خيم صباح اليوم الاربعاء الهدوء التام في شوارع الضالع وعادت الامور الى طبيعتها مع استمرار الانتشار الامني فيها. في نفس الوقت عمت شوارع طور الباحة فوضى عارمة وتكسير للمحلات وجرى اقتحام عدد من المرافق العامة، فيما يجري الان توافد قوات الامن الى اماكن انتشار الفوضى. أما في الحبيلين فقد تجمع مئات المواطنين الى منطقة المنصة احتجاجا على ماجرى يوم أمس من ضبط وحجز لعدد من المتهمين باعمال التخريب. ولايزال الوضع مشتعلا في طور الباحة حتى ساعة كتابة الخبر. ويأتي هذا التصعيد استجابة لما ورد في بيانات اصدرتها أحزاب اللقاء المشترك أمس ودعت فيها الى "تصعيد" ما اسمته ب"النضال السلمي"، الذي نشرت له ملفاً مصوراً لعناصر تخريبية تضرم الحرائق، ولطرق مغطاة بالحجارة التي يعتدي بها المخربون على المواطنين ويهشمون بها السيارات. واعتبرت أحزاب المشترك في بياناتها أمس أعمال "التخريب" حقاً دستوريا للاحتجاج، وأعلنت خلالها إدانتها لقيام السلطة باعتقال العناصر التي إعتدت على الممتلكات العامة والخاصة، ونهبتها وقطعت الطرق، واعتدت على مواطنين مسببة لهم اصابات مختلفة بينهم إمرأة تم فلق رأسها بالحجارة من قبل نفس العناصر التي تطالب احزاب المشترك باطلاق سراحهم من السجون، فيما ما تزال المرأة تتلقى العلاج في إحدى المستشفيات الخاصة بصنعاء، في نفس الوقت الذي تم نقل ما يزيد عن عشرة أشخاص ضحايا التخريب من الضالع والحبيلين الى مستشفى في عدن. وفيما يرقد الضحايا في المستشفيات فإن قيادات أحزاب المشترك نفذت اليوم إعتصاماً بمقر الاشتراكي بصنعاء للتضامن– ليس مع الضحايا، بل مع الجناة الذين ضربوهم. وفيما اعترف الموقع الناطق بلسان الحزب الاشتراكي بأن عدد من المخربين الذين إعتقلتهم الدولة هم من العناصر القيادية في الحزب، وأورد أسمائهم ومراكزهم التنظيمية، فقد علمت "نبأ نيوز" أن السلطات الأمنية أطلقت مساء أمس سراح قيادي في التجمع اليمني للاصلاح في الضالع، يشغل أيضاً عضوية المجلس المحلي بالمحافظة، كانت قد إعتقلته السلطات على خلفية تورطه بقيادة أعمال الشغب والتخريب. هذا ويخشى مراقبون أن يتصاعد العنف والتخريب في عدد من مدن اليمن، متأثراً بمواقف أحزاب اللقاء المشترك التي اعتبرت ببياناتها الرسمية "المخربين" بأنهم "مناضلين" وأن ما يقومون به هو "نضال سلمي"، وطالبت باطلاق سراحهم فوراً- رغم إدانتها للتخريب- في ظل تناقض صارخ تدين فيه التخريب وفي نفس الوقت تحتج على اعتقال المخربين.