كثف الحوثيون نشاطاهم في العاصمة صنعاء، وصبغوا جدران وشوارع مدينة صنعاء القديمة وبعض الأحياء المجاورة بشعاراتهم ، في ما يبدو على أنه إشهار لوجودهم في قلب العاصمة، الأمر الذي أثار استياء الكثير من المواطنين، الذين وجهوا تساؤلات ومناشدات إلى أمين العاصمة عبدالقادر هلال مطالبين بوضع حد لتشويه العاصمة.. وقامت عناصر جماعة الحوثي والتي تحتل بالسلاح محافظة صعدة ومديريات من محافظات مجاورة في شمالي اليمن ، خلال الأيام الماضية بحملات دعائية في صنعاء القديمة وأحياء مجاورة لطبع شعارها (الخميني) "الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام"، وهو الشعار الذي يسخر منه الكثير من اليمنيين ويعتبرونه "زائفاً"، حيث ترفعه الجماعة التي خاضت حروبها مع الجنود اليمنيين وأبناء القبائل، دون أن تثير رعب أو استنكار الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي اعتبر سفيرها في صنعاء هذه الشعارات بأنها "سخيفة ومضحكة".. وانتشرت على موقع التواصل الإجتماعي الكثير من الانتقادات والشكاوى من هذه الشعارات واصفين إياها ب"الجوفاء والمليئة بالنفاق"، مطالبين "العمل على محو تلك الشعارات من الأماكن المتاحة بكل الأساليب الممكنة، وعدم السماح لهم بوضع ملصقات جديدة.. وقال القيادي في الثورة الشعبية المحامي خالد الآنسي، موجهاً خطابه إلى أمين العاصمة عبدالقادر هلال، إن " مدينة صنعاء القديمة إرث أنساني وإن "شعارات التحريض السياسي على الكراهية والقتل التي ملئت شوارعها تنفي عنها انسانيتها ومدنيتها وتشوه قيمها أكثر مما تشوهها البسطات والباعة المتجولون". وقال الآنسي: "هل يدفع الحوثيون مقابل استخدام الأماكن والشوارع العامة كوسائل دعائية لشعارهم وتحريضهم علنا على قتل الأمريكان؟. ولو كان شعار القاعدة او حتى علمها هو المرسوم في الشوارع والأماكن العامة بصنعاء هل كنت ستغض الطرف عنه؟!". واعتبر مراقبون ل"نشوان نيوز" إن هذه الخطوة مؤشر على عزم الحوثيين توسيع أنشطتهم والإشهار عن وجودهم داخل العاصمة صنعاء، بعد أن كانت نشاطاتهم تأخذ طابعاً غير علني خلال السنوات الماضية، باعتبارها جماعة مسلحة ملاحقة من قبل الدولة، وكانت عناصرها تقوم بأنشطتها تحت مظلة جمعيات وأحزاب أخرى.. وربط المراقبون بين هذا الانتشار الحوثي في العاصمة وتحالفهم مع عائلة صالح الذي بدأ يأخذ طابعاً علنياً، "وبدا كما لو أن الحوثيين هم الحليف الأساسي لصالح وورثة نفوذه وعناصره في العاصمة صنعاء والمحافظات المجاورة، وقد تم تمكينهم في الكثير من المواقع الحساسة في العاصمة، وكذلك المؤسسات الحكومية".