إن انتقال الطفل من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة الالتحاق بالمدرسة يعد حدثاً انتقالياً ضخماً فى حياة الطفل يتطلب أن يعد له الطفل إعداداً طيباً فالطفل قبل المدرسة أو الحضانة يعيش فى البيت الذى يمثل له البيئة الآمنة ويرى نفسه مركز ومحور الاهتمام فى هذا البيت كما أنه يكون ملاصقاً أغلب الوقت لوالدته أو من يقوم برعايته وفجأة يحدث هذا التغير الكبير في حياته إذ يصحو يومياً فيجد نفسه في مكان غريب عليه بدون وجود والديه أو إخوته معه ومع أشخاص لم يلتق بهم من قبل وبعد أن كان محط أنظار الجميع في أسرته يرى نفسه واحداً من بين مئات وربما آلاف الأطفال الآخرين . وبالطبع فإن أصعب ما يعاني منه الطفل في تلك اللحظة هو الشعور بفقدان الأمان كما أنه يصبح مسئولاًَ عن تصرفاته وسلوكه ومطالباً باتباع قوانين وقواعد ربما لم تفرض عليه من قبل أثناء فترة تواجده بالبيت لذلك فمن المهم جداً على الوالدين أن يقوما مسبقاً بالتهيئة الكافية والكاملة للطفل لمواجهة هذا الحدث المهم في حياته وقد يتم ذلك عن طريق : - التحدث مع الطفل ومحاولة تشويقه وتحبيبه في المرحلة القادمة (المدرسة) . - شرح أهمية دور المدرسة فى حياته له . - تدريب الطفل على الاختلاط بعدد من الأطفال وإقامة علاقات اجتماعية معهم بحيث يكتسب مهارات المشاركة والعطاء وكيفية مواجهة المشاكل وإيجاد حلول مناسبة لها . إعداد الطفل بأن يدرب على الانفصال بعض ساعات اليوم عن الأم وأن يتم ذلك تدريجياً ( هنا تأتي فائدة الحضانة قبل المدرسة ) . - قد يكون من المفيد للطفل أن يصطحبه والداه إلى المدرسة التي سيتم الالتحاق بها قبل بدء العام الدراسي ليتعرف على المكان والمدرسة التي ستقوم بالتدريس له والجو العام بالمدرسة بصحبة الوالدين في جو مطمئن له. - من المهم جداً التأكيد على إحساس الطفل بالأمان أي أنه لن يترك في هذا المكان الغريب فعلى الأم والأب ألا يحاولا أن يتركا الطفل فى المدرسة ويهربا منه بلا أن يتحدثا مع الطفل بصدق وثقة بأنه سيأتي لأخذه عقب انتهاء اليوم الدراسي. - دور المدرسة في مرحلة الحضانة هل هو دور تعليمي أم تمهيدي فقط ؟ هي مرحلة تمهيدية بمعنى تمهيد الطفل للتفاعل مع المدرسة نفسياً واجتماعياً وبداية اكتساب المهارات التعليمية. ومن الأخطاء الشائعة أن يحاول الأهل أو المدرسة فرض مهارات الكتابة على الطفل في الحضانة وذلك لجهل بعض الحقائق المهمة التي منها أن عضلات الطفل لم تكتمل في نموها بعد ما يجعل من الصعب على الطفل الإمساك الصحيح بالقلم والتحكم في الكتابة ففي مرحلة الحضانة يجب أن يكون تدريباً لعضلات اليد لتنمية قوة التحكم والإمساك بالأشياء وذلك عن طريق بعض التدريبات التي تتم من خلال العاب مشوقة للطفل. وبالنسبة للطفل قبل أن نفكر في العقاب يجب أن يكون لدينا ما يسمى بالتدعيم الإيجابي الذي يشجع الطفل ويساعده على الالتزام بالسلوك السليم. من المهم أن يوضع للطفل قانون أو قواعد محددة مطلوب منه الالتزام بها والتأكيد المستمر عليها فليس من العدل أن أعاقب الطفل على ما لم أُوضحه وأوضح أخطاءه له. العقاب البدني مرفوض لأنه يشعر الطفل بالمهانة وكذلك أي نوع من العقاب يهين الطفل لأنه يؤدي إلى تحطيم صورته الذاتية عن نفسه. يجب على المدرس والوالدين أن يوضحوا للطفل صورة كاملة عن تبعات السلوك المرفوض في خطوات ومراحل متدرجة وأن يتم الالتزام تماما بتطبيق ما تم الاتفاق عليه مع الطفل. ومن وسائل العقاب يمكن لفت نظر الطفل أولا ثم يجلس في كرسي منفصل لمدة خمس دقائق وتزداد المدة تدريجيا حسب إصراره على هذا السلوك السيئ. يمكن حرمانه من شيء يحبه ومن المهم توضيح لماذا تم عقابه وأن يكون مقتنعاً بذلك حتى لا يشعر بالظلم. عند عقاب الطفل يجب أن أدعم مبدأ أنني أحب الطفل ولكني لا أقبل السلوك السيئ. فأنا لا أرفض الطفل حتى وهو يسيء التصرف ولكني أرفض سلوكه.