كشف رئيس الدائرة السياسية للحزب الحاكم- المؤتمر الشعبي العام- عن اتصالات يجريها الرئيس علي عبد الله صالح مع قيادات المشترك، وحوار يجريه المؤتمر مع بعض العناصر في الخارج، فيما اتهم العطاس بخدمة جهات "يعرفها" تدفع له ليدلي بتصريحات ويتحرك هنا وهناك، وقال أنه "يعبر عن تيار داخل الحزب الاشتراكي اليمني، أصبح يجهر بالحديث عن الانفصال، بعد أن كان يقول ذلك على خجل". وفي الوقت الذي أشار عبد الله احمد غانم إلى أن اتصالات الرئيس مع قيادات المشترك تهدف إلى "ترتيب الأجواء السياسية وتهيئتها لإعادة استئناف الحوار إذا ما صدقت النوايا لدى تلك القيادات"، فإنه توقع أيضاً أن تشهد الفترة القادمة مزيداً من الحوار مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي المقرر أن تشهده اليمن في ابريل من العام القادم 2009م. واعتبر رئيس الدائرة السياسية- في حوار نشرته "الميثاق" الناطقة بلسان المؤتمر- تصريح العطاس أنه ليس مجرد رأي شخصي، وإنما يعبر عن تيار داخل الحزب الاشتراكي اليمني أصبح يجهر بالحديث عن الانفصال بعد أن كان يقول ذلك على خجل. وقال غانم: "الحقيقة إن العطاس عندما يردد بين حين وآخر التصريحات المسيئة للوحدة اليمنية فانه بالطبع يخدم جهات محددة وهو يعرفها جيداً، لان هذه التصريحات التي يطلقها ويتناقض فيها بين وقت وآخر لا تدل إلا على هذا المعنى- أي انه يخدم جهة معينة تدفع له كي يدلي بتلك التصريحات ويقوم بتحركات هنا أو هناك". وذكر غانم بتصريحات سابقة للعطاس قائلا: "وقبل حوالي ستة أشهر ذكر العطاس على إحدى الفضائيات أن اكبر خطأ ارتكبه الحزب الاشتراكي هو قرار الوحدة. وتصريحه هذا الأسبوع يأتي في ذات السياق، هو يلتقي في ذلك مع جزء من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني ومع جزء من قيادة ما يسمى بالحراك الجنوبي، هؤلاء يرددون نفس النغمة، وهي نغمة عملاء الاستعمار التي كانوا يرددونها قبل انطلاقة ثورة الرابع عشر من أكتوبر ويريدون من خلالها أن يضللوا الشعب، لكي يقولوا أن لديهم قضية وطنية في حين أن ليس لديهم إلا قضية جيوبهم"، مؤكداً: "إن هذه المحاولات لن تنطلي على شعبنا اليمني الذي شب عن الطوق ويعرف تماما من يريد العودة بعجلة التاريخ إلى الوراء". وأشار رئيس الدائرة السياسية للمؤتمر الشعبي العام إلى أن الاشتراكي استحق بسبب فشل محاولته الانفصالية أن يكون معزولا عن الشعب، وان يتجرع مرارة هزيمته التي خلق ظروفها بنفسه. وأضاف غانم: "أن الحزب الاشتراكي في بيانه الأخير، وان حاول أن يبيض صفحاته السوداء القديمة، إلا انه نسي أو تناسى ما أدت إليه تجربته في الشطر الجنوبي سابقا من أسوأ حرب أهلية شهدتها اليمن ممثلة في أحداث يناير عام 1986 وما تلاها من تصفيات جسدية ونفي لعدد واسع من القيادات السابقة للحزب الاشتراكي اليمني وليضع الحزب نهايته بيده". وقال غانم: "إن الحزب الاشتراكي لم يكن أمينا ولا دقيقا حين ذكر حرب 1994 هجوما من الطرف الآخر الشريك في الوحدة، لأن حرب صيف 94م نشأت تنفيذا لخطة الحزب الاشتراكي والمقرة من مكتبه السياسي ولجنته المركزية في ذلك الوقت بشان الإعداد لتمزيق اليمن وفصل شماله عن جنوبه وبذلك قامت حرب 94م وكانت هي التي حافظت على الوحدة اليمنية ورسختها أكثر في قلوب الشعب اليمني شاء ذلك الحزب الاشتراكي أم لم يشأ.. ذكر الحزب الاشتراكي ذلك أو لم يذكره". وأضاف: "الواقع يعرف هذه الحقيقة فالشعب يدرك أن الحزب الاشتراكي هو من تسبب عن عمد في تلك الحرب وما خلفته من شهداء وجرحى بالآلاف من أبناء الوطن الذين دافعوا عن الشرعية الدستورية والوحدة والحفاظ عليها وكذا الخسائر والدمار لمقدرات الوطن وممتلكاته".