينما هناك من قال: أن الطرق غير آمنة والحكومة عاجزة عن تأمين الطريق إلى بغداد. وأمام انعدام الحلول لمشكلة مئات العراقيين– وربما آلاف- فإن هؤلاء تحولوا إلى (بدون)، ولم يعودوا قادرين على الحفاظ على وظائفهم في اليمن بسبب عدم قدرتهم على تجديد إقاماتهم وتجديد تراخيص العمل، وأصبحت أسرهم مهددة بفقدان مصادر رزقها، وأبناؤهم مهددون بالطرد من المدارس أو عدم القبول في الجامعات، وهناك حالات لعراقيين حاصلين على تأشيرات هجرة إلى دول أوروبية أكدوا أنهم سيفقدون هذه الفرص بعد أن تكبدوا خسائراً بآلاف الدولارات.. يشار الى أعداد الجالية العراقية في اليمن ارتفعت الى الضعف تقريباً خلال هذا العام بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، بعد أن كانوا في سبتمبر العام الماضي لا يتجاوزون (26) ألف عراقي.