تحت عنوان "الدمار امتد ليصل إلى العلاقات البريطانية الأميركية" تحدثت صحيفة ذي إندبندنت في افتتاحيتها عن انسحاب القوات البريطانية من آخر معقل لها في البصرة وتمركزها في منطقة المطار، محذرة من أن تجمعها في مكان واحد يعني أنها ستتحول إلى هدف سهل وواضح . ثم تساءلت الصحيفة قائلة: كم سيبذلون من طاقة للدفاع عن أنفسهم، وكم ستسوء العمليات الأمنية؟ وقالت إن لدينا جوابا جزئيا للسؤال الثاني وهو من سيملأ الفراغ الأمني الذي ستخلفه القوات البريطانية في البصرة؟ موضحة أن جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر والمناهض لأميركا والموالي في نفس الوقت لإيران سيكون هو المستفيد الوحيد رغم أن القوات البريطانية لن تسلم مفاتيح البصرة رسميا له.، وتابعت الصحيفة أن صعود جيش المهدي المتنامي في مناطق جنوبيالعراق يثير تساؤلا ثالثا: هل ننظر إلى الانسحاب على أنه نصر بريطاني أم هزيمة؟ لتقول إن الجواب الرسمي هو أن تسليم المهام لا يتعلق بالنصر ولا الخسارة، فالجنود لديهم مهمة وقاموا بها حيث أن المنطقة تسلم فقط عندما تحكم القوات البريطانية بأن القوات العراقية مستعدة وجاهزة لحفظ الأمن. ولكن الصحيفة اتجهت أيضا إلى النظر إلى الموضوع برمته من وجهة نظر أخرى تتعلق بالمصالح البريطانية، قائلة إن مقتدى الصدر ليس القائد الذي تنشده بريطانيا ولا حتى أميركا للسيطرة على جنوب البلاد التي تزخر بالنفط ولا سيما أن الصدر لا يتحلى بالديمقراطية.، وإذا كان - تتابع ذي إندبندنت- هدفنا من الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين هو تحسين الدخول الغربي إلى النفط العراقي وتعزيز الديمقراطية فإننا قد فشلنا، وإذا كان احتواء إيران فإننا فشلنا أيضا. وفي الختام قالت إن مقتل الجنود البريطانيين الثلاثة في أفغانستان أخيرا بنيران أميركية صديقة يشير إلى أن المغامرة العراقية المضللة لم تدمر فقط العراق ولا حتى المصالح الأميركية البريطانية القائمة منذ أمد طويل في المنطقة، بل العلاقات عبر الأطلسي كذلك. مقارنة خاطئة : كتب مايكل ليند مقالا في صحيفة ذي غارديان يقول فيه إن الرئيس الأميركي جورج بوش كان مخطئا في مقارنته بين العراق وفيتنام. وأوضح أن الجهاديين سيمنون بالهزيمة في حالة واحدة وهي أن تكون أميركا مستعدة للتعاون مع حلفائها.، وتابع أن حركة الجهاديين العالمية ستقوى بالانسحاب الأميركي، ولكن تلك الحركة ستعجز عن ترجمتها لابتهاجها وتحويلها إلى أفعال إذا عملت الولاياتالمتحدة مع السلطات المحلية التي ستتشكل في عراق ما بعد الأميركيين، وأبدت تعاونا مع الدول الأخرى لتشديد إجراءاتها الأمنية. الخلافة في فلسطين : سلطت صحيفة ديلي تلغراف الضوء على صعود نجم حزب التحرير الفلسطيني على خلفية السأم الذي ظهر في صفوف الفلسطينيين من الصراع بين الحركتين الرئيسيتين، حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس). وقالت الصحيفة إن مدرسين ومشرفي مصانع وموظفين يبدون في النهار من الطبقة الوسطى، ولكن في الليل يجتمع العدد المتزايد من المؤيدين لحزب التحرير الإسلامي، الذي يرفض الديمقراطية الحديثة ويفضل الخلافة الإسلامية، في الضفة الغربية لتجنيد الآلاف من الذين يشعرون بخيبة الأمل حيال فتح وحماس. ونقلت الصحيفة عن الشيخ أبو عبد الله قوله إن "كل شخص يعيش في فلسطين يدرك أن الأحزاب السياسية وخاصة الإسلامية لم تحقق أي شيء لهم". وفي محاول لتقييم عدد أعضائها، قالت الصحيفة إن تجمعا احتشد الشهر الماضي في رام الله ضم ما لا يقل عن 10 آلاف عنصر، وهناك تقييمات أخرى تصل إلى 40 ألفا. ومن جانبه قال مدرس اللغة العربية ماجد أبو ملاح الذي اعتاد على حضور دروس أبو عبد الله في المسجد، إن "أي حديث عن العودة إلى الخلافة أو العودة إلى القيم الدينية سيكون محل ترحيب للناس". تضارب في حماس إزاء العمليات : قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أمس الاثنين إن مسؤولين في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) طرحوا آراء متضاربة أمس (الأول) إزاء مسألة تجديد الهجمات "الإرهابية" في الضفة الغربية وإسرائيل. ونسبت الصحيفة إلى أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية قوله إن تقييمات جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) حول تكثيف الجهود الرامية لتقويض الحوار الدبلوماسي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية عبر شن هجمات "إرهابية" دراماتيكية، عارية عن الصحة. وقال يوسف للصحيفة "ليس هناك أي تغيير في موقف حماس. إسرائيل تهددنا وتستهدفنا، ونحن فقط نرد على الاستفزازات. ولكننا لا نعتزم الشروع في أي عمل عسكري كاستئناف التفجيرات الانتحارية".، غير أن المتحدث باسم حماس فوزي برهم قال لهآرتس إن الحركة تنوي استخدام أي وسيلة لتحقيق أهدافها، رافضا تأكيد أو نفي التهم التي أوردها نائب مدير الشين بيت الإسرائيلي. وبالإشارة إلى تقرير للمخابرات قدمه نائب مدير جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، قالت الصحيفة إن قيادة حماس في دمشق أعطت المسلحين في الضفة الغربية تعليمات تفيد بالشروع في شن هجمة واسعة النطاق داخل إسرائيل. وقال النائب في اجتماع للحكومة الإسرائيلية أمس (الأول) إن "ثمة جهودا بذلها قائد المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وقيادة الحركة في الخارج تسعى لتشكيل خطة ترمي إلى تقويض الجهود الدبلوماسية بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وإسرائيل". وأوضح المسئول الأمني أن حماس تشعر بالإحباط من التطورات التي وقعت في قطاع غزة ومن الخسائر التي منيت بها الحركة بسبب العمليات العسكرية التي شنتها قوات الدفاع الإسرائيلية.