لا ندري لماذا تهاوت واخورت قوى رؤساء الجاليات اليمنية الوطنية والحماسية بعد انعقاد المؤتمر العام الثالث!! ولا ندري لماذا ضاعت الحماسة الوطنية لديهم، واستبدلت بالتهاون وعدم الاكتراث بقضايا المغتربين..؟ من المفروض أن تكون العزيمة لديهم قوية والحماسة في أعلى مراتب الذروة لديهم بعد حضورهم فعاليات المؤتمر العام الثالث للمغتربين اليمنيين الذي انعقد في العاصمة صنعاء من الفترة 10 إلى 12 أكتوبر 2009م وتشرفهم بمقابلة ومصافحة الأخ الرئيس المشير علي عبد الله صالح، وخاصة إذا عرفنا أنهم شاركوا في صياغة البيان الختامي والتوصيات التي خرج بها المؤتمر العام الثالث للمغتربين اليمنيين، وكنا نعتقد أن الحماسة التي تقمصوها قبل وأثناء المؤتمر هي حماسة وطنية ولم نعرف إنها كانت مجرد حماسية مليئة بالهشاشة والمظاهر الكذابة.. ولكنننا اليوم نقول: من المؤسف حقاً إننا نلاحظ الفتور والتعثر وغياب الضمير في خطوات نشاطهم اتجاه قضايا المغتربين اليمنيين، فنشاطهم الديكوري اختفى من الساحة الاغترابية فلم تعد تلك الحماسة الوطنية التي كانوا يتقمصونها ويلبسون ثوبها المستعار قبل وأثناء انعقاد المؤتمر العام الثالث موجودة لديهم، وكان تسابقهم للوقوف أمام كاميرات الفضائيات التلفزيونية للظهور، وتسابقهم لاحتواء الصحف ووسائل الإعلام الأخرى ديكورية أكثر منها فهماً فكانت جيوبهم مفتوحة على الأخر وكانت استعداداتهم وحماسهم لدفع المبالغ الخيالية لشراء ذمم القائمين على تلك الفضائيات من اجل ظهورهم على الشاشة الفضية وهذا ماكان لهم من قبل بعض مندوبي هذه الفضائيات الذين كان المؤتمر عبارة عن موسم حصاد لهم في ضل غباء بعض رؤساء الجاليات اليمنية الذين حضروا المؤتمر العام الثالث وهم لا يمتلكون أي رصيد جماهيري أو شعبي بقدر ما يمتلكون الأموال التي أنفقوها لشراء الذمم. نعم.. أكاد اجزم إن الحماسة ولهم الوطني قد انعدمت ولم نعد نرى أي اثر لها في صور وأقوال وأفعال،وضمائر معظم رؤساء الجاليات اليمنية الذين شاهدناهم واستمعنا لحواراتهم العقيمة التي لا تستند إلى أي مخزون ثقافي ومعرفي. ومن هنا نتوجه بسؤال إلى هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على أبناء الجاليات اليمنية بالخارج وأوهموا الآخرين بأنهم يقدمون الخدمات وان تأثيرهم على المغتربين كبير فنقول لهم: ماذا قدمتم للمغترب اليمني؟ وماذا فعلتم له هل تستطيعون الإجابة على سؤالنا..؟ ولكن الحقيقة الجلية التي نستطيع الاستناد إليها هي: إذا بحثنا وأجرينا إحصاء، واستبيان للخدمات التي يقدمها رؤساء الجاليات للمغترب اليمني سنجدها (صفراً)..! وإذا كانت هناك خدمات سطحية فهي من قبل بعض أعضاء الجاليات وبصفاتهم الشخصية وبدافع وطني محض أي إننا لم نلمس أي عمل قام بها رؤساء الجاليات عدا القلة القليلة منهم وإذا كانت هناك بعض من الأعمال التي قامت بها الجاليات فهي وبجزم مني إنها كانت أعمال فردية وشخصية من قبل بعض أعضاء الجاليات الذين لديهم الحس الوطني ويشعرون بواجب الإخاء اتجاه إخوانهم فهؤلاء الأعضاء يقدمون خدمات جليلة لإخوانهم سواء كانوا مقيمين أم مخالفين لنظام الإقامة في دول الخليج والسعودية فنرى أعضاء الجاليات يغامرون في مساعدتهم لإخوانهم رغم علمهم بأنه من الممكن إن يتعرضون للمسائلة القانونية ولكنهم يغلبون وطنيتهم على مصالحهم الشخصية. أما رؤساء الجاليات اليمنية فمجرد أن يعلموا بوقوع بعض المغتربين في مأزق قانوني قد يكون خارج عن إرادتهم إلا ويبدءون بالتنصل والتهرب واختلاق الأعذار حتى يصل بهم الأمر إلى إغلاق هواتفهم الجوالة وقطع جميع الاتصالات بالآخرين وإذا خاطبتهم يقولون مالنا من الأمر شيء ولا دخل لنا بما يفعله الآخرون هكذا يكون ردهم. أخيراً نتمنى من وزارة المغتربين أن تطلب من كل جالية أن توثق أعمالها ومنجزاتها ونشاطاتها وتقدمها إلى وزارة شئون المغتربين كل ثلاثة أشهر على اقل تقدير حتى يتم تقيم عمل كل جالية ومعرفة كيف يعيش المغترب اليمني.