اذاً تعالوا الى خطوط "حزب الله"الجوية فوق اسرائيل، ذلك انه عندما اطلق الحزب طائرة الاستطلاع الايرانية الصنع والتي جمعها رجاله كما قال السيد حسن نصرالله اراد ان يقدم مفاجأة جديدة لكنها ذكّرت الكثيرين بأغنية فيروز "طيري يا طيارة طيري"، ربما ليثبت ان دفاعات العدو الاسرائيلي "من ورق وخيطان"! وبالفعل عندما تحلق طائرة الاستطلاع مئات الكيلومترات فوق المياه الاقليمية الاسرائيلية، ثم تنعطف عند قطاع غزة لتطير فوق الاراضي الفلسطينية المحتلة وتصل الى القرب من منطقة ديمونا حيث المفاعل النووي الاسرائيلي قبل ان تكتشفها رادارات اسرائيل وتسقطها، لن يكون غريباً اذا تساءل المرء هل ان الدفاعات الجوية الاسرائيلية "من ورق وخيطان"! واضح ان "حزب الله"في هذه المرحلة الدقيقة التي تتواتر فيها أخبار عن تدخله "الجهادي"في سوريا الى جانب نظام بشار الاسد، الذي يلقى دعماً مطلقاً من ايران بما يعني استطراداً انه لا يستطيع الامتناع عن المشاركة في تقديم هذا الدعم. أراد من خلال اطلاق طائرة الاستطلاع ان يقول "الى الجنوب درّ"، اي انه يحاول نقل الانتباه من الحديث المتصاعد عن تورطه في الازمة السورية ومسائل المخطوفين و"الجهاديين"من رجاله الذين يسقطون في القتال، الى مقارعة العدو الاسرائيلي الذي ليس خافياً انه يستعد لتوجيه ضربة الى المنشآت النووية الايرانية، قد تبدأ بقصف منهجي لمراكز "حزب الله"الذي طالما هدد بقصف اسرائيل بالصواريخ التي قال السيد علي خامنئي انها ستدافع عن ايران! واضح ايضاً ان الطائرة حملت بريداً سياسياً الى عناوين عدة، تتلخص اولاً في محاولة لوقف الانتقاد اللبناني الداخلي المتصاعد حتى داخل البيئة الشيعية لدخول الحزب الرمال السورية المتحركة وما قد يجره من نتائج وخيمة بعد انهيار النظام في دمشق، وثانياً في السعي لاعادة تظهير صورة الحزب عربياً كمقاتل ضد العدو الاسرائيلي لا كملتزم للقتال ضد الشعب السوري، وثالثاً للتذكير بأن الحزب قادر على الرد على اي عدوان اسرائيلي على ايران! والمثير ان التحليلات الاسرائيلية لم تعط اهمية للحادث ولم تر فيه تصعيداً هدفه افتعال مواجهة عسكرية، وخصوصاً غداة اعلان نتنياهو الذهاب الى الانتخابات، وهذا مؤشر يثير القلق اكثر من الاطمئنان. اما السيد حسن نصرالله فقد تعمّد في حديثه عن الطائرة توجيه رسائل ايحائية غير القول ان معركته مع اسرائيل لا في سوريا، فركز على تحليق الطائرة فوق البحر بما يعني تهديد المنصات الاسرائيلية إذا حصل تعد على حصة لبنان النفطية، ثم عندما اشار الى "التحليق فوق ديمونا"بمعنى ان المفاعل الاسرائيلي قد يكون عرضة لطائرات غير استطلاعية اذا تعرضت المنشآت الايرانية لأي هجوم اسرائيلي.