أكد أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن العطية مساء أمس الاثنين أن تجربة مجلس التعاون أصبحت تحظى على المستوين العربي والدولي بمكانة متميزة لما تمثله كنموذج ناجح للتكامل الإقليمي أو من حيث سجلها المشرف قي الالتزام بالمواثيق العربية والدولية. وقال العطية في كلمة له بمناسبة احتفال الأمانة العامة للمجلس بالذكرى 28 لإنشاء المجلس: إن تجربة مجلس التعاون لم تنعزل عن منطقة انتمائها العربي التي تمثل لها سنداً وظهيراً، ولعل هذه التجربة تكون حافزاً لإعادة التفكير بشكل إيجابي في مدخل التجمعات الإقليمية على المستوى العربي. وأشار العطية إلى أن المجلس تبنى في البداية المدخل التجاري التقليدي للتهيئة لعملية التكامل ثم في مرحلة لاحقة تبنى المدخل الإنمائي للتكامل لتنويع الهيكل الإنتاجي للدول الأعضاء وبعد إقامة الإتحاد الجمركي ارتفع حجم التبادل التجاري بين دول المجلس في السنة الأولى إلى أكثر من 27 مليار دولار. وبيّن العطية أن مسيرة المجلس أنجزت مرحلة هامة على طريق التكامل الاقتصادي بإعلان قيام السوق الخليجية المشتركة اعتبارا من مطلع العام 2008م، معتبرا أن ذلك كان قرارا نوعيا تم بموجبه استحداث مفهوم المواطنة الاقتصادية الخليجية، التي مثلت النواة لقيام السوق الخليجية المشتركة. وأضاف العطية: إنه وفي خطوة متقدمة أخرى نحو الاندماج الاقتصادي اعتمد المجلس الأعلى في دورته الأخيرة بمسقط اتفاقية الاتحاد النقدي، وبدأت دول المجلس في اتخاذ خطوات عملية نحو وضع أسس إقامة الاتحاد النقدي، وإصدار العملة الموحدة خاصة بعد أن تم إقرار أن تكون الرياض المقر الدائم للمجلس. وتطرق العطية إلى الإنجازات التي حققها المجلس في المجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب، وفي مجالات التعاون العسكري، وفي المجالات الأخرى المتعلقة بالبيئة والإعلام والثقافة. ونوه العطية بمواقف مجلس التعاون مع الشعب الفلسطيني وقضية العادلة، مستعرضا الدعم الخليجي للفلسطينيين لإعمار غزة إثر جريمة العدوان الإسرائيلي. وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط تشهد مستجدات خطيرة تهدد ما تبقى من عملية السلام التي تراجعت بشكل كبير بفعل سياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وتوشك على الانهيار التام بعد وصول الحكومة الإسرائيلية المتطرفة إلى السلطة، والتي أعلنت سياسات معادية للأسس والمبادئ التي قامت عليها عملية السلام في مؤتمر للسلام عام 1991م. وقال العطية: إن ثمة بارقة أمل في الأفاق تتمثل في تحول الموقف الدولي نحو الدفع باتجاه تحريك عملية السلام سيما من الإدارة الأمريكية الجديدة التي نتطلع إلى أن يكون تجاوبها ودعمها لعملية السلام جادا وبخطوات ملموسة على أرض الواقع. أضاف العطية: على المجتمع الدولي أن يدرك أن الدول العربية والإسلامية قد اتخذت خطوة تاريخية بتبنيها المبادرة العربية للسلام التي تفتح الباب أمام تصالح تاريخي، وأن هذه المبادرة لن تظل مطروحة إلى الأبد. وحول البرنامج النووي الإيراني أعاد إلى الأذهان موقف مجلس التعاون الثابت بضرورة حل القضية سلميا مع الإقرار بحق الدول في الاستفادة من التقنية النووية للإغراض السلمية.