الوضع أليم والجسم سقيم ،والمعاناة تزداد .. بسبب شذاذ الآفاق والأوغاد، والمشاهد البائسة تتوالى صورها في الشوارع والطرقات، وتتصاعد من جوانحها الآهات، وتأثيرها الحارق يكاد يدمر الوجدان، ويحرق قلوب الغيورين والشجعان الذين كظموا الغيظ في شدة هجير القيظ ،وألجموا في النفوس شهوات الثأر والانتقام، والرد بالمثل على المخربين والقتلة اللئام، الذين استهانوا بعفو وتسامح الكرام وانغمسوا في وحل الحرام. الجروح وأشكال المعاناة .. واضحة بادية ، وطوفان الدموع سيروي ساقية، والتردي المهين وانحدارات الهاوية التي خلقتها العصابة الباغية.. الكل يعرف ماهية، ومن أعطاها الأوامر الناهية لزرع المعاناة الحزينة الباكية في أكثر من منطقة وناحية. كل الناس تعلم كل العلم.. من المتسبب في تدمير نفسياتها ومحاربتها في أقواتها ووضعها في مواقف إذلال وامتهان بجو احترابي مشحون، وأفق ظلامي مسكون.. بأشباح الليل وأنياب الخوف وأطياف الجنون.. أزمة تقريباً في كل شيء مما يدل على غياب الرؤية الوطنية وروح المواطنة اليمنية ووازع القيم الأخلاقية، والتعاطي الصحيح مع مفردات الديمقراطية، وأبجدياتها الحضارية، وحضور للنزعات الشيطانية والميول الانقلابية على الإدارة الشعبية والشرعية الدستورية، وأياً كانت الشعارات المرفوعة .. لماعة وزاهية، والمبررات الواهية التي يعتقد أنها كافية لإقناع أغلبية واعية فإن الكوارث الإنسانية الدامية من تقتيل ونهب وتخريب وإيقاف لكل الخدمات وتهجير ونزوح وبكاء وأنين لن تغفر أبداً لمدعي التغيير، والصحيح التدمير المطالبين بإسقاط نظام شرعي منتخب لأنهم شوهوا صورة البلد أمام الخارج وقذفوا بملايين الأسر في جحيم الألم والذلة والضعة ودفعوا بآلاف أخرى إلى نزوح قسري موجع ، وما أفظع رد فعل الحر عندما يهان أو يهان له قريب أو عزيز أو ما ردوا أو سمعوا محمد مرشد ناجي وهو يزمجر هاتفاً بصوت الشعب الحقيقي وليس جماعة الساحات: " أنا الشعب صرخة عاتية ستخمد نيرانهم غضبتي ستخرس أصواتهم صيحتي أنا الشعب عاصفة طاغية كل الشعب يرفض من يتسبب في حرمانه من قوته وانقطاع خدمات الماء والكهرباء والنقل والوقود لكي يوظفها توظيفاً سياسياً غير أخلاقي بوهم تحقيق مكسب أو مكاسب على حساب زرع المتاعب للمواطن المسكين، والتلاعب بلقمة عيشة وخدمات كانت موجودة وتعد في حكم البدهيات . كثير مما اقترفتموه .. منغصات وجرعات قاسيات ومزايدات طفت كل المزايدات استغبيتم العقول وأولها عقل الطفل الصغير الذي فهم حركاتكم وألاعيبكم كيف نسيتم أن اليمن يتنفس سياسة بكل رئاته منذ خمسين عاماً ويزيد دمرتم البلاد وشردتم العباد ، ونشرتم الفساد ، وزرعتم الأحقاد ، وفجرتم في الاستفزاز والعناد، وتشجيع المارقين والأوغاد وتشريد النساء والأولاد وإيقاف التموين والإمداد ورفعتم أعلام الحداد على وطن الآباء والأجداد، والسادات الميامين والأمجاد على من تضحكون ؟ لا تستحون ؟! وإلام جاحدون ؟! أم أنكم في غيكم سادرون ؟! وعلى أهوائكم مستمرون ؟! في حفلات البرع واللحون والعبث بالوطن والمجون .. في أسوأ حالات الجنون وللجنون .. فنون، وقد تبعكم كل مفتون أو مهووس ومجنون، وأنتم تدركون .. أن لا أحد يبذل الغالي بدون أو يرخص الغالي فمتى تعقلون ؟! واسعد بكم عندما ترجعون! المهاتما يظهر أخيراً بظهور مهاتما اليمن بعد غيبة مفروضة فرحت وحزنت في الوقت ذاته: منبع سعادتي سماع صوته ورؤيته، وسبب حزني احتراق وجهه في دلالة على الفعل الاجرامي البشع الذي لن يفلت فاعلوه .. فقد اغتالوا وطناً مجسداً في زعيم. للتأمل: * أحب الأمثال الشعبية، وآخر مثل سمعته يقول: (ماحد يغزي في زريبة أمه)، ولاتعليق. * المطالبون بتغيير النظام أغرقوا الشعب في الظلام، وغذوا في وجدانه شهوات الانتقام. * المؤتمر .. الحوار خياره، والمشترك .. العناد حماره، وليش .. ليش يا جاره .. ما تردين الزيارة. * سرقت حركة الشباب واحلامهم البريئة في وطن قوي معافى.. الفاعل .. المشايخ والجنرالات، ونافخو الأبواق، وعديمو الذوق والأخلاق، إلا اقل القليل. * محلل أكاديمي في فضائية اليمن قال: (هذه الأزمة .. ليست ثورة بل ثروة للقائمين عليها وقادة الأحزاب من خلال الهبات والتبرعات وأشكال الدعم الكثيرة والوفيرة). * في عهد الوحدة .. حصلت أخطاء، وليست خطايا بعكس زمن ما قبل الوحدة الذي كانت فيه الخطيئات تضرب أطنابها في الساحات ثم تتمشى في الأسواق رافعة البيارق والرايات. * الجماعة في حالة تخبط: مجلس انتقالي، خلافة إسلامية، جمهورية جديدة، دولة دينية، بلد علماني ... الخ من التسميات المقترحة، والخلافات الظاهرة والباطنة. حالة شبيهة بذلك الراعي الذي جهز الوتد، والبقرة عاده ما اشتراها، مهم .. الرسو على بر، أو الاتفاق على وجهة معينة، ميناء محدد، ويبدو أنه كثرت الديوك .. عطل الصبح. برقية شعرية إلى أبين قال شاعر العربية الأكبر أبو الطيب: وما كل هاوٍ للجميل بفاعلٍ ولا كل فعال له بمتمم همسة عملوها، وأنت تصلي، وما خطر في بالهم أنهم رفعوك، وساووك بالفاروق وابي تراب، وحينما ظهرت .. لم ينم خوفهم من العذاب، ورهبة زمجرة الملايين في الجبال والهضاب والفيافي الرحاب. قبل الختام ولو حاولت التبسم في وجهي، وقلبك يقطر ألماً، أعرفك من تحديقي في مآقيك، والعين جاسوس على مافي الجوانح، ولو تكلفت اصطناع المجاملة، والتأدب الزائد، والرضى أو القناعة كوضع طبيعي فُرض أدرك أن في داخلك مراجل غضب تغتلي، وتتحين لحظة الانبعاث الصاروخي تبرما من صناع تلك المتاهة المظلمة. خواطر اهديها إلى مثقف نازح في الشيخ عثمان أسعد وأحزن بلقائه. آخر الكلام فإن يكن الفعل الذي ساء واحداً فأفعاله اللائي سررن كثير شاعر قديم