عادت آفة دوباس النخيل التي تصيب أشجار النخيل وتقضي عليها إلى الظهور مرة أخرى في محافظة حضرموتجنوباليمن، الأمر الذي يهدد سبل عيش آلاف الأشخاص المعتمدين على هذه الأشجار لكسب قوتهم. وقال خالد صالح، 55 عاماً، من مديرية دوعن (حوالي 250 كيلومتراً شمال المكلا) أنه لم يصدق عينيه عندما وجد مزرعته الصغيرة قد أصيبت مرة أخرى بحشرة الدوباس. وكانت هذه الآفة الزراعية قد قضت في الماضي على أشجار النخيل في قريته حيث خلفت العديد من الأشجار الميتة وأتلفت محصول التمر لمدة ثلاث سنوات. وقال صالح: "لقد تعرض محصول التمر لتلف شديد بسبب حشرة الدوباس في عام 2005 و2006 و2007 الأمر الذي أدى إلى افتقار العديد من سكان قريتي". وأضاف قائلاً: "تعني معاودة ظهور المرض أننا سنحصل على محصول ضعيف. لقد فرحنا عندما سقط المطر الغزير وغسل الأشجار واعتقدنا أن المرض قد زال". ويحدث مرض دوباس النخيل بسبب حشرة تمتص العصارات الطبيعية للنبتة وتفرز مادة عسلية تنتشر تدريجياً عليها وفي أسوأ الحالات تغمر الشجرة بأكملها مما يعرضها للموت. وقال صالح أحمد وهو رئيس جمعية وادي جوزة الزراعية، وهي منظمة غير حكومية تحافظ على أشجار النخيل في مديرية دوعن وعضو في المجلس المحلي أنه ما أن عاودت الآفة ظهورها في قريته حتى أخبر مركز البحوث الزراعية في المكلا الذي يقوم بحملات الرش ولكنه صدم بردهم. وأفاد شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "قالوا لنا أنهم لا يملكون المال وأنهم سيبدؤون بالرش عندما يحصلوا عليه. لقد انتشر المرض بشكل كبير وحتى الآن لم يأتوا إلينا". أوقات صعبة وحذر أحمد من أن العديد من الأشخاص في مديرية دوعن مهددون بالفقر، حيث قال: "يعتبر بيع التمور أمراً حيوياً بالنسبة للمزارعين الفقراء بينما يحصل آخرون على العمل من خلال رعاية الأشجار وربما يواجه هؤلاء أوقاتاً صعبة مرة أخرى". وأضاف أن المزارعين لم يعودوا مهتمين بزراعة النخيل. بدوره، قال محمد الحبيشان وهو عالم حشرات في مركز البحوث الزراعية المسؤول عن حملات الرش: أن نقص السيولة يعيق عمل المركز، منوهاً إلى أنه: "لا يوجد لدينا ما يكفي من أموال لمحاربة هذه الآفة في جميع المناطق كما أننا بانتظار وصول المبيدات الحشرية من العاصمة". وأضاف: أن الآفة ضربت مناطق مختلفة في المحافظة وبدرجات متفاوتة مع تركز الأضرار الشديدة في مديريات دوعن والديس الشرقية وقصيعر ووادي حضرموت. وكانت مئات الآلاف من أشجار النخيل قد أصيبت بهذا المرض كما أصيبت "مئات الأطنان من المحصول بالمادة العسلية خلال السنوات القليلة الماضية...وكانت مصانع التغليف تدفع حينها أسعاراً أقل فأقل" مقابل الحصول على التمور. ووفقاً للحبيشان لا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد الأشجار المصابة ولكنه يرجح أن يكون عددها بالملايين، مشيراً إلى أن آلاف سبل العيش باتت مهددة.